قبل الدخول الى صالة المغادرة في مطار الملك خالد سألت كالمعتاد أين بطاقات المغادرة فكان الجواب ان الجوازات قد الغتها، وعندما عدت على متن طائرة اجنبية أقبل أحد المضيفين يوزع البطاقات ليملأها القادمون فسألني: أأنت سعودي؟ ثم جاوزني إلى من بعدي، وعملية إلغاء تعبئة البطاقات خروجا وعودة تدل على مسايرة الجوازات للتطور، فما قيمة هذه البطاقات في زمن اصبح ضابط الجوازات تتدفق امامه المعلومات من خلال لمسة للحاسب الآلي ليعرف كل ما يحتاج اليه عن المواطن من خلال السجل المدني.
والأمل ان يشمل ذلك بطاقات غير السعوديين عند المغادرة حيث يطلب تعبئة البطاقة بلغة الجواز وهو امر معقول لو اقتصر على الاسم كماهو معمول به في بطاقة استخراج التأشيرة أما بقية المعلومات فكتابتها باللغة العربية أفضل من اللغات الاجنبية، هذا إذا لم يطور الإجراء كما صنع في اجراءات السعوديين.
النجاح الآخر الذي حققته الجوازات هو نجاح حملتها في ترحيل المتخلفين الذين يقيمون في البلاد بشكل غير قانوني، وفي معاقبة المواطن الذي اغرته مصلحته الخاصة فكان عونا للمتخلف بتستره عليه، ومع ان هذه الحملة نجحت في ترحيل اكثر من مليون مقيم بصفة غير نظامية إلا أنها لن تتم إلا بالقضاء النهائي عليها باستمرارها وتعاون المواطن، ولاشك ان الحملة الإعلامية في توعية المواطنين كانت ناجحة واسهمت في نجاحها وإن كانت بعض اللوحات الإعلانية قد اغضبت محبي اللغة في بلاد الضاد، حيث كتب بعضها خطأ، فقد شاهدت لوحة كبيرة امام مطار الملك عبدالعزيز في جدة كتبت هكذا (أخي المواطن، تسترك على المتخلف يعرضك للمسائلة) والمقصود المساءلة (اي بهمزة على السطر لا على نبرة) وهي كتابة قلبت المعنى، فالمساءلة وهي المراد غير المسائلة.
والجوازات نجحت نجاحا خفف على المراجعين في تنظيم صرف الجوازات والتأشيرات ونظمت العمل تنظيما سهل الإجراءات وآخرها التسديد عن طريق البنوك، ونرجو أن تحذو حذوها بقية الجهات ذات الصلة بخدمة الجمهور سواء في إيضاح ماهو مطلوب أم في سرعة إنهاء المطلوب.
الجوازات في بلادنا مثال للجهاز الذي شهد تطورا في سنواته الاخيرة كلها صبت في مصلحة المراجع، وهي ستزيد تطورا مادامت تدرس كل موضوع وتبحث عن الوصول للأفضل ومادامت تتلقى الملاحظات وتسعى لحلها ولاتحاول الجمود على نمط معين ولايسيطر عليها الخوف من تطوير النظام.
من حق الجوازات أن نذكر لهم النجاح كما يذكر لكل محسن إحسانه، فتطورهم هو في النهاية راحة للمواطن.
د, عائض الردادي