على مدار الساعة تتصاعد ارقام ضحايا الزلزال المدمر الذي شهدته مناطق شمال غرب تركيا والمؤشرات ترجح تصاعدات أخرى في تلك الارقام بعد انتهاء عمليات الانقاذ وإزالة الانقاض.
الاحصائيات المتوفرة حتى الآن تشير إلى وفاة آلاف الاشخاص وجرح اكثر من عشرات الآلاف، وهذه الحصيلة تنبئ عن عمق المأساة التي تعرض لها الشعب التركي ومقدار الخسائر البشرية والمادية التي حاقت به.
وقد تداعت أخبار الزلزال المدمر في انحاء العالم، فخيم الحزن على الساحة الدولية، خصوصا وان التغطيات الاعلامية قد عكست جانبا كبيرا من عمق المأساة،وكانت اللقطات المؤثرة التي تابعت اخراج الجرحى وجثث القتلى من تحت الانقاض ذات مفعول قوي في استقطاب التعاطف العالمي مع الشعب التركي.
وآثار الزلازل المدمرة لم تعد تقتصر في عالمنا الحديث على تهدم البنايات ودفن السكان تحت الانقاض، لكن المآسي والفواجع اتسعت نتيجة تداعيات هذه الهزات من حرائق وتدمير للبنية التحتية من شبكات المجاري والطرق والكهرباء وتلوث في البيئة وتشريد للآلاف من الاسر وغير ذلك من مآسٍ ومخاطر يصعب حصرها، ولذلك فإن الكثير من معطيات الحياة العصرية تصبح مهددة بمثل هذه الظواهر، وهذا ما يستدعي تكاتفا دوليا في محاصرة اثارها والتقليل من مآسيها وفواجعها.
ولقد تفاعلت المملكة مع الحدث بالمشاطرة العميقة في الحزن لما أصاب الشعب التركي من مصاب، وكان خادم الحرمين الشريفين وسمو نائبه وسمو النائب الثاني في مقدمة ركب المسارعين بالتعبير عن مشاعر الشعب السعودي عبر برقيات التعزية والمواساة التي بعثوها -يحفظهم الله- الى فخامة الرئيس التركي سليمان ديميريل.
كما أن سمو نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز -وفقه الله- أمر بتجهيز طائرتي إغاثة وإرسالهما الى تركيا اسهاما من المملكة في التخفيف عن معاناة الشعب التركي ومساعدة لهم على مواجهة الكارثة.
حمى الله بلاد المسلمين من شرور الكوارث وآلام الفواجع وأبعد عنها مخاطر الزلازل والبراكين,,
إنه سميع مجيب.
الجزيرة