Monday 20th September, 1999 G No. 9853جريدة الجزيرة الأثنين 10 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9853


التشنج الحراري عند الاطفال

كم هي كثيرة تساؤلات الأمهات والآباء عن اولادهم ومستقبلهم عندما يصابون بالتشنج الحراري و تبدو مخاوفهم من احتمالية رجوع التشنج مرة اخرى، ويكثر المفتون واطباء وطبيبات المجالس و يدلي كل بدلوه دون حقيقة علمية يبنون عليها تخمينهم او اعتقادهم مما يثير الفزع لدى الوالدين عندما يكون احد الاولاد مصابا بهذا المرض، لذلك كان لزاما علينا نحن الاطباء توضيح الحقائق وشرحها بطريقة مبسطة مبنية على الحقائق العلمية والخبرات الطبية، وهذه مشاركة بسيطة وهي اسئلة طرحت علينا في المستشفى من قبل امهات الاطفال.
ما المقصود بالتشنج الحراري؟
هو عبارة عن حركات تشنجية للاطراف تحدث نتيجة ارتفاع درجة حرارة جسم الطفل فوق 38,5 درجة و يصاحبها فقدان للوعي وربما حركات للعين الى الاعلى وخروج لعاب من خلال الفم وتكون الحركات في كل الاطراف، وتستمر لمدة دقيقة او دقيقتين وقد تزداد الى عشر دقائق احيانا ينام بعدها الطفل لمدة نصف ساعة ثم يفيق ويكون طبيعياً تماما.
كم نسبة حدوثه ومتى يحدث؟
نسبة حدوثه (5%)تقريبا، فإذا كان عندنا 100 طفل درجة حرارتهم عالية فإن نسبة 4-5 منهم قد يحدث لهم تشنج.
وهو يحدث للأطفال من 6 أشهر إلى 6 سنوات واكثر حصوله مابين سن سنة وسنتين، كما انه قد يحدث مبكرا عند سن ثلاثة اشهر.
ما سبب ارتفاع درجة حرارة الجسم؟ ولماذا يحصل التشنج؟
غالبا ما تكون اسباب ذلك هي الامراض العامة التي تصيب الاطفال مثل التهاب الاذنين والحلق واعلى الصدر والتهابات الصدر وايضا المسالك البولية، ولكن غالبا ما يكون المسبب هو الالتهابات الفيروسية.
يعزو بعض العلماء حدوث التشنج الى عدم نضوج المخ المؤقت نتيجة نقص حمض معين هو (GABA) والذي تكتمل وظيفته ونشاطه بعد بلوغ الطفل سن الرابعة من عمره حتى يبلغ الطفل هذه السن يكون معرضا للتشنج إذا ارتفعت درجة حرارته.
عندما حدث لابني تشنج حراري طلب مني الطبيب التوقيع على موافقة أخذ عينة من سائل النخاع الشوكي، فما الداعي لذلك وما العلاقة، وماخطورة هذه الإبرة؟
الحقيقة ان هناك علاقة بين التهاب السحايا او الحمى الشوكية وبين وجود التشنج الحراري إذ أن نسبة (30%) من مرضى التشنج الحراري تكون عندهم التهاب الحمى الشوكية، ولانها لاتتضح علاماتها في الاطفال تحت سن سنتين لذلك عندما يحضر الوالدان الينا في الاسعاف طفلهما بتشنج حراري ولم يجد الطبيب سببا كافيا مقنعا لارتفاع درجة الحرارة، فإنه يفضل ويستحسن اخذ عينة من سائل النخاع الشوكي خصوصا للاطفال لمن هم دون السنتين، و هذه الإبرة تؤخذ من اسفل الظهر بعيدا عن الحبل الشوكي وليس لها اضرار ولله الحمد اذا عملت بالطريقة الصحيحة المناسبة، اما ما يردده اطباء المجالس من العامة عن هذه الابرة فليس صحيحا، والعجب ان الوالدين يقومان بكي طفلهما حتى تشوه خلقته ويعرضانه للنار ويرفضان أخذ هذه العينة السهلة وهذا جهل منهما فهما لايدركان حرص ابناء المجتمع من الاطباء على اطفال الوطن، يحدث هذا خصوصا عندما يقدر لك العمل في اسعاف مستشفى الملك فهد للحرس الوطني.
هل سيعاود التشنج لطفلي؟
هذا سؤال مهم وكثيرا ما يطرحه الوالدان والجواب عنه ان احتمالية حدوث التشنج مرة اخرى يعتمد بدرجة كبيرة على عمر الطفل عندما حدث له التشنج لاول مرة، فعندما يكون عمره اقل من سنة فإن نسبة معاودة التشنج هي (5%) وعند الاطفال بين عمر سنة وثلاث سنوات تكون النسبة (30%) واذا كان عمره اكثر من ثلاث سنوات فإن النسبة تقل الى (15%) وهذا يؤيد ماذكرناه سابقا ان الطفل عندما يصل الى عمر 4 سنوات تقل احتمالية اصابته بالتشنج الحراري، كذلك إذا كان احد افراد العائلة مصابا بالتشنج الحراري فان الاحتمالية تزيد عند هذا الطفل.
هل سيصبح طفلي مريضا بالصرع؟
عموما هذه كلمة لانحب استخدامها حفاظا على مشاعر الاهل وهذا سؤال مهم وهو في مكانه وخصوصا في مجتمعنا فما ان يسمع الناس عن طفل حدث له تشنج حراري إلا ويتهم بانه مصروع وانه مريض بالصرع وهذا ليس صحيحا، وهنا احب ان ازف البشرى للاهالي بان معظم الأطفال الذين يحدث لهم تشنج حراري يكونون اطفالا طبيعيين سالمين من امراض الجهاز العصبي ومشاكله، كما ان نسبة حدوث صرع مزمن بعد حدوث التشنج الحراري لاتتجاوز 1% في حالات الاطفال العاديين الذين لايوجد عندهم اي من العوامل التي سأذكرها بعد قليل.
وهذه العوامل قد تزيد من نسبة حدوث مرض الصرع وهي تختلف من طفل إلى آخر وهي:
1- عمر الطفل خصوصا إذا حدث له قبل إكمال السنة الأولى فهو اكثر عرضة للإصابة بالصرع.
2-نوعية التشنج: عندما يكون جزئيا في بعض الاطراف ويمتد لاكثر من خمس عشرة دقيقة فعندئذ يسمى تشنجا حراريا معقدا قد يزيد من احتمالية مرض الصرع وهذا يتطلب اجراء فحوصات أخرى.
3-التاريخ العائلي: كأن يوجد عند الوالدين او الاخوة او الاقارب مرض الصرع او تشنجات.
4-حالة الطفل العقلية: فالذين عندهم قصور في النمو العقلي تزداد نسبة اصابتهم بالصرع.
5-تخطيط المخ: وان كان عند الاطفال صعبا نوعا ما قراءة التخطيط والحكم عليه بانه طبيعي او غير طبيعي نظرا لطبيعة مخ الطفل.
عندما تجتمع هذه العوامل كلها في طفل فان نسبة حدوث مرض الصرع عنده تزداد من 1% الى 15- 25%تقريباً, ولكن افضل طريقة لمنع مرض الصرع هو منع حدوث التشنج الحراري او تكراره وذلك بمراقبة حرارة الطفل واعطائه المخفضات حتى لاترتفع درجة حرارته ويحدث له تشنج حراري مرة اخرى.
إذاً ماهو علاج التشنج الحراري؟
هذا يختلف حسب حالة المريض ومن الافضل ان يترك القرار بين الطبيب المعالج ووالدي الطفل, لكن الغالب ان التشنج الحراري البسيط لايحتاج الى علاج ولكن عندما يكون المريض من الفئة القليلة التي توجد عندها العوامل السابقة كصغر السن ووجود المرض في احد افراد العائلة ويكون التشنج من النوع المعقد فإن الطبيب قد يصف علاجا لهذا المريض لمدة سنتين الى اربع سنوات حسب حالة الطفل.
ماذا افعل اذا حدث التشنج لطفلي وأنا في المنزل؟
إلزمي الهدوء ثم ضعي طفلك على جنبه الايمن وابعدي عنه الاشياء القريبة حتى لايضعها في فمه واجعلي فمه مفتوحا ليساعده على التنفس واذا استمر التشنج اكثر من خمس دقائق يفضل إحضاره للمستشفى.
هل معنى هذا ان التشنج الحراري مرض بسيط؟
كما ذكرنا سابقا ان معظم المصابين من النوع البسيط فهم لايعانون من امراض عصبية او تخلف في النمو بل عقولهم سليمة، وكذلك ان نسبة حدوث تشنج دائم لايتجاوز 1-4% في الحالات العامة ولكن ان يحدث له تشنج حراري مرة اخرى قد يصل إلى 40%.
د, معاذ التريكي
اخصائي اطفال مستشفى الملك فهد للحرس الوطني

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved