إنه في يوم السبت الموافق 10/5/1420ه وبعد نهاية تمرين فريق كرة القدم بالنادي جاءنا الخبر الاليم كالصاعقة انا ولاعبي النادي والاداريين بين مصدق ومكذب، مصدق ومؤمن بقضاء الله وقدره، ومكذب لهذا الخبر المفاجىء (عسى ان يكون إشاعة)، ولكن وبعد فترة وجيزة كان الخبر صحيحا بعدما سمعته في احدى القنوات الفضائية، وكان هذا اليوم يوما حزينا لجميع الرياضيين خاصة والشعوب العربية والاسلامية عامة، وذلك لفقدان الأمير المحبوب أمير الرياضة والشباب,, وامير الانسانية,, وامير القلوب,, وامير المواقف,, ولكن نحن شعب مسلم نؤمن بأن لكل نفس اجلاً وموعداً ولا راد لقضاء الله, قال تعالى في محكم كتابه: (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) فهم السابقون ونحن اللاحقون.
إذن الرياضة السعودية بشكل خاص والعربية بشكل عام وحتى الآسيوية والعالمية صُدمت صدمة كبيرة بوفاة أبي نواف,, ولكن لن تنساك الرياضة والرياضيون ابدا,, فستبقى اعمالك تتحدث عنك وعن انجازاتك الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى ويعرفها الصغير والكبير فأنت بتوفيق الله ثم بجهودك اوصلت الرياضة السعودية الى المحافل العالمية والدولية.
لا أحد يستطيع ان يحصر ما قام به هذا الامير الكبير من انجازات ومساعدات سواء داخل المملكة او خارجها، حيث استطاع بقلبه الكبير ان يؤنس كل انسان محتاج وقام بمساعدة الجميع.
كما لا ننسى نحن كمدربين ما قام به تجاهنا من صقل وإقامة الدورات التدريبية وابتعاث بعض منا الى خارج المملكة لاكتساب الخبرات.
والامير فيصل بن فهد ليس هو فقيد الرياضة والرياضيين فحسب، بل هو فقيد الجميع,, لقد ساعد الأيامى والمحتاجين والمعوقين وقام بترميم وبناء المساجد.
رحمك الله يا ابانواف,, فقد كنت محبوبا من الجميع وليس من الرياضيين فحسب,, فقد كنت اميراً للانسانية وصاحب قلب كبير يحب لكل الناس الخير.
الامير فيصل بن فهد لم يكن همه تطور الرياضة في بلده فقط مثلما لم يكن همه لنفسه,, فقد كان هدفه تطور الرياضة الخليجية والعربية والآسيوية في المحافل الدولية.
هل ينسى الرياضيون وقوفه مع الكويت اثناء حرب العراق,, وهل ينسى الرياضيون وقوف سموه مع الرياضة الفلسطينية,, والرياضة في البوسنة والهرسك,, وهل ينسى الرياضيون وقوفه مع المغرب ومصر والسودان وتقديم المساعدات لهم ببناء المنشآت الرياضية والشبابية,, وهل ينسى الرياضيون وقوف سموه ودعمه لبناء المنشآت الرياضية في لبنان حتى تتمكن من استضافة نهائيات كأس آسيا القادمة.
لن استطيع كتابة كل ما قدم سموه للرياضيين في بلده او الخليج او العرب او آسيا او حتى على المستوى العالمي.
إذن نحن كرياضيين فقدنا صرحا ورمزا من رموز الرياضة,, ولكن املنا بالله قوي ثم بنائبه واخيه صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن فهد الذي وبمشيئة الله سوف يواصل هذه المسيرة الموفقة مستمراً لتحقيق الانجازات.
باسمي شخصيا وباسم جميع الرياضيين في مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بمحافظة المجمعة ومنسوبي الاندية ومدربي ولاعبي وجماهير منطقة سدير اتقدم بخالص العزاء والمواساة الى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ونائبه صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الامير سلطان بن عبدالعزيز والى جميع افراد الاسرة المالكة واخص بالذكر اخوانه: محمد - سلطان - سعود - خالد - عبدالعزيز والى جميع ابنائه.
نسأل الله العلي القدير ان يحسن العزاء ويعظم اجر احبته ويتغمده بالمغفرة والرحمة وأن يتجاوز عنه ويجزيه خيرا عن كل ما قدم في السر والعلن (إنا لله وإنا إليه راجعون).
علي بن عبدالعزيز العلي
نادي الاعتماد بسدير