* موسكو- فرانسوا ميشل- أ,ف,ب
تؤكد استطلاعات الرأي ان رئيس الوزراء الروسي السابق يفغيني بريماكوف 69 عاما الذي وافق أول امس الثلاثاء على ان يقود حزب يسار الوسط الذي يترأسه عمدة موسكو يوري لوجكوف، تزداد شعبيته بصورة ملحوظة منذ ان اقصاه الرئيس بوريس يلتسين من منصبه قبل ثلاثة اشهر.
وعندما عينه يلتسين رئيسا للحكومة في العاشر من ايلول/ سبتمبر 1998، على اثر الازمة المالية التي تعرضت لها روسيا في صيف ذلك العام، نجح بريماكوف في العمل على استقرار الوضع السياسي.
وحصل بريماكوف حينئذ على تأييد الشيوعيين، الا انه في نفس الوقت قوبل بتحفظ من جانب المستثمرين نتيجة لقلة درايته بالامور الاقتصادية, ورغم ذلك عندما ترك بريماكوف رئاسة الحكومة في الثاني عشر من ايار/ مايو من العام الجاري، كان الاقتصاد الروسي قد خرج من عنق الزجاجة.
وبعد اقصائه من رئاسة الحكومة من جانب يلتسين، حرص بريماكوف على تجنب توجيه النقد المباشر الى يلتسين او الى من حلوا مكانه في رئاسة الوزارة، ولم يظهر الا في مرات نادرة على شاشة التلفزيون.
وفي منتصف حزيران/ يونيو الماضي، تخلى بريماكوف عن تحفظه فاعلن لاول مرة عن امكانية تقدمه لانتخابات الرئاسة المقررة في صيف عام 2000.
واوضح وزير الخارجية ورئيس الوزراء الروسي السابق لقد سعدت حينما وجدت ان شعبيتي قد زادت بعد ان تركت رئاسة الوزارة ولا يمكنني بالقطع ان اتوقف عن الاهتمام بالاوضاع السياسية ولا استبعد ان اخطو خطوة هامة في المستقبل .
ومنذ شهور عديدة، بينت استطلاعات الرأي ان بريماكوف هو الشخصية السياسية المفضلة لدى الروس مما دفع عمدة موسكو يوري لوجكوف الى ان يوجه اليه العديد من النداءات للانضمام الى حزبه قبل الانتخابات التشريعية التي ستجري في 19 كانون الاول/ ديسمبر المقبل.
وتعطي شخصية بريماكوف الدبلوماسية المحترمة الثقة لشعب عانى كثيرا من المزاج المتقلب لرئيسه الذي اقصى خمسة رؤساء للحكومة خلال 17 شهرا.
ومما يزيد من ثقة الروس في بريماكوف حرصه على ان تحظى مواقف روسيا بالاحترام على الساحة الدولية ويذكرون له انه في الثالث والعشرين من اذار/ مارس الماضي، امر قائد طائرته بينما كانت تحلق فوق المحيط الاطلسي بالعودة الى موسكو بدلا من مواصلة طريقها الى الولايات المتحدة لتجنب اي احساس بالمهانة نتيجة لبدء ضربات حلف الاطلسي ضد يوغوسلافيا دون الاخذ في الاعتبار موقف روسيا المعارض.
وبدأ نجم بريماكوف يلمع منذ ان عين وزيرا للخارجية في كانون الثاني/ يناير 1996, وخلف بريماكوف في هذا المنصب اندريه كوزيريف الذي اعتبرت سياساته موالية للغرب، خاصة من جانب الشيوعيين.
وفي شباط/ فبراير 1998، نجح بريماكوف المعروف عنه خبرته الواسعة بالشؤون العربية والشرق الاوسطية في المساهمة في نزع فتيل احدى الازمات بين العراق والامم المتحدة.
وعرف عن بريماكوف ايضا معارضته للكثير من توجهات حلف الاطلسي خاصة تلك التي كانت تقودها الولايات المتحدة في كوسوفا, كما حاول بريماكوف الحد من انضمام الدول الشيوعية السابقة الى الحلف، وان لم تكن جهوده موفقة في هذا الصدد.
وقبل ان يتولى قيادة الدبلوماسية الروسية، رأس بريماكوف جهاز الاستخبارات الروسي لمدة اربع سنوات بدأت من نهاية العام 1991.
وبريماكوف الذي كان عضوا سابقا في الحزب الشيوعي السوفيتي بدأ نشاطه السياسي كنائب مدير لجنة الدولة المشرفة على الاذاعة والتلفزيون في العام 1956، التي كانت تعد آلة الدعاية الحكومية.
|