* كتب - خالد الدوس
بقلب مفعم بالاسى والحزن فقدت الرياضة السعودية والعربية أحد رجالاتها الأوفياء ممن خدموا مسيرتها البناءة نحو ثلاثة عقود من الزمن تحققت خلالها العديد من المكتسبات والمعطيات التي جسدها فقيد الشباب وأميرنا الراحل (فيصل بن فهد بن عبدالعزيز) على أرض الواقع,, ففي عهد رئاسته حصلت طفرة الرياضة السعودية التي تسنمت مكانة مميزة وبارزة على كافة المستويات في غضون فترة قياسية ونادرة,, وبالمقابل كان -رحمه الله- يقف وبكل قوة خلف استمرار البطولات ودعم الملتقيات الرياضية الشبابية العربية من منطلق حرصه -رحمه الله- على لم الشمل العربي تحت مظلة واحدة عنوانها روح التنافس الاخوي الشريف على مستوى المنتخبات والاندية الذي تكسوه المحبة والتضامن بينهم,, فضلاً عن مساهمته في حل المشاكل التي تواجه الاتحادات العربية ودعمها مادياً ومعنوياً حتى تستمر انشطتها لبلوغ اهدافها.
أما على صعيد أعماله الانسانية والخيرية فإن الحديث عنها يحتاج بالتأكيد الى مجلدات ورصدها يحتاج الى صفحات وصفحات ولكن أذكر هنا بعض الحالات التي سبق ان تبنتها (الجزيرة) حينما وجهت نداء لأمير الشباب -رحمه الله- الذي جبل على مد يد العون للآخرين وحب العطاء والانفاق في سبيل الخير ابتغاء لوجه الله سبحانه وتعالى,!!
كفالة يتيم!!
فهذا الطفل اليتيم (عبداللطيف) ابن لاعب الشباب السابق الراحل عبدالرحمن احمد السليمان المعروف بالعلبة الذي وافته المنية في الموسم الماضي إثر نزيف داخلي فخلف بين اسوار هذه الحياة ابناً في زهرة طفولته يتكفل الأمير الانسان فيصل بن فهد (رحمه الله) برعايته حتى تخرجه من الجامعة وذلك تجاوباً عما نشر بعنوان (نداء انساني) بالعدد رقم (9546) في 28/ 7/1419ه.
تخفيف معاناة لاعب سابق!!
وذلك اللاعب الدولي السابق الذي كان يعد اول قائد لمنتخب كرة السلة ومؤسس اللعبة بالمنطقة الوسطى (سعد خيرالله) الذي تراكمت على كاهله الظروف بشتى انواعها الصحية والمادية والاجتماعية واضحى طريح الفراش واسيراً في كنف المرض جراء مايعانية من مرض القلب والسكر وأصيب على أثر ذلك بداء الغرغرينة وتم بتر أصبعين من قدمه,, يقدم له امير الحب والحنان شيكا بمبلغ (200) الف ريال لتخفيف حدة معاناته وآلامه التي ظلت جاثمة على نفسه وذلك تجاوباً مع اللقاء الذي نشر مع اللاعب بالعدد (9601) في 24/9/1419ه.
علاج نجل لاعب!!
وذاك المهاجم الدولي السابق(خالد سرور) الذي يعاني ابنه من ظروف صحية قاسية تمثلت في اصابته بشلل نصفي جراء الحادث الذي قد تعرض له نجله قبل ثلاثة اعوام فظل يئن تحت وطأة الألم والمرارة وهو اسير على السرير الابيض مما دفع والده بأن يضحي بوظيفته التي كان يعمل بها بالمنطقة الشرقية من أجل ملازمة ابنه المصاب وهو في أحلك ظروفه الصحية,, أيضا شمله عطف وحنان أمير الإنسانية عندما تكفّل (رحمه الله) بعلاجه في الخارج وعلى حسابه الخاص وذلك تجاوباً مع اللقاء الذي نشر مع والد المصاب بالعدد (9693) في 27/12/1419ه.
سداد دين مشجع!!
وهذا المشجع الرياضي (يحيى محمد عسيري) الذي توفي قبل شهور قليلة بعد صراع طويل مع المرض,, كان يعد أحد الرجال المخلصين الذين عاصروا الحركة الرياضية بالمملكة في مراحلها الأولية وممن كانت لهم اسهامات واضحة في وضع اللبنات التأسيسة الاولى لنادي الرياض إبان مسماه القديم (اهلي الرياض) وظل ملازماً لناديه ومتابعاً لشئونه طوال العقود الاربعة الأخيرة حتى توفي رحمه الله فترك خلفه دينا قدره (134) ألف ريال باقي اقساط صندوق التنمية العقارية,وكعادته وبإيمانه الصادق يتكفل صاحب القلب الكبير والأيادي البيضاء -رحمه الله- بسداد باقي أقساط صندوق التنمية العقارية وذلك تجاوباً مع ما نشر بعنوان (نداء لأمير الشباب) بعدد رقم(9763) في 8/3/1420ه.
إنسانيات فقيد الشباب!!!
* ومما سبق يتبين لنا اهتمام فقيد الشباب والرياضة بالمحتاجين والمكلومين بمختلف شرائحهم,, فالحالة الأولى لطفل يتيم,, والثانية للاعب سابق والثالثة لابن لاعب معتزل,,والحالة الأخيرة لمشجع رياضي متوفى!!!
فرحم الله أمير الشباب والانسانية والثقافة، الشخصية البارزة التي ستظل محفورة في قلوبنا,, وستبقى ذكراها العطرة خالدة في وجدان وأذهان الناس, رحم الله من سدَّ حاجة المسكين والفقير ومن تقطعت بهم السبل,, رحم الله من رسم الابتسامة على شفاه المرضى,, رحم الله من تكفل برعاية الايتام وجعله مع المصطفى بجنة الخلد كما اخبرنا عليه الصلاة والسلام (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين واشار بأصبعيه السبابة والوسطى),,!!!
نسأل الله عز وجل ان يجعل هذه الأعمال الصالحة في موازين حسناته وأن يسكنه فسيح جناته,, وإنا لله وإنا اليه راجعون .