Monday 20th September, 1999 G No. 9853جريدة الجزيرة الأثنين 10 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9853


النزاعات العنصرية بدأت تطفو على السطح
الإرهاب قد يوصل دكتاتوراً لحكم روسيا
الأعمال التخريبية التي تعرضت لها المدن الروسية وراءها تنظيم محترف

* موسكو-مارييل اود- نيكولا ميليتيتش
في مواجهة موجة من الارهاب الدموي يستعيد بوريس يلتسين للمفارقة دوره كرئيس للدولة بعد ان اضعفته سلسلة من الاحداث المتلاحقة بدءا بالاضطرابات في القوقاز والفضيحة المالية الدولية وصولا الى انتقاد تغيبه المتكرر.
ويعتقد الخبراء انه سيكون على يتلسين ان يتخذ اجراءات صارمة تتيح التوصل سريعا الى ضمان الامن في البلاد حتى لايتقوض التوازن القائم بين القوى السياسية في روسيا.
وذكرت مجلة ايتوغي في عددها الذي يصدر اليوم الاثنين ان روسيا تواجه ارهابا حقيقيا للمرة الاولى في تاريخها , واضافت المجلة الواسعة الاطلاع التي استطلعت آراء علماء اجتماع ان هذا الامر يعتبر واقعة جديدة لم يعها الشعب الروسي بعد .
وقال سيرغي ماركوف مدير معهد الدراسات السياسية ان الاعتداءات التي أوقعت نحو 300ضحية تعيد للوهلة الاولى لبوريس يلتسين دوره الاساسي وتعيد وضع المسئوليات على كاهله .
واضاف ان الاستقالة المبكرة للرئيس لم تعد واردة في وقت تعصف المخاطر بالبلاد في مواجهة حرب ترجع التقديرات وقوف القوقازيين وراءها.
واعتبر ماركوف ان الاولوية باتت تكمن في الاتحاد مشيرا الى تقارب مواقف الحكومة والبرلمان لمحاربة العدو المشترك وخفوت حدة الخلافات بين الكرملين ورئيس بلدية موسكو يوري لوجكوف (احد المرشحين الجديين للانتخابات الرئاسية) وتعزز ثقة المواطنين في القوات الاتحادية وتأييد الاقاليم الروسية للمركز بشكل كلي .
فالسكان يطالبون باجراءات والسلطة تقوم باثبات عملها, ويحرص يلتسين على طمأنة المواطنين, وفي هذا السياق، صار يلتسين، الذي كان من النادر رؤيته على التلفزيون في الفترة الاخيرة، يطل عليهم مرات عدة ويضاعف لقاءاته مؤكدا امتلاكه القوة والوسائل الضرورية للقضاء على الارهاب .
ويشدد الرئيس الروسي لهجمته مصدرا الاوامر بتعزيز المراقبة على الحدود الادارية مع الشيشان من اجل منع اخراج المتفجرات من الجمهورية الانفصالية حيث يحتمل اختباء الارهابين كما يزعم الاعلام الروسي.
واشار رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الى ان المقاتلات الروسية تقصف الشيشان وستواصل القيام بذلك.
وضاعفت القوى الامنية من تحركاتها وعززت دورياتها وتحققت من الاوراق الثبوتية وطاردت اصحاب الملامح القوقازية المتسللين وفتشت الاقبية والمستودعات ونجحت في العثور على اطنان من المتفجرات.
ولاتعاني روسيا في المدى المباشر من الهلع، هي التي تعلق اهمية كبرى على فضيحة الفساد التي تمس عائلة الرئيس.
الاا ن السلطات تجلس فوق قنبلة موقوته وعليها ان تنجح في القضاء على موجة الارهاب, وقال ماركوف في هذا الصدد اذا لم تتحرك النخبة السياسية بشكل فاعل فستتمكن القوى الاكثر تطرفا من الاستفادة من الوضع موضحا ان المواطنين قد يختارون التخلي عن حريتهم لصالح ديكتاتور قادر على توفير الامن.
من جهته، رأى خبير العلوم السياسية فيا تشيسلاف نيكونوف ان الوضع يروج لافكار الحركات القومية التي تعتقد بان الشيشاني الجيد هو الشيشاني الميت فقط .
واضاف ماركوف ان مصلحة القوى الديموقراطية في الاتحاد وعلى يلتسين التقرب من افضل المرشحين الديموقراطيين المؤهلين لخوض سباق الانتخابات الرئاسية, ويرى غالبية الخبراء ان الشخص المعني هو المرشح غير المعلن رئيس الوزراء السابق يفغيني ببريماكوف.
