Sunday 29th August, 1999 G No. 9831جريدة الجزيرة الأحد 18 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9831


تراتيل
للأصوات وجوه *
محمد الدبيسي

** تخاتل صوت القصة
دونما إيغال في وميض (مساراتها)
تستوحي صدى (الهجس) دون ان تراعي عقلانية تداعيه
تنداح مع انفعالاته انفلاتاً من
من ربقة ظل المقالة,.
تلك الحدية الجادة,, التي تراتب
جنون الفنون ,, وتؤطر ملامح كل منها بالشروط والقيود,,!
** في للأصوات وجوه
وجوه كثيرة,,!
ممرات عسرة في جدار الوعي
الوعي المتمرس بلواعج الكتابة,!
اقرب ما تكُونه للأصوات وجوه
انها المطارحات الأولى لمباغتات الكتابة,.
الرغبة في فضح التعبير.
الإصرار على القبض على كمين الفكرة ,,, والباحث عن المضامين بصورها
الفنية,.
لا يجد ضالته في هذه الوجوه
إذ انها لا تكون في مجموعها الا اندياحات الذات,,!!
جوهر علائقها,, بالمشاهدات,.
صوت حوارها,, المعلن مع الاشياء
ولا تتمثل مرجعية هذه الوجوه
إلا الذات ,؟!!
** إذ هي موئل الباعث على تسجيل الصوت الخفي للذات,.
وهو الممثل لوعيها المجابه
للحظة الصمت,,/ المواجهة بالكتابة,!!
جماليات هذه الكتابة، لا تتأسس على مؤدى صياغاتها ومقصدية محتواها ،
جمالياتها تكاد تتجلى في تصاعد كتابة الذات,, واستنطاق
مكنونها,.
للحد الذي يريح اصوات المضمر الآخر,, ويترك فضاء التصريح
ذاتيا,, حافلا بجوانبه - منتج,,/
منتجة الكتابة,,!
تنطق بانفعالاتها المواربة
العميقة,, وكأنها تجابه
اسئلة خرافية,, موجعة,.
اسئلة لا تطفو على المشهد
ولكنها تنبعث قرائيا عبر
محاور الرؤى المعبَّر عنها,.
** صوت التأمل المجاهر بحساسيته,.
يتكاسر في لحظة كشف الكتابة
يرتهن الى الصياغة المقالية
البسيطة في مكوناتها
يتظاهر أحيانا بمباشرة الوصول
وعادية الانتظام بالخط العام,,!
ويتعمق مرة اخرى في
جنحة الهواجس وخفاياها.
** تنبعث متواليات الوجوه هنا,.
من حدث عادي احياناً
تستجوب خبيئة المضمر
بحس استفزازي
ويستوحي مرجعيات الذات ومنطلقاتها
** والمفارقة الجمالية تكمن
حينئذ في هذا المزيج من
الحدثي المعلن/ والتغيري المتخيل,.
محكوم عليك ان تنتظم في مدارس كيف حال البحر؟
محكوم عليك ان تبحث عن مدارس كيف حال الجمال؟
محكوم عليك ان تذوب في مدارس كيف حال الفن؟
وكيف حال الينابيع بعد أن تشبعت جفافا,,
(والحلم في خزائنه ص 11)
** في سعيها لإيجاد علاقة مبتغاة بين صوت الذات واستجلاء علاقته بالموجود,, يتفاقم ذلك الصوت
يرسم وجوها أخرى في مشهد
ملّ زحمة الوجوه
الكتابة هنا تعني جدل ذاتها الخاص,.
لا تستر تلك الشجون المتشاجرة
في صوت واحد، سئم المتشابهات
والمتماثلات في رؤاه؟!,.
,,, ,,,,, ,,,,, ,,,
للجواني فقط، تتحدث الكتابة
ومنه تستزود حرارة المباغتة
الاولى في رسم المضمون
جدالاته تقترب منه خوفا وطمعا,,!
تخلق الفضاءات انوجاده
جغرافيا جديدة.
تفتر احيانا عن ادراك حريقها
** ,, يخيل اليك انك تقف على ناحية صباح
مرسوم بالضوء,, ويخيل اليك انه صباح
تبعثر فيه كثافة الأضواء حتى تشمل اضاءة الضوء ويبدو لك واضحا
ان زمن الوقوف خلف الاسوار قد مضى,.
وتثق تماما وانت تمارس تنفسك الطبيعي
مختالا ان هذا الصباح سيتجاوز بك
حياة الحلم الى حياة الواقع,,
(اختصار المدارات المستيقظة ص 17)
** تتحسب كثيرا لمواجهة التلقي
ولذا تلجأ لتمرير بعض إلماحات حديثها
ابتداءً - بصيغة الشك,, والتوقع,.
لتصل في النهاية إلى يقين ذاتها,.
يقين الصوت وقناعة الذات ,.
في ترددات جلية بين خطية المقالة
وجفاف مزاجها الكتابي ,.
وحساسية السرد وإغوائه,,؟
تناور في اماكن بينية من
اصوات الوجوه
تهوّن من مرارة انطلاقه
تحفه بتوتر الابتداء,, ودهشة المباغتة,.
(الحقائب الخالية ص 27)
للإبحار استراحات راكضة ص 153)
لا تسترشد إلا بحقيقة صوتها المهيمن على وجوه الأصوات
** جماليات اصوات الوجوه
انها تعي طبيعة العلاقة
بين المتصور/ والمكتوب,.
يقين الاحساس,, وصيرورة واقعيته
وشكوك التلقي,, وملابساته,,!
جمالياتها تتمظهر في تمردها على
الارتهان للتحديد,, والتأطير
ومغامرة المواجهة,, ثقة بالذاتي
تعبر عن وجودها بشرعية مبدئية
** للأصوات وجوه ,, تفاجئ قارئها منذ الوهلة الاولى
باللايقين,, كما ولد فيها,, في ذاتها ,.
ثم تعاظم التأكيد ببراءة نادّة
على وجوده لحظة البوح
وحتمية إعلان مخبوئها,.
جذوة الشعور بالماثل الحقيقي,.
،، هنا تختلط الحقيقة بالخيال
تزدوج المفاجأة المجنونة
بخلايا الوعي الذي ينسحب
كالاضواء أمامك,,
(نهر الرماد ص 7)

(*) للأصوات وجوه - نجوى محمد هاشم - الطبعة الأولى مؤسسة اليمامة الصحفية الرياض 1999م
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved