Sunday 29th August, 1999 G No. 9831جريدة الجزيرة الأحد 18 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9831


تلويحة
تلويحات قصيرة

* يأخذني ملحق ثقافة بهذه الجريدة الموقرة الى حدود افاقية جميلة,, فأبحث في جوانحي عن أجمل مكان يجمع الأقلام التي تكتب فيه، واجدني فرحاً مستنصراً سعيداً بهذه الأقلام التي تتوافد بمحبة وصدق ومتابعة من قريب وبعيد، لتمنح مدادها الواعي - مهما كانت ألوانه - قائلة: لقد تجمعنا في هذا الملحق،وعلى قدر هذه المساحة المفتوحة لنا لنقول كلماتنا,, أحلامنا,, رؤيتنا,, تعليقاتنا، ونهب مع الواقع جمال نزيفنا ولمستنا وحبنا جميل إلى منافذ السعادة ان تتلمس أعناق الزهور المبدعة في تميز هذا الملحق دون غيره في صحافتنا المحلية، وحرصه على الاستمرار في استقطاب رحيق الأقلام بهذه الصورة المتنوعة المفرحة.
* * *
* على الهامش :
بالرغم من ان الأستاذ الناقد حسين المناصرة وكما بدا لي في كتابته الماضية كان مستعجلاً او مطالباً بإثبات حضوري، أو هكذا تصورت,, فقد كانت شهاداته القصيرة الثلاث المختلفة قد كشفت عن تتبع وحرص مع رأي ومفهوم متطور ومنير الى درجة الرضا والاغتباط بهذه الذاكرة الإنسانية الحساسة، والتي تعرف كيف تضع اللمسة في موقعها,, كنا نرغب في معرفة قصيرة بعد أن جاء مدفوعاً برغبة الطلع الحاذق ليستقصي أمر مكنون الكتاب الذي لم يتساعد معه أمين المكتبة وسكرتيرة التصوير، وانتظاره خارجا لتبديد معاناته,, ليتني أملك كشافاً لأنرت له بصدق الكتب المهملة في هذا العالم المتهاون بقيمة الكتاب والمعرفة.
أما ما وفق بتسميته الظاهرة المستفاغية - مع تحفظي الشديد - حول ما قدمته الكاتبة في روايتيها المتعاقبتين من جمال يستحق ان يقال عنه جمال الجرأة في هذه المرحلة المخنوقة ، والتي لا تشابه مرحلياًمع عطاءات الستينات النسوية 0 مجازاً - وكما ذكر كاتبنا: غادة السمان، ليلى بعلبكي، وكوليت الخوري، وحنان الشيخ,, فإنني قد ضحكت من خالص قلبي اغتباطاً بما كتبه.
***
الكاتب الشجي احمد الدويحي وبعد ان هممنا معه في غسل رحلته الاستشفائية بتتبع شديد التفاصيل وبالغ الحسية والصدق الإنساني,, لا ادري اين وقف، ولا نعرف أخباره في هذه الرحلة، فلو لا القلم,, وحده المداد الذي يكتب به على الورق,, هو الذي سيخبرنا بأخبار هذه الدوحة المثمرة.
* * *
* في جدية القاص عبد الحفيظ الشمري التي تكشف عن غيرة الشاب المثقف,, كان حريصاً على كل ما يقدمه للقارىء,, منذ متابعته المتواصلة وراء شهادات البطل المغرد في كتابات القصة المحلية، إلى تلخيص الكتاب الذي وضعته ماريا مونيكال وترجمه صالح معيض الغامدي حيث لم نكن لنعرف عنه شيئا لولا انه قدمه الشمري بحرص المثقف الذي يحب ان يشارك الآخرون طريقته في التعامل مع الزهور.
* * *
زاوية مساحات خصبة التي تكتبها بترو ريمة الخميس ,, وبرغم الانطباعات احياناً، كانت قد تحدثت بجدلية التاريخ عبر شهادة يقينية عن المرحوم الشاعر عبدالوهاب البياتي ومجايليه عبد الصبور وحجازي في مصر، ومع اننا لانملك في أمر القضاء غير الكلمة المنتزعة من اعشاب الضلوع,, إلا ان الحياة تتسرب من بين اصابعنا كما تتسرب حفنة الرمل ويبقى لشرفاء الوطن حياة يا أولى الألباب فللضلع ان يستوي وله ان يبني كلمته حتى وان بني لتيمور لنك من الجماجم منائر في عسقلان !