واعرب خبير غربي عن اعتقاده بان رئيس الوزراء فلاديمير بوتين، ربيب جهاز الاستخبارات الذي خدم فيه عشرين عاما وتولى رئاسته، سيكون الضحية الاولى في حال فشل الحكومة في مواجهة الموجة الارهابية.
وقال نيكونوف انه لم يعد لدى يلتسين (68عاما) شيئا ليخسره، لانه لن يضعف اكثر من ذلك .
وفي اسوأ الحالات، ربما يعمد الرئيس الروسي الى فرض حال الطوارىء، مما سيؤدي الى تعليق الانتخابات، رغم تشديد جميع الجهات على رفض هذا الاحتمال في الوقت الحالي.
لكن الجنرال الكسندر ليبيد حاكم اقليم كراسنويارسك اعتبر ان احتمال اجراء الانتخابات التشريعية متوقعة في كانون الاول / ديسمبر المقبل) يتضاءل يوما بعد يوم .
وعلى صعيد العمليات الارهابية اشارت معلومات متوفرة لدى الشرطة واجهزة الامن الروسية ان ارهابيين ينتمون الى تنظيم ويملكون امكانات كبيرة يقفون وراء الاعتداءات الخمسة التي اسفرت عن سقوط 292 قتيلا في روسيا منذ 31آب/ اغسطس الماضي.
ويستدل من جوازت السفر المزورة واستئجار المستودعات والمخازن التجارية في موسكو ونقل اطنان عدة من المتفجرات على متن شاحنات محملة بالسكر والقنابل الموقوته المتقنة ومن وقوع الانفجارات في مدن تبعد اكثر من 1500 كلم عن موسكو بفارق بضعة ايام بين انفجار والآخر، ان مجموعة من المحترفين المدربين هي المسؤولة عن الاعتداءات.
وباستثناء الانفجار الاول في موسكو الذي ادت فيه قنبلة توازي 300 غرام من مادة تي ان تي الى سقوط قتيل، فقد لجأ الارهابيون اما الى اسلوب السيارة المفخخة او الى دس المتفجرات مباشرة في المباني المستهدفة.
في بويناكسك (داغستان) انفجرت سيارة مفخخة بقنبلة توازي قوتها 300 كلغ من مادة تي ان تي في الرابع من ايلول/ سبتمبر الجاري امام مبنى تقطن فيه عائلات عسكريين روس، مما ادى الى مقتل 64 شخصا, وبعد بضع ساعات، اكتشفت الشرطة شاحنة مفخخة فيها ما يقارب طنا من ال تي ان تي على وشك الانفجار في المدينة.
في فولغودونسك (جنوب روسيا) كانت قنبلة تزن 500 كلغ من مادة تي ان تي ادى انفجارها الخميس الى مقتل 17 شخصا، مخبأة على متن شاحنة متوقفة امام احد المباني.
ونجم الانفجارات الاكثر ضرراً في موسكو في 9 و 13 من الجاري (92و 118قتيلا تباعا) عن عبوتين توازيان 200 و 400 كلغ من ال تي ان تي تم اخفاؤهما في مخزنين تجاريين استؤجرا في الطابق الارضي من مبنيين في الضواحي.
واوردت الصحف نقلا عن خبراء عسكريين ان انهيار مبنيين من ثماني طبقات في موسكو في بضع ثوان يحمل على الاعتقاد بان الارهابيين مطلعون على تقنيات البناء او انهم خدموا سابقا في الوحدات الخاصة في الجيش.
كما ان اكتشاف عدد من القنابل الموقوتة التي ضبطت لتنفجر كلها قبل 21 ايلول/ سبتمبر، اتاح للمحققين كشف التقنية التي اعتمدها الارهابيون والتي تقوم على ساعة معصم الكترونية موصولة الى بطاريات وصاعق من خلال اسلاك كهربائية بسيطة.
وفي الوقت الذي اعلنت فيه الشرطة اكتشاف اكثر من 11 طنا من المتفجرات في موسكو، بدا ان الارهابيين يملكون بنية هيكلية منظمة فقد استخدم عدد من الشاحنات القاطرة والصغيرة لنقل المواد المتفجرة المدسوسة بين اكياس الارز الآتية من مصنع في قره -تشاي الشركس (القوقاز الروسي), وقد قام الارهابيون على الارجح بتأسيس شركة تجارية مؤخرا لاستئجار شاحنات ومستودعات او مخازن تجارية في المباني.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved