* موسكو - اوليج شيدروف - رويترز
أثارت القنابل التي قتلت اكثر من 250 شخصا والتمرد الاسلامي في القوقاز بشمال روسيا تساؤلات جديدة في موسكو بشأن مستقبل الرئيس بوريس يلتسن.
وقال بعض الساسة ذوي النفوذ ان يلتسن الذي لم يعد يدير الشؤون اليومية في روسيا بسبب اعتلال صحته يجب ان يتنحى لزعيم اكثر كفاءة لكن اخرين يقولون ان هذا سيدمر ماتبقى من استقرار روسيا.
وأيا كان ما سيحدث فان الازمات المتصلة ألقت بظلالها على رئيس الوزراء فلاديمير بوتين, وقالت وسائل الاعلام الروسية ان عدم قدرته على ايقاف اعمال العنف يمكن ان يستخدم ذريعة لعزله بعد اسابيع فقط من اعلان يلتسن ان بوتين هو الشخص الذي يفضله خليفة له.
وتركزت احدث الشائعات علىيلتسن.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز في مقابلة نشرتها يوم الخميس عن ييجور ستروييف رئيس مجلس الاتحاد وهو المجلس الاعلى للبرلمان الروسي مطالبته يلتسن بالاستقالة.
ونقلت الصحيفة عن ستروييف قوله اذا تنحى يلتسن اليوم فسيكون هذا افضل للشعب وللاحزاب السياسية وله ايضا.
وعندما سئل سترويف ان كان مجلس الاتحاد الذي يضم رؤساء الاقاليم والذي بقي بعيدا حتى الان عن المنازعات السياسية سيبحث موضوع مطالبة يلتسن بالاستقالة رد بقوله اي شي ممكن في هذه الجلسة.
وليس للبرلمان الروسي الذي يتألف من مجلس النواب الدوما ومجلس الاتحاد ادوات قانونية لاجبار الرئيس على الاستقالة, وفشلت محاولة سابقة من جانب مجلس النواب لمسألة يلتسن.
وقال بوتين ان القتال في اقليم داغستان الجنوبي والانفجارات التي انحت السلطات باللائمة فيها على قادة عسكريين من اقليم الشيشان الانفصالي يجعلان رحيل يلتسن امرا غير مرجح.
وقال بوتين في تصريحات اذاعها التلفزيون في وقت سابق من الاسبوع الحالي: الشعب السوفيتي ما كان ليفهم اي شخص يجرؤ على المطالبة باستقالة الدكتاتور جوزيف ستالين بعد ايام من غزو القوات النازية للبلاد في يونيو حزيران عام 1941.
ونقلت وكالة الاعلام الروسية عن سيرجي سوبيانين العضو البارز في مجلس الاتحاد قوله: ان رحيل يلتسن المبكر يمكن ان يثير ازمة سياسية واقتصادية شاملة تقوض الامال في اول انتقال للسلطة عن طريق الانتخاب.
لكن بعض محللي الاسواق غير قانعين ويقولون ان استقالة يلتسن قد تكون بمثابة انباء جيدة للاقتصاد.
وقال مايكل شتين المتعامل بمؤسسة يواف جي: يشعر المستثمرون بأن اجراء انتخابات رئاسة مبكرة سيجلب في نهاية المطاف الاصلاحات المنتظرة منذ فترة طويلة.
ونفى الكرملين اكثر من مرة ان يلتسن يعتزم الاستقالة وقال انه سيقضي بقية فترة رئاسته بالكامل حتى منتصف عام 2000.
لكن محللين سياسيين قالوا ان بعض اعضاء الدائرة المقربة جدا من يلتسن والتي تعرف باسم (العائلة) يعتقدون ان استقالة يلتسن بحلول منتصف سبتمبر ايلول على اقصى تقدير هي السبيل الوحيد لمساعدة المرشح المدعوم من الكرميلين على الفوز بالرئاسة القادمة.
واعلن يلتسن انه اختار بوتين مرشحه المفضل لخلافته في الرئاسة ولكن حتى مسؤولو الكرميلين يقولون ان بوتين الرئيس السابق لجهاز الامن المحلي فرصته ضئيلة في تحدي شخصيات قوية في الانتخابات, وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة سيعطل خطط خصوم الكرملين الرئيسيين مثل رئيس الوزراء السابق يفجيني بريماكوف ورئيس بلدية موسكو يوري لوجكوف ويقوض الوحدة بين الزعيمين الطموحين والتي شكلت قبل انتخابات مجلس الدوما في ديسمبر كانون الاول, ووفقا لشائعة اخرى من مجلس الدوما فان يلتسن يمكن ان يدخل المستشفى غداً الاثنين ويبدل بوتين بالكسندر ليبيد حاكم كراسنويارسك الذي ساعده في اعادة انتخابه في عام 1996 ووفقا لهذه الرواية فان ليبيد سيصبح في وقت لاحق القائم بعمل الرئيس, وتخلى ليبيد عن خططه للعودة الى البرلمان في وقت سابق من الاسبوع الحالي ولمح الىانه يطمح الى اشياء اكبر وهو يتمتع بتأييد اكبر من بوتين.
وقال بعض مسؤولي الكرملين بصفة غير رسمية ان يلتسن اقنع الليبرالي اناتولي تشوبايس بالعودة لمنصب رئيس هيئة العاملين بالكرملين.
لكن لا أحد تقريبا يصدق ان يلتسن يمكن ان يوافق على التنحي.
وقالت صحيفة اوبستشايا جازيتا: اي شيء ممكن في روسيا عدا استقالة يلتسن من تلقاء نفسه.
|