الحمد لله على قضائه وقدره، الحمد لله على ماكتب من خير وشر لقد تلقيت خبر وفاة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب رحمه الله، وأنا أتجول في إحدى المكتبات التجارية ونقل لي الخبر أخ مصري مقيم في الرياض وكان التأثر بادياً على محياه والحزن والدموع تفضح عينيه، الموت حق ولكني صدمت لأن الرجل بالأمس كان في الأردن بخير ووصل الى أرض الوطن وهو بخير لايشكو من شيء والقى كلمته المؤثرة والأخيرة في الأردن في الدورة العربية التاسعة للألعاب الرياضية ووجهه يشع بالإشراق والحلم الجميل ولكنه الموت ذلك الغائب المنتظر الذي لاتدري متى قدومه علينا، أكثر ما أثر في شخصياً إنسانية هذا الإنسان كلامه كان بلسماً شافيا وتبرعاته وأعماله الخيرية أكثر من أن تعد أو تحصى منها ما أعلن عنه وماخفي كثير وكنت متابعاً جيداً لأعمال سموه وآخرها تبرعه بمليون دولار لمبرة أم الحسين الخيرية لرعاية الايتام، مداعباته لهؤلاء الأطفال الأيتام وهو يزور المركز لقد غرس الله حبه في قلبي بأعماله وأفعاله الخيرة التي أرجو من الله أن تكون من الصدقة الجارية عليه ويأتيه ثوابها إنه ولي ذلك والقادر عليه, أعود للحديث عن ما أشعر به تجاه سموه رحمه الله لقد كنت أشعر تجاه أي عمل إنساني يعمله سموه بالسعادة والفرح والسرور والفخر والاعتزاز والامتنان كان يقدم هذه التبرعات بشكل تلقائي دون النظر لما سيكتب عنه من ثناء أو إطراء فيصل بن فهد رحمه الله لم يكن فقيد أسرة صغيرة أو شعب أو شباب بل كان فقيد أمة وفقيد إنسانية وفقيد ملهوف ومحتاج ومرضى تعجز الكلمات أن تعطي هذا الراحل حقه وستبقى ذكراه عبقة عطرة خالدة بأفعاله الخيرة جعلها الله في ميزان حسناته ولانقول إلا كما أمرنا (إنا لله وإنا إليه راجعون) لاحول ولاقوة إلا بالله فالعزاء الخالص الجميل لوالد الجميع خادم الحرمين الشريفين وسمو نائبه وسمو النائب الثاني والى إخوانه وأخواته وأبنائه وبناته وزوجته والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي الكريم وإلى الشباب العربي والاسلامي أمل المستقبل وأمل الأمة ولا أرى الله الجميع مكروها في عزيز لديهم.