* امتزجت لغة الضوء بالرخام والزجاج بالماء، فأحدثت مكاناً فاتناً يسبح في ليل الأحلام، فكشفت المرأة عن ساقها وهي في طريقها للغواية ليس الى الهداية!.
هذه صورة واقعية لأسواق اليوم، وأكثر فتنة منها اسواق المستقبل، ما ظل عقل الانسان التاجر في كل انحاء العالم يغري المرأة بعالم الأزياء، ودنيا الموضة وآفاق العطر والمكياح وفضاءات الزينة والجمال!.
المرأة كائن تبهره الحلية والحلل، شغله الشاغل ان يتزين ويتجمل منذ عهد الكحل والخضاب وحتى عصر الروج,,!.
والأسواق منذ عرفها الانسان وهي فتنة النساء والرجال، يضرب فيها ابليس خيامه، ويوزع جنوده وسهامه، وصيده في ذلك اليوم عقول خلقها الله كاملة منيرة، ولكنها بحجاب الفتنة عادت ناقصة كاسفة!.
والمرأة في السوق فاتنة مفتونة، لقد طغى حب التزين فألهاها عن كثير من واجباتها فغدا (الفستان والعطر والمكياج) شغلها الشاغل وهمها الأول وادرك التجار نقطة الضعف هذه فأقاموا لها (الاسواق وقصور الافراح ومشاغل الخياطة)!.
وفي زمن اضواء الليزر، ورخام اليونان، ونوافير الماء وفاترينات اباطرة الأزياء واباطرة المال والأعمال كيف ستكون اسواق المستقبل؟ كيف ستغري المرأة، وكيف المرأة ستُغريها! انهم ينفقون المال ليأخذوا اضعافه، وانها تنفقه كله من اجل زينتها التي تظل سراباً لامعاً لا ينتهي اغراؤه!.
ولا تجد في الجلسة النسائية الا حديثا عن قَصّة الشعر، والكعب العالي، والعطر الغالي، والصبغة الحديثة، والموديل العصري، وليس من كتب بين ايديهن سوى مجلة الأزياء واخواتها! لقد امتلأت الشوارع بدكاكين الخياطة .
ثم عادت لتمتلىء بالمشاغل حيث حائط جميل وباب زجاجي منقوش ولوحة ملونة بديعة: (مشغل الخياطة النسائية الحديث) وفي الداخل مجموعة من الآسيويات لقص الشعر وقياس الجسد النسائي الذي يريد ثوبه بمقاسات جسمه، والذي اهمل عقله فلم يأخذ له قياساً منذ زمن طويل! والأعراس والولائم العائلية فرصة سانحة للنشر، فكل الاسواق والمشاغل هي وسائل ليوم العرض حيث تستعرض اللابسات جمال أذواقهن وقدراتهن المالية، وتقتنص الواحدة منهن عبارة اطراء او كلمة مديح او نظرة اعجاب تلقيها عابرة على تسريحتها او فستانها فتفرح بها وتعلقها وساماً على جانب صدرها الأيمن!.
والتاجر في نهاية الأمر هو الكاسب الأول والأخير، فما بهرت به المرأة امثالها سيفتح الطريق اليه لتصريف ما تبقى من بضاعته: قل للمليحة في الخمار الأسود !
وتعرفون بقية القصة والقصيدة! لقد جاءت نساء المدينة الى التاجر الذي كسدت بضاعته ليشترين كل ما في مخزنه!
وكل بضع سنوات تكشف المرأة مساحة اكبر من نحرها وساقيها وذراعيها!
وفي زمن الفضائيات اخذت مساحة الكشف تزيد سنويا! وتقول المرأة إنها في قاعة افراح نسائية لا يراها الرجال!
ولكن آفة هذه الحرية الداخلية انها لا سقف لها متى أوهم الشيطان المرأة بأن هذا العُري من أبواب الجمال,,,!!
عبد الكريم بن صالح الطويان