مشكلة البعض في التعامل مع قضايا الشرق الاوسط جهلهم او تجاهلهم - لا فرق - لأهم أسس الصراع في المنطقة.
لم تكن المشكلة يوما قصرا على اراض تحتلها اسرائيل، او حقوق عربية يعرف العالم أجمع كيف أهدرتها اسرائيل وسعت لطمسها.
المشكلة - إضافة لما سبق - تكمن في مقدسات لا يمكن ابدا المساومة عليها، ولا يمكن التفريط فيها,, مهما كان الثمن,, ومهما بلغت التضحيات,.
ان القدس هي اهم العناصر المحورية التي لن يحدث سلام ابدا دون عودتها عربية إسلامية,, ذلك ما تعرفه إسرائيل، وذلك ما يعرفه العالمون بحقيقة الصراع وآفاق السلام المستقبلية في المنطقة.
عبر هذه الخلفية,,, تترتب نتائج بدهية مهما حاول البعض تناسيها او سعى البعض لتجاوزها، وهي ان كل جهد يبذل، وكل مساع تتم، وكل تقدم يتحقق، سيكون عملا مهدرا إن لم يتم رفع يد العدوان عن القدس، واعادتها مدينة عربية إسلامية عاصمة للدولة الفلسطينية القادمة.
ان شركة (والت ديزني) قد لامست خطوطا حمراء ما كان ينبغي لها ان تلامسها، باعتزامها الاسهام في مسعى اسرائيلي لا ينقطع للمساس بعروبة القدس وهويتها الإسلامية.
فهذه الشركة تسعى لاقامة معرض بمناسبة الاحتفال بالالفية الثالثة اختارت له منتزه ايبكوت بفلوريدا، حيث قررت تخصيص جناح يتم عبره (تسويق) الافكار الاسرائيلية على ان القدس عاصمة لاسرائيل.
ورغم إصرار الشركة على ان الجناح لا يسير في اتجاه ترسيخ الرؤية الاسرائيلية تجاه القدس، الا ان الترحيب الذي صدر من وزارة الخارجية في تل ابيب يؤكد وجود النية المبيتة للمساس بوضع القدس، خدمة لاغراض واهداف اسرائيل في الهيمنة وطمسا لهوية المدينة المقدسة لكي تصبح لقمة سائغة في مائدة الاطماع التي لا تحدها الحدود.
ان الرسالة التي يجب ان تعيها شركة (والت ديزني) ومن خلفها إسرائيل ان ملامسة الخطوط الحمراء تعني ملامسة القضايا الجوهرية للعالم الاسلامي,, وان كل مسعى للمساس بهوية القدس او التشكيك بعروبتها سيكون ثمنه غاليا,, وغاليا جدا,, على كل من تسول له نفسه ركوب تلك الموجة.
انها الرسالة التي يجب ان تفهم,, قبل ان ينفلت الزمام,, ويعم الطوفان.