عزيزتي الجزيرة,, تحية طيبة وبعد.
تعقيباً على مقال الاخ الفاضل احمد البدر في عزيزتي الجزيرة في عددها 9840 تحت موضوع تأخر حركات النقل الالحاقية يئد البداية المبكرة , بادئاً ذي بدء اشكر الاخ الكريم على تطرقه لهذا الموضوع لما له من الاثر السلبي الواضح على العملية التعليمية اذا لم يتدارك بالعلاج.
ووزارة المعارف التي اولت اهتمامها نحو المعلم وراحته النفسية قامت بتحقيق رغباته التنقليةحيث عملت على اصدار حركة سنوية خارجية قبل بداية الاجازة ثم تتبعها الحاقيات اخرى ثم يتلوها اصدار اسماء المعلمين الجدد الذين التحقوا حديثاً بالتعليم ولكن من الملاحظ ان الوزارة كما ذكر الاخ الكريم تصدر الحاقيات متتالية اثناء الاجازة وفي بداية الدراسة للسنة الجديدة كما لاحظنا في هذه السنة، ايضاً تم اعلان المعلمين الجدد في بداية الدراسة حيث تقوم ادارات التعليم بناء على الحركة الخارجية باصدار حركتها الداخلية, فكثرة الالحاقيات وتأخرها الى بداية الدراسة ينتج عنه تأخر في الحركة الداخلية مما يكون له الاثر السلبي على العملية التعليمية والتربوية في السنة الجديدة، لان ادارات التعليم تحتاج الى وقت كافٍ بعد الحركة الخارجية لاصدار حركتها الداخلية ولا يأتي ذلك الا بأن تصدر الوزارة حركتها الخارجية مع الحاقياتها والتعيينات الجديدة قبل منتصف الاجازة لتعمل الادارات على اصدار حركتها الداخلية قبل بداية الدراسة للعام الجديد حتى تكون البداية جادة من اول يوم من الدراسة.
ويعلم الجميع ماللآثار السلبية على تأخر حركة المعلمين سواء الداخلية او الخارجية فالمعلمون بشر يقلقون ويضطربون عند انتظار امر يخصهم فالمعلم يكون في قلق دائم الى ان تعلن نتيجة الحركة لانهم يبحثون عن الاستقرار لهم ولعوائلهم سواء الاستقرار الذهني او الجسدي او النفسي فمنهم من ظروفه تكون حرجة والبعض يتردد الى مقر عمله مسافات طويلة يتكبد التعب والمخاطر والخسائر المادية.
فهذا القلق والاضطراب الذي يعيشه المعلم تنتج عنه آثار سلبية منها تأخر المعلمين في مناهجهم وقد يعمد كثير من المعلمين ان يؤجل منهجه الي ظهور الحركة اعتقاداً منه انه سوف ينقل الى مدرسة اخرى يبدأ مع طلابه من بداية المنهج حتى ولو في وقت متأخر فيسرد منهجه بدون تأنٍ ليسابق الزمن ويعوض الوقت الضائع خلال فترة الحركة, ايضاً المعلم الذي سوف يأخذ مكانه سوف يعمل مثل زميله وهكذا,, واولاً وآخراً الضحية هو الطالب,, انا لا ادعو لذلك واعتبره اعتقاداً خاطئاً اذا انتهج المعلم هذا المسلك لان المعلم مؤتمن على طلابه وعلى وقتهم وافادتهم واستغلال الوقت لصالحهم حتى لو وعد بنقل فمن المفترض ان امانته واخلاقه تدفعه إلى ان يؤدي عمله على اكمل وجه حتى آخر لحظة من وجوده ليتسنى للمعلم الذي سوف يحل مكانه ان يكمل ما انتهى اليه هذا المعلم,, ولكن الواقع والسائد غير ذلك لاننا ايها الاخوة المسؤولون نتعامل مع نفس بشرية كما ذكرت سابقاً تتأثر وتقلق وتضطرب لامور موعودة ومنتظرة,, فالغالب ان الشخص لا يتحمل نفسياً ان يؤدي العمل المطلوب منه مالم يعرف نتيجة الوعود المنتظرة ربما لتفاؤله وامله لما يجب ان يكون عليه لظروف معينة يعاني منها.
لذا اجد انه من الخطأ اعلان الحركات الالحاقية والتعيينات الجديدة في نهاية الاجازة وبداية الدراسة للسنة الجديدة للتخبط الحاصل وعدم الجدية في بداية السنة الدراسية حيث من المفترض ان يكون المعلمون مستقرين نفسياً وذهنياً ويقبلوا على التعليم يجد ونشاط بعد اجازة استمتع بها المعلمون وارتاحوا فيها.
لذا اجد من المفيد ان يتدارك المسؤولون في السنوات المقبلة هذه السلبية باعلان الحركات التنقلية الخارجية منها والداخلية قبل وقت كافٍ من بداية الدراسة حفاظاً على مصلحة الطالب الذي هو بأمس الحاجة الى كل دقيقة يستفيد منها علمياً وتربوياً.
مع شكري وتقديري لمعالي الوزير ومنسوبيه, وشكري لعزيزتي الجزيرة
ودمتم على خير.
محمد علي القضيبي
القصيم- البكيرية