عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله
لفت نظري ما طالعته يوم الثلاثاء 6/5/1420ه عبر زاوية (ترانيم صحفية) التي تكتبها الأستاذة نجلاء أحمد السويل، حيث ذكرت فيما ذكرت انها قرأت دراسة تفيد بان (قيام الفرد بنشاط شراء بعض الاحتياجات من السوق او من المراكز التجارية هو امر يخفف من الاكتئاب خاصة لدى المرأةحيث تستمتع استمتاعاً هائلاً بهذا السلوك وقد أثبت ذلك علمياً من خلال قيامها بإدخال مثيرات جديدة إلى منزلها وتجربتها مما يكسر الخط التقليدي الذي تعيشه).
واقول ان هذه الدراسة تعني ان علينا معاشر الازواج الإذعان لرغبات النساء في الشراء وهي رغبات لا تنتهي وإذا كانت الدراسة تقول ان ممارسة الشراء تخفف من اكتئاب الزوجة فإنني اقول إن الاستمرار في ذلك السلوك يتسبب في اكتئاب الزوج.
نعم الزوج ايضاً قد يكتئب من ممارسات الزوجة، فهو - في الغالب - الذي يدفع فواتير الشراء، وهو المطالب بادارة ميزانية المنزل، وهو المسؤول عن سد اي عجز في تلك الميزانية، وقد يتضاءل مدخوله المادي امام نزعات الشراء لدى زوجته، فإذا اضفنا إلى ذلك ان الزوج قد يحرم نفسه من الكثير من الضروريات ليتيح للزوجة التنعم ببعض ما يكسبه من مال يتضح لنا انه الاكثر عرضة للاكتئاب بل قد يتعرض لانهيارات صحية عاتية يكون مردودها فادحاً عليه وعلى اسرته واطفاله.
إن انقاذ الزوجة من الاكتئاب لا يجب ان يكون على حساب اكتئاب الزوج، واعتقد ان مثل هذه الدراسات قد تدفع الزوجات الى التمادي في الشراء بسبب او بدونه، وهو ما يهدد تماسك الاسرة بسبب الاهدار المادي والسلبيات التي قد تنتج عنه.
إن المطلوب هو اجراء دراسات عن اثر سلوكيات الاستهلاك لدى الزوجة على صحة الزوج عقلياً ونفسياً وبدنياً، واعتقد جازماً ان مثل هذه الدراسة ستتوصل إلى نتائج خطيرة تؤكد ان وراء كل مجنون امرأة مهووسة بالشراء.
انشروا لنا الدراسات التي تشجع على ترشيد الانفاق داخل الاسرة وتساهم في الادخار الذي يفيد البلاد كما يفيد الاسرة، اما تشجيع المرأة على تدمير ميزانية الاسرة برغبات الشراء الطفولية، وتبرير ذلك بأنه يحمي نفسيتها من الاكتئاب فهو انحياز لجانب المرأة المبذرة وعدم انصاف للرجل المغلوب على أمره.
حمد الدوسري
الخرج