Thursday 19th August, 1999 G No. 9821جريدة الجزيرة الخميس 8 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9821


إصدارات

* غمزة دوقة هاهن رواية من تأليف بيراسترهازي تحكي قصة رجل يمتطي قاربا ويتبع مجرى مياه نهر الدانوب من منبعه باتجاه مصبه، انه يروي مشاهداته على جانبي النهر، كما يمكن لهذه الرواية ان تتوقف عند حدود الوصف لولا ان النهر والمياه الهادئة لها دائما مفاجآتها.
كتب المؤلف هذه الرواية عام 1989 أي عام سقوط برلين وبدأ النص كأنه تقرير يقدمه مسافر عن رحلة كان قد تم تكليفه بالقيام بها وبالتالي ينفذ بنود العقد المتفق عليه, كان الدانوب موضوع روايات وحكايات كثيرة بحيث انه تجاوز تعريفه كمجرى مائي كي يصبح بمثابة ظاهرة اسطورية أو فكرة أو رمز ولقد قيل عن هذا النهر الكثير من الاشياء المتناقضة والمختلطة مثل منبع هذا النهر غير المحدد بصورة اكيدة,, إذ ان له منابع عديدة, تتألف هذه الرواية من قسمين رئيسين، يخص احدهما القصة نفسها حكاية المسافر الذي نزل بقارب من اعلى نهر الدانوب إلى اسفله,, وقسم ثان يعادل ثلاثة اضعاف القسم الاول، ويتضمن تعليقات المؤلف، وقد اختار المؤلف هذه الصيغة الجديدة في الشكل الروائي الذي بدا فيه المؤلف وكأنه يميل إلى ممارسة كتابة التحقيق الصحفي عبر الرواية وتقديم النقد لمنظومة سياسية واجتماعية لم يكن يستطيع ان يطالها مواجهة.
* اعمال توماس بيلاستر المنشورة بعد موته تأليف أريك شو فيلارد, روائي فرنسي شاب وتقنية جديدة وشهرة سريعة هكذا يمكن تلخيص محصلة هذا العمل الروائي الذي اولاه النقاد اهتماما خاصا.
توماس بيلاستر، هو شخصية اخترعها المؤلف وجعل صاحبها كاتبا مشهوراً يلاقي حتفه اغتيالا، فما كان من صديق طفولته مارك انطوان مارسون، الذي كان يكن له حسدا كبيرا وقديما بسبب نجاحه ولانه كان هو ايضا كاتبا لم ينل شهرة كبيرة، إلا ان كلف نفسه بنشر اعمال صديقه غير المنشورة، كما اخذ على عاتقه كتابة مقدماتها والتعليق عليها، هكذا بدأت لعبة مسلية مكتوبة بأصوات متعددة هذه الرواية هي في النهاية خالية من اية عقدة إذا ان موادها تشمل نتفا من اليوميات التي كان توماس بيلاستر قد تركها، ورواية بوليسية لم تكتمل هي الاخرى بسبب موته واقصوصتين، وكل هذه الاعمال غير المكتملة هي منشورة في الرواية مع تتماتها كما صاغها مارك انطون مارسون الصديق الغيور .
ان القارئ يعيش عدة روايات في رواية واحدة ويحضر عملية التشريح والتجريح التي يقوم بها الصديق - الكاتب الحي بجثة صديقه الميت وبكل ما خلفه وراءه,, لاشك بأن تجربة قيام الكاتب بابتكار الشخصيات المزدوجة ليست جديدة في عالم الادب، بل هي ممارسة كلاسيكية لجأ إليها الكثير من الكتاب كي يحملوا الآخر وزر كل مالا يستطيعون هم حمله، هكذا تضم الآثار، التي تركها بيلاستر الكثير من الاراء النقدية التي تضمنتها يومياته آراء تلزم بيلاستر ولا تلزم مارسون.
هذه الرواية تمتلك ايضا بعدا فلسفيا بحيث انها تبدو في العديد من مقاطعها ومقولاتها وكأنها مأخوذة من اعمال فيلسوف مثل اميل سيوران الفرنسي، والذي كان يريد هو الآخر النفوذ الى النخاع الشوكي للغة مؤكدا في الوقت ذاته، على قدرة النفس الانسانية امام تشعبات كثيرة فهذا يزيد كثيراً من مخاطر وقوع حدث ما حسب رأي اصدره المؤلف في داخل كل منا انسانات وربما أكثر.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved