Monday 20th September, 1999 G No. 9853جريدة الجزيرة الأثنين 10 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9853


لا أحد يكترث لها
المكتبة المدرسية,, من يداوي عللها؟

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
المكتبة المدرسية رافد من روافد العلم، وشعلة من مشاعل النور في المدرسة فمنها ينهل الطالب المعلومات الثقافية ويوسع مداركه ويستزيد بها علماً، بسبر اغوار ما في بطون الكتب والتعرف على ثقافات مختلفة, فالمكتبة المدرسية هي وسيلة لتدريب الطالب على المطالعة واختيار الكتاب المناسب لميوله واتجاهاته,, وكيفية ممارسة القراءة والتعود عليها والتلذذ في رحابها وهي وسيلة للتدرب على اعداد البحوث البسيطة والتدرب على استخراج المعلومة منها بتوجيه وارشاد من المعلم وأمينها المنتخب لها.
والمكتبة المدرسية تفيد المعلم ايضاً بتوسيع ثقافته وزيادتها بما تحويه من كتب قيمة ودوريات ودراسات في المجالات التربوية والتعليمية والمقالات التي تبحث عن التعليم وحل مشاكله,, لذا اولت الوزارة الاهتمام بالمكتبة المدرسية وعملت على انشائها في كل مدرسة مهما كبرت او صغرت ولاتكاد تمر بمدرسة في مدينة او قرية والمبنى حكومي او مستأجر الا وفيها مكتبة وهذه المكتبات تختلف من حيث الصغر والكبر,, ووفرت بها الكتب الثرية بالمعلومات في جميع التخصصات من كتب شرعية وادبية ونفسية واجتماعية وطبية,, الخ, ولكن مع هذا الكم الكبير والمبالغ المصروفة على هذه المكتبات لأهميتها الا انها لاتخلو من مظاهر القصور التي تقلل من فائدتها وعدم استغلال الطلاب لها, وتتمثل اوجه القصور في عدة امور أجملها في الآتي:
1-ضعف وعي القائمين على المدرسة لأهمية المكتبة المدرسية:
وزارة المعارف أصدرت لوائح وتنظيمات بخصوص امناء المكتبات من المعلمين واشترطت شروطاً جيدة من ضمنها ان يكون لديه مؤهل في المكتبات واذا لم يوجد فإنه يكون هناك ترشيح من قبل ادارة المدرسة مع الاستعانة بمعلم اللغة العربية ومعلم التربية الإسلامية، وهذه الشروط طيبة لو طبقت ولاقت المتابعة من قبل المسؤولين في ادارة التعليم، لكن إذا كان المدير لايهتم بهذه الشروط ولايريد ان يضع امينا للمكتبة إلا من يقتنع به سواء انطبقت عليه الشروط ام لا ولايهم ان كان يفهم في اعمال المكتبة او يكون نشيطاً ومثقفاً في استغلال المكتبة ام لا، وانما اعتبرها المدير مكافأة يهبها لمن يشاء لقناعات واهية نحو مدرس ما ليستغلها المدرس في تخفيض حصصه الى 12 حصة واستغلالها في الكسل والدعة داخل المكتبة ولاهمّ له الا ان يشرف على رواد المكتبة من طلاب غاب عنهم مدرسهم, واذا نوقش مدير المدرسة من قبل المخلصين النشيطين عن سوء استغلال المكتبة من قبل امينها وعرض احدهم خدماته بان يكون مكانه في امانة المكتبة لأنه يرى في نفسه النشاط والعطاء باخلاص في اعمال المكتبة أو طلب منه تنفيذ الشروط، رد المدير بكل بساطة اني طبقتها ارتجالياً ولم اسمع عن الشروط التي تزعم, لا اتهم جميع المديرين ولكن الغالب فعلاً لايعرف عن هذه الشروط واللوائح شيئاً اما لعدم اهتمام وعدم وعي منه او لضعف في الادارات التعليمية من تذكير المعلمين والمديرين نحو هذه الشروط والالتزام بها وتنفيذها.
2- قصور الرقابة من المشرفين:
