تواصلت بالامس بشريات الاستقرار النفطي الملحوظ، وتواردت الانباء باستمرار العودة المتئدة للاسعار البترولية، وهي عودة تستهدف المزيد من المعقولية السعرية للبائعين والمستهلكين على حدّ سواء.
فبعد التخمة النفطية الخطيرة التي سادت في فترات سابقة، وبعد التدهور المريع في قيمة برميل النفط في اعقاب ما سمي بحروب الاسعار، وبعد تلك الفوضى في انتاج وتصدير البترول لغياب التنسيق الحازم،,, بعد كل ذلك عادت الاسعار بوتيرة هادئة لترتفع تدريجياً الى اكثر من ضعف ما بلغته وقت التدني السعري السابق.
لقد اشارت اخبار الامس الى ان سعر خام مزيج برنت القياسي ما زال يتجاوز حدود ال21 دولاراً للبرميل ليبلغ اعلى سعر له خلال 22 شهراً مضت.
ولقد اكدت عودة العافية لسوق النفط ان النتائج لا تأتي أبداً من فراغ، فالعمل السعودي الدؤوب الذي قامت به المملكة طوال الفترة الماضية، ووقوفها في مقدمة صفوف الداعين والساعين بقوة الى السيطرة على التدهور السعري في النفط، وتنسيقها للجهود مع القوى الفاعلة والمؤثرة في انتاج وتصدير النفط,, أسهم ذلك الجهد في سريان الدم - تارة اخرى - داخل شرايين الاوبك والمنتجين من خارجها، وآتى الالتزام الصارم بالانتاج ثماره يانعة بعودة الاسعار الى مستوى يلبي الطموحات ويحفظ حقوق المنتجين ويتيح للمستهلكين قدراً معقولاً من الامكانية المادية للشراء.
فالزيت ما زال هو العنصر الأهم والأكثر فاعلية وقدرة على انتاج الطاقة قياسا بأي خام او مصدر آخر، واسعاره لا بد ان تتوازن حفاظا على مصالح كل الاطراف وضمانا لاستمرار المد الحضاري في حياة البشر على وجه الارض.
لقد كان التحرك المستمر للمملكة,, ومشاركاتها النشطة في دعم عودة الاتزان لسوق النفط,, أمراً حيوياً فيما تحقق حتى الآن من نتائج، ولعل الاجتماع الذي انعقد يوم السبت الماضي بين وزراء نفط المملكة والمكسيك وفنزويلا حمل تجديدا للعزم والحزم في حماية الاسعار إذ تم تأكيد الالتزام الصارم باستمرار التقيد بخفض الانتاج درءاً للاغراق ومخاطره على كل الاطراف، فجاء التأكيد قوة دافعة لاستمرار الحفاظ على اسعار جيدة انعكست بصورة سريعة على البورصات.
خام النفط بحاجة دوما للعناية من قبل المنتجين والمستهلكين معا، والمملكة لم تتخل يوماً عن بذل كل جهد حماية لمصالحها ومصالح شركائها، وضماناً لتحقيق عدالة سعرية تحفظ للجميع حقوقهم النفطية انتاجا واستهلاكا.
الجزيرة