أجزم بان اللوحة التشكيلية في مجتمعنا العربي قاطبة لاتعني أكثر من شكل من اشكال الرفاهية واحياناً العبث ولهذا مازالت تعيش غربتها رغم ولادتها ونشأتها الاصيلة في وطنها وتمسكها بملامح الوطن وأهله، تلك النظرة التي تتهم اللوحة بالعبثية والرفاهية تأتي من الغالبية العظمى من مجتمعنا العربي ولكنها تتضاءل من موقع لآخر وتستبدل بالاحترام والإعجاب - وكلما كان الموقع متشبعاً وممتلئاً بالعقول الحضارية المعاصرة او المختزلة للثقافة والفكر كلما كان موقعها وتواجدها يبرز اكثر ويحظى بالاحتضان, وخصوصاً حينما تكون تلك اللوحة اكثر صدقاً وتفاعلا مع معطيات الواقع الحضاري والثقافي للبلد الذي ولدت فيه حينها تصبح حلقة وصل ورسالة إعلامية للأجيال وللحضارات القادمة حاملة معها الصورة الحقيقية للمجتمع الذي رسمت فيه وعكست واقعه ولنا في الموروث البصري والابداعي القديم مايدل على ماكان فيه انسان تلك الحقبة 0 وهنا يصبح المطلب أكثر الحاحاً بأن تأخذ اللوحة التشكيلية موقعها الحقيقي ويلفت إليها الاهتمام وتعد لها المعارض الدائمة والمتاحف - وأشدد بالعديد من خطوط التأكيد على موضوع المتحف التشكيلي الذي مازال مطلباً للفن التشكيلي السعودي.
أقلام لها صداها
نعتز عبر هذه الصفحات التشكيلية بوجود اقلام لها أثرها وخبرتها وتجاربها ومعايشتها للحركة التشكيلية منذ بداياتها وفي مقدمة هذه الاقلام ماجاد به الفنان الاستاذ سمير ظريف اخصائي الفنون التشكيلية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب وهو اسم غني عن التعريف في الساحة التشكيلية وتاريخ هذا الفن بجانب مساهمات الزميل محمد الخربوش اخصائي الفنون التشكيلية ايضا بالرئاسة, ويأتي تطرقي لهؤلاء الاعلام التشكيليين لايضاح أن مايقدم عبر زواياهم من طرح آراء ووجهات نظر لاتعني رأي الرئاسة بقدر ما تعني آراءهم الخاصة وليست الرسمية كما طالبوني بإيضاحه, نكرر ترحيبنا بهذه المساهمات الرائعة والتي ستجد اثرها في قادم الايام.
وقفة:
مازالت مشاعر الفنانين في حالة من التوقف ومحاولة تجاوز الموقف الصعب الذي مثلته وفاة راعي الإبداع صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد ومازالت المراسم تعيش حالة من العزاء,, فالأمر ليس سهلاً ان يغيب من كان المبدعون يرون فيه مشعلاً يضيء خطوات نجاحاتهم.