لا اذكر ان مشرفاً للمكتبات قام بزيارة للمكتبة وعمل لها تقييما وناقش امينها حول النشاطات التي قام بها مع طلاب المدرسة وحول تنظيم الكتب والاهتمام بسجلاتها,, فالرقابة ضعيفة لا ادري لذلك سبباً هل هو قصور في الوعي؟ ام هي شروط ولوائح على ورق تتبعها اللامبالاة بأهميتها؟ الجواب متروك لأهل الرأي!
3-المكتبة تعاني من قلة الدوريات والكتب المتجددة من على الساحة:
المكتبة المدرسية للجميع،للطلاب،والمدرسين، فيفترض ان ادارة التعليم توجه المدارس الى الاشتراك في المجلات والدوريات المعتمدة والمعروف فائدتها او تزويدها بها ولكن لا نرى ذلك مع اهمية وجودها والملاحظ ان الوزارة والادارات التعليمية اغفلت هذا الجانب مع اهميته للطالب والمعلم للاطلاع على كل جديد ومتطور في الساحة الاقليمية والعالمية, ايضاً ما تلاقيه من قصور في متابعة كل جديد فيما يخص التربية والتعليم، وفيما يخص الطلاب من الكتب المناسبة لهم.
4-وعي الطلاب متدن نحو المكتبة وأهميتها:
يكتسب الطالب الوعي والتوجيه من معلمه فاذا قصر المعلم في ذلك فمن اين يكتسب الطالب الوعي؟ فالمعلم هو المسؤول نحو وعي الطلاب باتجاه المكتبة المدرسية والتوضيح لهم بأهميتها لانها تثري الفكر وتنير العقول بالمعلومات.
5-تقصير المعلم:
تقصير المعلم في عدم تكليف الطلاب بأن ينهلوا الثقافة وزيادة المعلومات عن طريق كثرة ارتياد الطلاب للمكتبة وبتكليفهم بعمل بحوث مبسطة يدربهم بها على استغلال المكتبة وتعويدهم على ارتيادها ففي هذا الجانب القصور واضح, قد يكون السبب ضغط الحصص والمنهج على المعلم ولكن لايمنع ان يحث الطلاب على الاستزداة من كتب اخرى ويوجههم الى اسماء كتب موجودة في مكتبة المدرسة جديرة بالاطلاع وكتابة تقرير تسلم للمعلم.
6-إهمال المكتبة والجو المناسب للقراءة:
تجد المكتبة المدرسية مهملة في تنظيمها ونظافتها فتجد اكوام الغبار تعلو الكتب حتى اذا اردت ان تتصفح كتابا من الكتب المتوفرة اصابتك حساسية الصدر نتيجة الغبار الذي تطاير من الكتاب الى انفك ثم رئتيك، وما ذلك الا بسبب اهمال امينها لانه وجد ان امانة المكتبة وفرت -حسب اعتقاده- الراحة له نتيجة تخفيض نصابه ضارباً بأنشطة المكتبة وتوفير الجو المناسب وحث الطلاب على ارتيادها عرض الحائظ, فالذي قام بترشيح امين المكتبة لم ينظر الى اعتبارات خاصة يجب ان توجد في امين المكتبة ولم ينظر الى التعليمات لاختيار المعلم المناسب للمكتبة ولم توفر لأمناء المكتبة وخاصة غير المتخصصين في المكتبات الدورات المناسبة لتدلهم على الاعمال والنشاطات التي يجب ان ينهجوها.
وبعد هذه السلبيات آنفة الذكر وكثرة المناقشات حول هذا الموضوع من قبل معلمين مخلصين احببت ان اذكّر بها لأهمية المكتبة المدرسية فهي ربما تصبح بداية طريق لاحد الطلاب بان يقبل على القراءة والثقافة فطلابنا هم شباب المستقبل هم من سيخرج منهم المفكر والمبدع والمثقف والطبيب والمعلم,, الخ، اذن جدير بنا ان نهتم بهذا المرفق داخل المدرسة، واملنا من ادارات التعليم الاهتمام بهذا الموضوع ومتابعته جدياً حيث ان المعلمين يعانون من التفرقة في هذا الأمر، وياحبذا لو صار للمشرف المتابع للمدرسة حق التدخل بهذا الامر لكان هذا خيراً,, ارجو للجميع التوفيق والسداد,, مع شكري وتقديري لعزيزتي الجزيرة.
ودمتم على خير.
محمد علي القضيبي
القصيم- البكيرية

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved