* الجزائر - عبدالمالك تواتي - رويترز
منذ عامين تعين على امل غانم ان تتعرف على جثة والدها الممزقة وجثث جميع اعمامها السبعة الذين قتلوا بأيدي المتشددين في اكثر مذابح الجزائر وحشية.
وامس الخميس انضمت امل الى ملايين الجزائريين في انحاء البلد الذي تمزقه اعمال العنف لتأييد خطة سلام للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة مع نفس المتشددين.
وقالت امل البالغة من العمر 20 عاما لرويترز: يجب ان نسامح والا فإن اراقة الدماء لن تتوقف ابدا.
واضافت: وقد ارتسمت على وجهها ابتسامة باهتة: الجراح مازالت غائرة لكنني امل ان تندملت بمرور الوقت.
وقالت انه لايزال لديها ذكريات حية عن كيف وضع سكان قرية الرايس التي تبعد 25 كيلومترا جنوبي الجزائر العاصمة المئات من جثث الرجال والنساء والاطفال الذين ضربوا بالرصاص وقطعت اجسادهم الى اشلاء واحرقت بأيدي اعضاء اكثر الجماعات تشددا في الجزائر.
وقالت امل: هربت من المذبحة لكنني اضطررت الىمواجهة المهمة المرعبة وهي التعرف على جثث والدي واعمامي السبعة.
وتقول رابطة جزائرنا المستقلة لاسر ضحايا الارهاب ان اكثر من 700 شخص قتلوا في مذابح منذ سبتمبر ايلول عام 1997 وهو أعلى معدل للقتل في اعمال العنف التي بدأت قبل سبع سنوات.
ووقعت هذه المذبحة بعد بضعة ايام من مذبحة مماثلة وحشية على مسافة خمسة كيلومترات في قرية بن طلحة حيث قتل اكثر من 280 شخصا بأيدي اعضاء الجماعة المسلحة الذين مازالوا يرفضون خطة السلام التي طرحها بوتفليقة.
والرايس وبن طلحة ضمن عدد من القرى على مشارف العاصمة يسميها الجزائريون بأنها مثلث الموت.
وعلى امتداد طريق صغير ذي اتجاه واحد يربط القرى مازالت صور مسلسل العنف والانتقام الذي خرب اقتصاد الجزائر وقتل اكثر من 100 الف شخص حية في الذاكرة.
وكشفت السلطات في الاونة الاخيرة عن عدة مقابر جماعية تحوي رفات عشرات الضحايا الذين تقول الحكومة انهم قتلوا بعد ان تعرضوا للخطف على ايدي المتشددين.
وتحول ملعب كرة قدم الى مقبرة ضخمة بها اكثر من 400 جثة.
وكان الاقبال على التصويت في الاستفتاء كبيرا فيما يبدو وفقا للاحصائيات الرسمية التي اذاعتها السلطات الجزائرية.
وقالت وزارة الداخلية ان اكثر من 70 في المئة من الذين يحق لهم الادلاء باصواتهم كانوا قد اشتركوا في الاستفتاء قبل ساعتين من انتهاء التصويت وهو ما يزيد بنسبة 20 في المئة عن التصويت في انتخابات الرئاسة التي جرت في ابريل نيسان.
واجاب 17,5 مليون ناخب جزائري في الاستفتاء عن سؤال واحد هو هل توافق على مسعى الرئيس لتحقيق السلم والوئام الوطني؟
وقالت اسيا رزقي وهي طالبة عمرها 22 عاما من بن طلحة: انا شخصيا لم اتأثر باعمال العنف لكن اذا كان الذين تأثروا وافقوا على التسامح فلماذا لا اوافق.
وتتفق معها الحاجة عائشة 69 عاما من قرية سيدي المجاورة.
وقالت: نأمل في ان يعود السلام الى بلادنا, ما حدث امر يختص بالماضي ويجب ان نتطلع الى الامام لتأمين مستقبل اطفالنا واحفادنا.
|