- الكتاب : الأطفال والإدمان التليفزيوني.
- المؤلف : ماري وين.
- المترجم : عبدالفتاح الصبحي.
- الناشر : سلسلة عالم المعرفة - الكويت.
عن سلسلة عالم المعرفة، التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب - الكويت، صدر كتاب (الاطفال والادمان التليفزيوني) تأليف ماري وين وترجمة عبدالفتاح الصبحي.
جاء في كلمة الغلاف هل يتحمل التليفزيون، كما يؤكد البعض جريرة تقليل اللعب، وهبوط المستوى اللغوي والتحصيل الدراسي، وزيادة السلوكيات العدوانية لدى الاطفال، فضلا عن الانغلاق واضعاف الوشائج، والتحكم في حياة افراد الاسرة؟.
حول هذا السؤال المتشعب، تتركز هذه الدراسة المهمة للغاية والممتعة في آن, لكن المؤلفة ماري وين، على خلاف النقاد الذين يركزون جل اهتمامهم على مضمون برامج الاطفال التلفزيونية - تطرح الموضوع من زاوية تأثير فعل المشاهدة التلفزيونية السلبي في نمو علاقة الطفل بالواقع الحقيقي, ومن هنا تمثل الدراسة تحديا قويا للآباء والمربين من اجل مراجعة مواقفهم تجاه التليفزيون وتستند المؤلفة في هذا التحدي إلى المقابلات التي اجرتها مع مئات الاسر، والمدرسين، والاختصاصيين، في شؤون الطفل, وهي تؤكد ان الجهود الرامية لجعل التليفزيون اكثر جاذبية للآباء والأطفال عن طريق تطوير البرامج لا يمكن إلا ان تؤدي إلى اعتماد الآباء المتزايد على التليفزيون كجليسة للطفل وإلى زيادة خضوع الاطفال لاجهزة التليفزيون في بيوتهم, ولا غرابة في أن يجد القارئ العربي مظاهر تشابه كثيرة بين تجربة المشاهد التليفزيونية لدينا ونظيرتها الأمريكية, وقد لا يندهش ايضا، حين يقرأ ما قاله أب من نيومكسيكو تفسيرا لعدم وجود جهاز تليفزيوني في بيته: لماذا أحضر هذا العدو إلى منزلي؟ , وتقول المؤلفة بخصوص هيمنة التليفزيون على الاسرة الامريكية: الأسر اليوم تشاهد التليفزيون بزيادة ساعة كل يوم تقريبا,, ومن المرجح ان تستمر الزيادة في وقت المشاهدة التليفزيونية الاسرية مع تحسن الاستقبال بفضل الكيبل التلفزيوني ومع ازدياد القنوات المتاحة للاسر كل عام,, غير ان عدم الرضا عن التليفزيون مايزال واسع الانتشار في الوقت نفسه, ويبدو أن كل شخص ينتقص من جهاز التليفزيون ويطلق عليه ما يشاء من النعوت, ويعترف كل امرئ بأن التليفزيون مشكلة, اما عن فكرة الخلاص من التليفزيون عبر تقليص ساعات مشاهدته وجدوى هذه الفكرة فتقول: ان فكرة تأييدي للتخلص من التليفزيون تماما كحل لمشكلته فكرة منتشرة، ربما بسبب العنوان السلبي صراحة لهذا الكتاب,وأنا اغتنم هذه الفرصة لتبديد اي فكرة من هذا النوع, فنحن الجلي اتي اعرف ان اكثر حججي اقناعا لن تجعل التليفزيون ابدا يغيب عن الانظار, غير انها تقول ان ذلك ليس هدفها وانما هدفها هو تشجيع اسلوب جديد للتفكير فيما يتعلق بالتليفزيون, ثم تتطرق المؤلفة الى البرامج التي يشاهدها الناس حيث يتركز القلق فهي عنيفة فوق الحد كما تصفها، ضحلة اكثر مما ينبغي، وسخيفة جدا, وتقول: كاد الاهتمام بتأثيرات التليفزيون في الاطفال ان ينحصر في مضامين البرامج التي يشاهدها الاطفال دون سواها,, وتضيف بأن جوهر التجربة التليفزيونية ذاته، بصرف النظر عن مضامين البرامج، نادرا ما يؤخذ بعين الاعتبار، وربما يعزز حشد المشاهد والاصوات المتغيرة والصادرة عن الجهاز الوهم الزائف لدى المشاهد بأنه امام تجربة متغيرة, فمن السهل اغفال حقيقة بسيطة بطريقة مضللة: يشاهد المرء التليفزيون باستمرار حين يفضل مشاهدته على اي تجربة اخرى، فإن ثمة تشابها في تجربة المشاهد التليفزيونية كلها, فكما تذكر وين، ان آليات فسيولوجية معينة في العينين، والأذنين، والدماغ تستجيب للمثيرات المنبعثة من شاشة التليفزيون بصرف النظر عن المضمون المعرفي للبرامج, وعن الصورة التي يخرج بها المرء من الاحاديث مع الاباء بشأن مشاهدة اطفالهم للتليفزيون، تقول المؤلفة: هي صورة آباء يفقدون السيطرة باطراد، وينسحبون تدريجيا من القيام بدور فاعل في تنشئة اطفالهم, وبينما يغدو الآباء اقل قوة، يكتشفون انهم صاروا أقل قدرة على مواجهة اطفالهم الاقوياء غير المنضبطين، النكدين، المتوعدين,, وترى ان التنشئة الاجتماعية المتواضعة للاطفال اسهمت في خروج الامهات الجماعي من البيت,, وتقول ان حركة تحرير النساء لعبت دوراً أساسياً في ابعاد الامهات عن حياة رعاية الطفل والمسؤوليات المنزلية.