هل اصبحت مشاعرنا وعواطفنا واذواقنا وحقوقنا كلها مجتمعة لعبة مسالمة ومستسلمة بيد رجل واحد وتحت رحمة وتصرف قناة فضائية تجارية تتلاعب بعقولنا كما تشاء وتتحكم بنا مثلما تريد,,؟!!
في بطولة القارات الرابعة قلنا انه مزاح من النوع الثقيل شبيه بما يجري بالكاميرا الخفية,, وقد تكون (غلطة وتعدي) اعتقدنا وقتها جازمين بأنها لن تتكرر,, لكن وقد تكررت مع سبق الاصرار والترصد في لقاء الذهاب للافروآسيوية فيبدو اننا احتكرنا حتى في مستوى تفكيرنا والمامنا فصرنا نفهم الامور ومايدور بالمقلوب وعلى طريقة اطرش الزفة ,,!!
يوم الأحد من الاسبوع الماضي وزعت (ART) خبراً مفاده ان المباراة ستنقل حصرياً على قناتها الرياضية فقط, وفي اليوم التالي (الاثنين) بثت وكالة الانباء السعودية وهي جهة اعلامية رسمية تختلف في مصادرها ومصداقيتها عن التصريحات التي ادلى بها زاهد قدسي قبيل بطولة القارات,, يقول خبر الوكالة الذي نشرته الصحف اليومية ان مباراة الذهاب منقولة على الهواء مباشرة عبر التلفزيون السعودي بصوت المعلق نبيل نقشبندي,, بيد ان (ART) ردت على الفور لتؤكد انها عند كلمتها ولاصحة لنقل المباراة على غير قناتها الرياضية وقد اثبتت بالفعل انها صادقة فيما تقول,,!!
كل ذلك حدث خلال الاسبوع الماضي وفي تناقضات متسارعة جعلت المشاهد (المغلوب على امره وعقله وحواسه) في عزلة لاتسمح له بالعثور على الحقيقة الغائبة التي دائماً ماتصادر حقوقه وربما انسانيته,,!!
على اية حال مادامت مسألة الاحتكار او الاحتقار -لافرق- محسومة سلفاً لفائدة مؤسسة تجارية لديها الحق في البحث عن الربح حتى لو على حسابنا وبواسطة منتخب الوطن مما يعني ان شجبنا واستنكارنا مجرد كلام يطير في الهواء فعلى الاقل من حقنا ان نعرف بالضبط اصل وفصل (الحكاية),,فالمنتخب منتخبنا!!
للصحافة شيطان أخرس!!
جاءت صفقة النجم الكويتي جاسم الهويدي لتؤكد من جديد حقيقة التعاملات الصحفية الاعتباطية اثناء تناولها لملابسات ونتائج صفقة او لنقل قضية كهذه تتعلق بناديين متنافسين بينهما كما يقول المثل الشعبي (النار والكبريت),,!!
كثيرون تصوروها او صوروها على انها مواجهة قوية حامية الوطيس اسفرت عن فوز هلالي كاسح مقابل خسارة نصراوية فادحة,, ومادام الامر كذلك فلابد ان يثمر هذا الفوز عن اطراءات ومدائح عاطفية باتجاه الطرف المنتصر ترفعه الى القمة وتجعل منه البارع والمخلص والداهية,, بينما ينظر للطرف الآخر المهزوم على انه السيىء والفاشل,,!!
نظرياً,, وبين الناديين,, وفي هذه الصفقة تحديداً نعم فاز الهلال وخسر النصر,, لكن هذا لايعني بالنسبة لنا كصحافيين الاندفاع عاطفياً (مع الخيل ياشقراء) فنتحدث عنها بذات اللغة الصادرة من هذا النادي او ذاك,, وبالتالي لانقول (اعتباطاً) مثلما يقول المعسكر الازرق ان مشاكل الهلال انتهت تماماً بمجرد انضمام الهويدي وان (بلاوي) الموسم الماضي تم علاجها بوصفة سحرية كويتية وان الاخطاء المتراكمة للادارة تحولت بين يوم وليلة الى نجاحات مذهلة وقناعات متحولة في كل شيء لان جاسم الهويدي ترك النصر واتجه للهلال,, ولانقول (انفعالاً) مثلما يردد المعسكر الاصفر بأن الصفقة مشبوهة ومزايدة مبتذلة لان اللاعب تعامل مع المفهوم الطبيعي والمشروع للاحتراف (من يدفع اكثر) او ان رئيس النصر اخفق في اتمام الصفقة ولابد ان يستقيل,,!!