* * *
ذات ليلة,, و,,.
بمحض الصدفة كما يقول النواب سمعت حواراً مطولاً من إذاعة - القاهرة - لا اعلم اي فرع منها,, مع المخرجة السعودية مليحة عبد الله وبصمت كنت اقول: يالهذا الغصن العالي المثمر، غير ان الزمن طوى أوراقه بين ضفتي كتاب كبير واغلق اقفاله وغاب، ثم جاء العثيم فاعاد فتح الكتاب المغلق بمفاتيحه الذهبية، فنحن ربما لا نعي الكتابة في المسرح لقصة ذات شأن، ولو سألتني لقلت لك إننا للشعر والقصة والرواية ولسنا ممن تربى على قراءة المسرح، ولعل مسرحاً في مجتمع لا يعرف أو يتعرف أو ربي او تربى على اعتبار الفن عموماً مسألة كمالية,, لايستطيع ان يخلق مسرحاً على قدم واحدة برغم ظهيرة العالم اليوم، لكننا ياسيدي نحترم فيك دؤبك الراعي في جدية ماتطرح في هذه المساحة، وحيث ان المسرح زاول ضرورة وجوده منذ الرومان، وربما قبل إلا تجهله في مشارف الألفين، ويالحسرة الإنسان عندما يتذكر القول المعروف اعطني مسرحاً أعطيك خبزاً ، فلو قلنا اعطني وليمة اعطيك حضوراً,, لرأيت ذوي البطون الأوزية قد شمروا عن سواعدهم، اما وان ثمة مواهب وطنية في هذا الفن المهمل العظيم,, فإننا نضم أصواتنا إلى نداءاتهم الغيورة لايجاد - ولو مسرح واحد - في هذا البلد الكريم ليقدم فعالياته الإنسانية، حتى لو دعا الأمر الى استعارة القدم الثانية - كما في التمثيل المصور - خير من تركه خارج الاهتمام,, فهل ان فاقد الشيء لايعطيه أم ان صاحب الشي لايعطيه,, المواهب كثيرة وجيدة ومتوفرة,, لكنها لاتجد خشبة لتعطي!.
* * *
منذ اعداد متتابعة ثلاثة، وأحمد العرفج يكتب بتألق حذر في نقد القصيدة العربية، وربما كان عميقا في بعض المواقع، وربما مر مرور الكرام على بعضها، لكنه كشف عن معرفة جديدة لم نكن نعرفها في قلمه من قبل، وكم نتمنى لو انه استمر في تناوله الطيب هذا ماراً ببيوت الحي,, حياه الله.
ومع افتراضين بأن محمد الدبيسي الذي ينقط بقلمه دبساً لذيذاً من المدينة وراء كثير من المتابعات الملحة خلف استقطار الأقلام بهذا الملحق الجميل,, فانه يظهر في الذاكرة كالمصباح كلما قرأت لأحمد العرفج تجديداً، قلت افتراض ، ربما كان ذلك مرتبطا ايضاً بآطام التي بلغني منها عدد واحد - الثاني - حين فرحت فرحاً لايوصف بتواجدهما فيه,, اعتبروها تراتيل قارىء مخلص.
* * *
في أوراق تمنيت بحب لو ان القاص فهد العتيق تناول ما اورده مرة عن كتاب الدكتور الغذامي - اللغة والمرأة فقد لقيت في ملاحظته تلك عن الكتاب المذكور مايهيىء الرغبة في المتابعة ، ولست املك إلا الغبطة الحقيقية في مواصلة هذ القلم دون انقطاع برغم مايعتري الفنان احيانا من احوال صدمات الواقع، وبرغم ترقبنا الدائم لقراءة الإبداع في الملحق عموما، وإذا كان المبدعون قد ضيعوا في الصيف اللبن فاننا لن نحتار اليوم ومراكز التوزيع السوبرماركت مليئة باصناف اللبن,, والحمد لله.
* * *
هذه التلويحات القصيرة ليست لكل من شارك او يشارك في ملحقنا بالجزيرة وإنما هي بأمانة حالة استفزت العلم او هزته بعنف المحبة، وعفواً لكل الذين لم يأت ذكرهم مع واجب الحق والتقدير.
عبدالعزيز مشري

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved