Thursday 19th August, 1999 G No. 9821جريدة الجزيرة الخميس 8 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9821


بسببهم تضاعفت أعداد الضفادع

ضجيج مفزع ذاك الذي نسمعه من أغلب أدعياء الطرب في أيامنا هذه، حشر من الرؤوس التي توظف الإعلام وقنواته الفضائية لنشر ارهاصاتهم التي تولد من خلال الدخان المتولد عن حطام الفن الموسيقي.
جموع تهاجم المستمع العربي بقوة التواجد المادي فارضة علينا الاستماع دون الاستمتاع لنخرج في النهاية بنقيق الضفادع الذي يؤذي الأذن أكثر من الأصوات الصادرة عن مطرقة عامل بالصناعية !!
اغلبنا شاهد ذاك الذي يحاول مؤخرا تقليد المغني العالمي (ريكي مارتن) الذي يتميز بالخفة والمرونة متجاهلا ما يكتظ به بدنه من لحوم ليقفز بمعدل (1 ملم) عن الأرض وليمتعنا بمد شدقيه بتلك الابتسامة الباهتة قائلا: (قمرين,, قمرين دول,, ولا عينيك؟ لتكتمل القائمة ب(تيك,, تيك,, تيك) وتخرج بمجموعة من المشاهد المقززة التي تزيد من قناعة الغرب بحاجتنا لاتباع غثهم وسمينهم!!
وآخر يتلوى لدرجة جعلتنا نعتقد بأنه يعاني من متلازمة عصاب قهري قائلا الليلة دوب,, ولازم نرضى بالمكتوب .
وعليكم أنتم اعزائي ان تفكوا طلاسم هذا السجع الذي يصدمنا بالمكتوب دون ان نعرف ما هي المشكلة أصلا!
مجموعة راقصة من جزر الفلبين دفعهم مخرج الفيديو كليب للتلوي واستخدام الذراعين في حركة هستيرية تدفع بنا للضحك شئنا أم أبينا ليخرج من بين هذا الضجيج صوت أنفٍ يغني كأعذب طمطمة خرجت من أنف مقترفي الفن!!
ومن بين تلك الأعمال وغيرها مما يثير الغثيان خرج علينا تيار حلق بعيدا في سماء الأغنية فالتفت له الكبار والصغار معا من عشاق الفن والتطريب!!
نمط اشتقنا له كثيراً ولاسيما انه قادم بدفء صوته من شتاء لبنان المثلج!! خرج علينا صاحب أغنية (متى حبيب متى) منسابا من بين ركام الأصوات المحجرشة والمفركشة لكل المقامات والقواعد!!
إنه فضل شاكر ياسادة, فنان ولد ناضجا بحكم موهبته الصارخة التي تلزمنا بالقناعة بمجرد الاستماع للمذهب, استاذ ينضم من فوره لقائمة الكبار جدا مؤكدا وجود ثراء يتوارى خلف أكوام من التشبث بسراب القديم وتطلع لابهار تجار الأغنية ومقاوليها!!
فضل شاكر صوت مشبع بالقدرة على أداء اصعب التراكيب والألحان اقتنصه الصياد صلاح الشرنوبي ليؤدي له لحن أغنية والله زمان ونظرة واحدة متجاوزا بصوته جميع نقاط الضعف التي شابت النصين ليبرز أجمل ما في العملين!!
من هنا كانت انطلاقة شاكر من خلال البوم حمل ثمانية أعمال كان التوفيق حليفه فيها جميعا وهي من النوادر التي يحلم بها الكثير من منافسيه, وكان ألبومه الأخير الذي خرج منذ مدة ليست بالقصيرة أصداء محبطة لأنه احتوى من بين مجموعة من الأعمال على عمل واحد استحق عليه الإشادة وتمثل في أغنية بياع القلوب ولا لوم عليه فهو يبحث في اكوام من النصوص التي تليق بسوق الغناء الذي ملأته الضفادع المنقنقة بكل ما نشز وخرج عن حدود اللياقة إلى التفاهة !!.
وأعود لأذكر بأن فضل شاكر من فئة الاصوات الرصينة التي ينضم بموجبها لقافلة منافسيه في ذات المساحة من أمثال هاني شاكر وصابر الرباعي ومحمد المسباح مضيفا مكسبا لاغنى عنه للأغنية العربية بعد ان سقطت اسنانها تباعا بفعل الضوضاء الناتجة عن سادة النشاز الذين يتخذون من صخب الايقاع ذريعة لهم للتغطية على إفلاس حناجرهم المليئة بالصدوع والحفر!!
بيت العنكبوت ليس بالمكان المناسب لمن لهم قدرات هذا المطرب وعليه بالتوجه من ذات نفسه لمن يستطيعون ترجمة تلك القدرات إلى أعمال غنائية, بقي ان نذكر بأن ساحة الغناء لن تخلو يوما من اصوات المطارق والمناشير حتى ان تعاونوا مع دي دي وقرويي شرق آسيا!!
وسنبقى نحن تحت مظلة من زخم انتاجهم المزعج لنأخذ فترة من الراحة نسترقها من خلال أمثال فضل شاكر وعذرا للإطالة.
عبدالله صايل

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved