Monday 20th September, 1999 G No. 9853جريدة الجزيرة الأثنين 10 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9853


اثقال القيادة لا يطيقها الضعفاء
د. سليمان السماحي

ظلت الادارة ولا تزال تلعب الدور الكبير والمؤثر في تنظيم الكثير من حياتنا الاقتصادية والاجتماعية بحيث أضحت رفاهية المجتمع وتطوره متوقفة على كفاءة الادارة.
واذا كانت مشكلة الدول النامية تكمن في ندرة الموارد الأساسية لعملية النمو والتطوير، فإن المشكلة في بلادنا هي أبعد من ذلك, فالمشكلة هي في قوة المديرين ومقدرتهم على حسن استخدام الموارد المتاحة ومسؤولياتهم الكاملة في توجيه وتوزيع تلك الموارد في عملية التنمية التي تعيشها بلادنا الغالية, فليس مهما ان نعرف كيف نعمل، ذلك ان ينابيع المعرفة متاحة للجميع ومصادرها متعددة ولكن الأهمية تكمن في عملية القيادة الادارية الواعية المدركة التي تستطيع ان تصيغ ما يجب عمله ومقدرتها على غرس مفهوم الريادة في مواجهة الواقع التي تفرزه عملية التطوير والتنمية وما يتطلب ذلك من براعة في ادراك واستيعاب مجريات التقدم التقني التي تعيشها بلادنا في خضم التطورات المتلاحقة لعالمنا المعاصر وكذلك المقدرة على توقع الأحداث وفهم مضامينها وآثارها والاستفادة من كافة المزايا والفرص لتحويلها في صالحهم.
***
ان مقدرة المديرين على قراءة الأحداث ومتابعة التطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية من خلال سعة أفقهم ونفاذ بصيرتهم تجعلهم في موقف جيد للارتقاء نحو الأفضل, كما ان الاطلاع على تجارب الآخرين والاستفادة من هذه التجارب هي الشارات التي تقدح زناد الابداع والابتكار نحو تحقيق الأهداف.
إذاً فالقيادة مواهب وقدرات ولا يمكن للمديرين ان يقودوا إلا بتوافر عدد من الصفات والقدرات أهمها القوة وسعة الأفق والأمانة، ذلك ان أثقال القيادة لا يطيقها الضعفاء ومن هنا كان نصيبهم من العناء والبلاء مكافئا لما أوتوا من قدرات ومواهب.
***
وفي رواية عن أبي ذر الغفاري قال: يارسول الله,, ألا تستعملني؟ قال فضرب بيده على منكبي ثم قال: إنها أمانة وإنها ستكون يوم القيامة خزي وندامة,, إلا من أخذها بحقها وأدى عليه فيها وإنك ضعيف ولا يقدر عليها إلا القوي الأمين, فهذا أبوذر الغفاري خامس من دخل الإسلام وله من الفضل والمنزلة والسبق رفض الرسول صلى الله عليه وسلم ان يوليه الامارة القيادة وذلك لعدم توافر شرط أساسي من عناصر القيادة وهو القوة أو المقدرة على ادارة الناس.
وهذا بلاشك ليس تقليلا من منزلة أبي ذر ولكن معرفة رسول الله باقدار ومواهب اصحابه حتى يضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
***
وفي هذا الصدد يمكننا القول ان المؤسسات الناجحة هي تلك التي تحسن اختيار قيادتها الادارية ولا تتركها كلأ مباحا للعابثين والمترفين, لهذا فإن فشل الكثير من المؤسسات يعود سببه لضعف القيادات الادارية، ذلك ان للقيادات تبعات والتزامات ومسؤوليات يجب عليهم تأديتها والقيام بها على أكمل وجه، ولا يقدر عليها إلا القوي الأمين!.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved