* طوكيو رويترز أ,ف,ب
تدرب آلاف اليابانيين على لف الضمادات واخماد الحرائق وانتشال الجثث من بين الانقاض امس الاربعاء استعدادا لزلزال مدمر قد يقع في أي وقت.
وتشهد البلاد تدريبات كل عام في ذكرى زلزال عام 1923م الذي دمر طوكيو تقريبا واسفر الزلزال الذي وقع من 76 عاما عن مقتل 140 ألف وشرد الملايين.
وبعد الزلزال المدمر الذي هز تركيا الشهر الماضي والذي اعاد لليابانيين ذكريات مؤلمة لزالزال كوبي عام 1995م والذي اسفر عن مقتل الآلاف تجري التدريبات بإلحاح.
وقال تسونيو كاتاياما مدير عام معهد الابحاث الوطنية لعلوم الارض والكوارث ان طوكيو ستعاني من اضرار بالغة اذا حدث زلزال قوي مماثل اليوم.
واضاف ان المنازل القديمة والمباني التي بنيت قبل عام 1970م عندما وضعت قوانين اكثر صرامة بخصوص معايير البناء ستنهار كما ستنتشر الحرائق في المناطق المكتظة بالسكان وستقع انهيارات ارضية في الضواحي,وتكهنت سلطات المدينة بمقتل سبعة آلاف واصابة 30 الفا اذا وقع زلزال بنفس قوة زلزال كوبي الذي اسفر عن مقتل نحو 6400 فرد.
ويقول خبراء آخرون ان عدد القتلى سيكون اكبر اذا وقع زلزال قوي في طوكيو في منتصف الاسبوع اثناء ساعات العمل والمدارس اثناء تواجد اكثر من 25 مليون ساكن بالعاصمة في المكاتب والمصانع والمدارس ومترو الانفاق.
ولكن بالرغم من هذه التكهنات الا ان استطلاعا للرأي اجرته الحكومة في الآونة الاخيرة اوضح ان 34 في المائة من اليابانيين لم يستعدوا لحدوث زلزال كبير بزيادة عشرة في المائة عن عدد من لم يستعدوا لزلزال عام 1997م.
وانخفض ايضا عدد الذين خزنوا امدادات طوارئ مثل اجهزة راديو صغيرة وبطاريات اضاءة ومياه بنسبة 7,7 في المائة الى 50,2 في المائة.
من جهة اخرى بدأت اليابان اعتبارا من السنة الحالية بناء جهاز لمحاكاة الزلازل القوية تجري بواسطته الاختبارات لكي تتجنب انهيار الابنية على غرار ما حدث في تركيا في الزلزال المدمر الذي ضربها في السابع عشر من اغسطس.
ومن المقرر ان يبدأ العمل في هذا المختبر الذي يعتبر الاكبر والاكثر تطورا في العالم عام 2005م في مدينة ميكي على بعد بضعة كيلومترات من مدينة كوبي الساحلية التي سقط فيها 6400 قتيل في الزلزال الذي ضربها عام 1995م.
واوضح تسونيو كاتمايا مدير عام المعهد الوطني لبحوث العلوم الارضية ان بناء مثل هذا المركز للتجارب امر بالغ الاهمية لان المهندسين لم يتمكنوا ابدا على مدى التاريخ من دراسة كيفية انهيار الابنية عند وقوع الزلزال,ويتضمن مركز التجارب طاولة محاكاة بطول 20 مترا وعرض 15 مترا يمكن ان تتسبب بفضل اسطوانات من الفولاذ بهزات عنيفة لمبنى من اربع طبقات يزن 1200 طن.
وتبلغ كلفة جهاز المحاكاة حوالي 400 مليون دولار.
ويؤكد كاتاياما عندما نقوم باختبارات على نماذج بالحجم الطبيعي ومع تحسين قواعد البناء يمكننا ان نحد بشكل كبير من اعداد الضحايا عند حدوث زلزال عنيف.