الموضوع لايقف عند حدود نجاح التعاقد دون مراعاة الاجواء الاخرى او تلك التي سوف تأتي لاحقاً,, لذلك فان صفقة الهويدي الاخيرة لاتختلف عن سابقتها مع بشار عبد الله في الكثير من تفاصيلها وقيمتها فما الذي فعله بشار آنذاك وسط زحمة الاخطاء الهلالية المتنامية ادارياً وفنياً وعناصرياً,,؟
وهل يستسلم الهلاليون لجرعات التخدير الكلامية المتناثرة هذه الايام ام انهم يدركون جيداً بان مجيء الهويدي لايكفي لاذابة جليد الاخطاء الاخرى التي لم يتغير منها شيء,,؟!!
بالمناسبة,, هنالك وجوه اثبتت انها بلا راي ولاموقف ولا ارادة او لعلها كما (الامعة) في تداولها لما يريده صاحب الشأن داخل النادي,, وهذه واحدة من اسوا الكوارث التي قلبت موازين بعض الاندية بسبب استدراجها وسقوطها في مستنقع التدليس والنفاق والمجاملة,,!!
هلال المتناقضات!!
منطقياً,, وبدلاً من استخدام جسر الهويدي للقفز فوق الواقع الحقيقي الذي يعاني منه الفريق الازرق,, كان على ادارة الهلال ان تسعى اولاً وقبل اي شي آخر الى ترتيب الكثير من الاوضاع المتردية وتكون ايضاً منصفة في صرف المستحقات المالية المتأخرة لابناء النادي,, كان عليها ان تقنع جماهيرها بانها لاتكيل الامور بمكيالين حينما تمارس اسوأ انواع القهر والقمع والتسلط ضد النجم المهم جداً فيصل ابو اثنين بلا مبررات واضحة ومقنعة,, في الوقت الذي تغض فيه الطرف وتكون متسامحة وغير مهتمة ولاتحرك ساكناً ضد السلوكيات المتهورة والاساليب الانتهازية المتكررة من القائد والقدوة (!!) يوسف الثنيان الذي اكد غير مرة وفي اكثر من مناسبة مصيرية من خلال تصرفاته هذه بانه لايعير ادارته اهتماماً مثلما لايقيم لمصلحة ناديه وزناً عندما تم طرده وايقافه في آخر مباراتين شارك فيهما الموسم الماضي امام التعاون والشباب مما كلف الهلال الشيء الكثير وهاهو يكرر اللامبالاة نفسها امام سدوس في مستهل مسابقات هذا الموسم فكانت العقوبة ايقافه مباراتين من قبل اتحاد الكرة وليس النادي الذي بات يبارك ويتفرج على تصرفاته التي تعتبر الواحده منها ابشع واشنع بكثير مما يشاع عن فيصل ابو اثنين,,!!
بين هذين الموقفين المتناقضين الاكثر وضوحا والاقرب استشهاداً لاتستطيع ادارة الهلال بواسطة ورقة الهويدي اقناع جماهيره الواعية بانها اليوم خالية من الاخطاء التي تقتضي السكوت وليس الاخذ والرد والمساءلة,, لاتستطيع ان تفعل ذلك مادامت حتى الآن لم تثبت العكس,,!!
غرغرة
*لأنني ببساطة لم اكن مهتماً ومتحمساً لمشاهدتها مثل الملايين من المواطنين فقد قيل لي ان مباراة منتخب بلدي امام جنوب افريقيا انتهت بخسارة صفر/1,, وان ماتشالا تأخر كثيراً في تغييراته,, هكذا قالت لي (وكالة يقولون) غير المشفرة,,والله يستر لاتحتكر هي الأخرى,,!!
*كل اصابة بسبب العمل في اي مجال لها تعويضاتها المالية والمعنوية المناسبة,, اين هذا النظام من اداريي الاندية الذين لايعملون بالمجان فحسب وانما يعرضون حياتهم للمخاطر والامراض تضحية لانديتهم,,؟! سؤال يفرض نفسه بقوة بعد الحادث المروع لرئيس الرائد ابراهيم الربدي وهو في طريقه الى حائل لمتابعة فريقه ,, وغيره الكثير من الاداريين المغمورين,,!!
*تأهل الشباب لنهائي كأس الامير فيصل بن فهد وبثلاثة اهداف على مرأى من جماهير مستضيفه الاهلي لايعني فقط الامتداد الطبيعي لتفوق الشباب بقدر مايفجر ازمة اهلاوية جديدة انتظرها ورحب بها الاهلاويون الصامتون على احر من الجمر,,!!
*من العناوين الكوميدية مانشرته احداهن :خرشها خريش يانصر معليش ,, كل شيء في زمن الابتذال الصحافي يستحق الضحك لدرجة البكاء وأحياناً حد الجنون,,!!
*اليوم من يستفيد من تدهور الآخر,, الهلال ام الاتحاد,,؟!!