يموت الإنسان وتبقى مآثره، ويفني الجسد وذكراه الطيبة باقية ما بقي الدهر فالحياة ما هي الا محطة مؤقتة يجلس الانسان فيها الاعوام الطويلة وربما القصيرة في انتظار قطارالموت المحتوم الذي يلتحق به بركب الاسلاف والاجداد والاصدقاء والآباء ممن سبقوه بهذا القدر الذي لا مفر منه ويصعب على الانسان ان يفقد في احد الايام عزيزا على نفسه وان يتناسى بسهولة آلام هذ الفراق المرير,, فالحزن لابد وان يمر علينا ويأخذ منا مآخذه ولا ضير من ذلك طالما انه لا يغضب الرب، فالنبي صلى الله عليه وسلم حينما وارى ابناءه الثرى دمعت عيناه الطاهرتين وقال: (إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول الا ما يرضي الرب) ولذا يجب على المسلم احتساب الاجر والثواب عند الله عز وجل الذي لا يضيع اجر من احسن عملا، فالموت لاشك مدركنا طال الزمن او قصر وفي اي ارض وتحت اي سماء,, وبالامس القريب ودعنا عزيزاً علينا كان فراقه يعتصر القلوب ويدمي الجوارح ويذرف الدموع حرقة وحزنا على فراق ذلك الرجل الذي فاجأنا فراقه وآلمنا ان نودعه الثرى، بالامس القريب فقدنا الحبيب الانسان الامير، صاحب القلب الكبير والايادي البيضاء التي امتدت بعمل الخير محليا وخارجيا، واحتضنت افعاله الطيبة الصغير قبل الكبير، فحق إذن للطفل ان يبكي أباه فيصل، وللمرأة ان تبكي اخاها فيصل، وللمسن ان يبكي ابنه البار فيصل، فالمصاب بالتأكيد جلل والفقيد عزيز على الجميع، والحزن اعمق من جميع الكلمات الموجودة في قواميس اللغات المختلفة، ولا نملك في هذه اللحظات المؤلمة الا ان نقول (وداعا يا فيصل) فالموت حق على الناس، وكل نفس ذائقة الموت,, و(إنا لله وإنا اليه راجعون) ولا حول ولا قوة الا بالله.
محمد بن راكد العنزي محافظة طريف |