رغم انني استخدم الكمبيوتر (ولكن للأغراض السلمية فقط)! أي أنني استخدم المايكروسوفت وورد من اجل طباعة مقالاتي وحفظ بعض ماأكتبه, ورغم انني اصاب بإحباط شديد عندما يفقد جهازي ذاكرته (وذلك دائما بسببي) او يجيء صديق يقنعني بأهمية جهاز الماسح الضوئي (السكان) فأركبه ولا أجني من وراء ذلك متعة (السكان) التي أغراني بها ولا عودة جهازي الى وضعه (السلمي):أكتب واطبع وقفل! أقول رغم ذلك فإنني أكن كراهية شديدة للكمبيوتر, وأصاب بالحزن عندما ارى عناوين بعض الكتاب على الانترنت تحت مقالاتهم, وحتى الآن لم يدخل دماغي ان الكمبيوتر يمكنه ان يمنح المتعة او الثقافة للذين يستخدمونه, ولا اظنه يمكن ان يحل بديلا عن الانسان الذي هو اجمل من كل كمبيوترات العالم! فهو جهاز بارد, وسلبي,, وقد فرحت عندما ادخل احد المهووسين (فايروسا) قبل اشهر رغم كراهيتي الشديدة للاعمال الارهابية! ومع ذلك وكالعادة فانه لا احد معي!
لا احد يشاطرني الرأي في ان (اتمتة) العالم لن تجلب سوى فقدان الروح والجمال!! ولا اطيق الذين يحفظون عن ظهر قلب ما يردده الاخوة اليابانيون من ان الكمبيوتر بديل عن العالم, بمعنى انك سوف يأتي عليك يوم لاتستطيع ان (تستحم) فيه الا بواسطة لوحة المفاتيح, واذا جاء هذا اليوم ف(شرهتكم) على الذي يستحم!
قلت لكم ان استخدامي لهذا الجهاز، الذي يشغل مع عتاده ربع مجلسي، هو استخدام سلمي!! فقد تعودت منذ زمن بعيد ان اكتب مباشرة بدون مسودة, وهذا ليس مدعاة للفخر, عادة والسلام, فاستخدمت الآلة الطابعة, اطبع رأسا ما اريد، لا امحو ولا اصحح, ووجدت ان الكتابة متعة للبصر بالنسبة الى الكاتب, فقد كنت قبل فتوحاتي الاخيرة امزق الورقة بمجرد ان ينحرف حرف عن موضعه, وهذا اجهدني, وماذا افعل اذا كان الله خلقني هكذا؟ أحس ان الكتابة الجميلة يبدأ جمالها من مشروعها الاولي، اي قبل النشر, ثم اكتشفت عند احد الاصدقاء هذا الجهاز العجيب, وهو مثلي يستخدمه لاغراض مدرسية كتأليف جداول او تصنيف تلاميذ, او كتابة شهادات تقدير لهم بكل امكانيات الكمبيوتر العظيمة في هذا المجال, فلم انم إلا وقد (قسطت) جهازا, واذا جاء من يرشدني الى قيمة اكسل او اكسس او فوتو شوب اقول له : تكفى لاتخرب جهازي, انا مرتبط مع الجريدة يوميا واذا خرب الوورد رحت وطي؟! فيسألني ببراءة: وما الذي سيخرب الوورد؟ اغمغم كما يفعل من ليس لديه اجابة منطقية.
اسوأ ما في الكمبيوتر ان (ينهار) بعد ان تكتب عليه موضوعا تتعب عليه, انك ساعتها تلعن الساعة التي ادخلته فيها بيتك, وقد حدث لي هذا مرة, فعندما كنت اكتب في السينما جمعت عن فيلم (شيء من الخوف) اشياء جيدة وعن (صلاح ابو سيف) نفس الشيء (هو ليس مخرج الفيلم على فكرة) وبدأت اكتب على الشاشة الساحرة, اعجبني الموضوع رغم انني كاتبه (الذي يقول لكم انه لايعجب بما يكتبه,,) وفي نهاية الموضوع الذي هو عبارة عن زاوية من ثلث صفحة تحركت الشاشة امامي حركة مشبوهة,, غامت بعض السطور, ثم ظهرت رسالة لم استطع قراءتها, ثم : هب,, وانهار الكمبيوتر! يابن ال,, بعد كل هذا؟!
كدت ابكي,, فالموقف لايحتمل اقل من البكاء.
ولكني بعدها بطلت الكمبيوتر,, وماهي الا ايام ف(قسطت) واحدا جديدا, وأقسمت اغلظ الأيمان ان اتجاهل كل دعوات الايقونات المتراصة, فقط اضرب ال(W)الزرقاء وافتح الصفحة واكتب.
ولكن على اية حال فان الكمبيوتر محاولة لتهميش الانسان والقضاء علىدوره وإفقاده وظيفته ثم اللعب بعقول مراهقي العالم عبر الانترنت بكل مافيها من شبكات دعارة وقمار وتجنيد الأغرار لأهداف لايعونها, ومهما قالوا لك عن منافعها فهم يبالغون, الذي يريد ان يتزود بالثقافة يجدها عبر وسائل اخرى غير هذا الجهاز الذي سرق ضوء عيوني من كثرة ما أجالسه ليلاً, آمره ان يكتب فلايعصي لي امراً!!
قلت لكم: جهاز غير طبيعي! فعلا!
|