تقوم العلاقات الدولية على المصالح وليس على الخواطر ، فالمصالح يحكمها العقل وحساباته، والخواطر يحكمها القلب وصفقاته، واذا حكم القلب في أمور الدنيا لفسدت الارض، ويستدل على هذه الحقيقة من قوله تعالى فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور سورة الحج الآية 46.
عمى القلوب يدفع الناس الى الشطط في التفكير والاندفاع في القول وسوء الخلق في المسلك، فاستحسنوا الكفر على الايمان، طوال الفترة الممتدة من بدء الرسالة بهبوط الوحي مروراً بالهجرة وماقام في اثنائها من حروب الى الفتح الذي حقق دخول الناس في دين الله أفواجاً.
اصابة السيدة هيلاري كلينتون بعمى القلب جعلها تخضع لعواطفها الشخصية وحجب عنها الرؤية بالعقل فأخذت تنتقل من اقصى اليمين الى اقصى اليسار دون تفكير، فأعلنت عندما علمت بأن الفتاة مونيكا ليونسكي اليهودية العقيدة هي التي دفعت زوجها بيل الى خيانتها بأنها تؤيد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ولكنها في مرحلة لاحقة عندما رشحت نفسها لعضوية الكونجرس عن مدينة نيويورك التي يسيطرعليها اليهود لانهم يشكلون اغلبية سكانها اعلنت تأييدها للقدس الموحدة لتكون عاصمة اسرائيل الأبدية,في المرتين اكد البيت الابيض على لسان المتحدث باسمه امام جمع من الصحافيين ان ما جاء في كلام هيلاري كلينتون لا يمثل وجهة النظر الرسمية للولايات المتحدة الامريكية لانه يمثل فقط وجهة نظرها الشخصية.
وفي المرتين ايضا اقامت هيلاري كلينتون الدنيا ولم تقعدها، وشاهدت غرف وعرصات البيت الابيض خناقات بين الزوجين هيلاري وبيل وصلت الى تشابكهما بالايدي وفرع خدم البيت الابيض بينهما وتمكنوا من فك الاشتباك بين الزوجين اكثر من مرة قبل ان تطلع رائحة الخناقة الدائرة في البيت الابيض الى الشارع الأمريكي.
هيلاري كلينتون ليست المرشحة الوحيدة عن مدينة نيويورك لعضوية مجلس الشيوخ الكونجرس وانما لها منافسون آخرون على هذه العضوية عن هذه المدينة ابرزهم واخطرهم عليها رودلف جيلياني عمدة نيويورك وهو رجل يهودي العقيدة وينتمي سياسياً للحزب الجمهوري.
المرأة هيلاري كلينتون والرجل رودلف جيلياني محاميان بارزان وفرص الفوز لكل منهما كبيرة للغاية .
تقوم لجنة انتخابها بالدعاية لها على اساس انها قرينة الرئيس الحالي بل كلينتون وتصفها بالمرأة القوية التي يعتمد عليها سياسياً لمواقفها الى جانب زوجها اثناء ازمته نتيجة لغرامياته مع متدربة في البيت الابيض مونيكا لوينسكي وتراهن هذه اللجنة بأن السيدة هيلاري كلينتون ستجني معظم الاصوات النسائية في مدينة نيويورك.
اما لجنة انتخاب رودولف جيلياني فتركز على نجاحه في مكافحة الجريمة من اول يوم تولى فيه مهام منصبه عمدة نيويورك منذ سبع سنوات ماضية ونجح بأدواره الامنية الى تخفيض جرائم العنف بنسبة 70% في مدينة نيويورك المشهورة بممارسة العنف خصوصاً في الاحياء الشعبية الفقيرة.
وتركز اللجنة الانتخابية في حملتها لعمدة نيويورك رودلف جيلياني على خطورة وصول هيلاري كلينتون الى المقعد البرلماني عن مدينة نيويورك لانها ستقفز منه في سنة 2008م الى ترشيح نفسها للانتخابات الرئاسية عن الحزب الديمقراطي بهدف تحذير المنتمين سياسياً الى الحزب الجمهوري من خطورة اعطاء اصواتهم للسيدة هيلاري التي ستكون منافسة قوية لمرشح الحزب الجمهوري للرئاسة بعد تسع سنوات من الآن مما يقتضي على كل جمهوري حجب صوته عنها ليمنع وصولها الى الكونجرس ومن ثم يغلق الباب عليها في الانتخابات الرئاسية عام 2008م.
ومن ناحية اخرى نصحت اللجنة الانتخابية للسيدة هيلاري كلينتون ضرورة تخليها عن ابهة الحكم والحياة بصورة دائمة في مدينة نيويورك بدون حراسة او حجاب لان المنصب الذي تتطلع اليه يتطلب الاحتكاك المباشر بالجماهير ومن خلال فتح قنوات الاتصال الدائم والمستمر بهم، وسعت الى تأجير فيلا في مدينة نيويورك غير انها لم تؤجرها لارتفاع ايجارها الشهري البالغ عشرين الف دولار امريكي ورفض صاحب الفيلا تأجيرها بنصف ايجارها عشرة الاف دولار امريكي كما طلبت منه السيدة هيلاري كلينتون ولا يزال البحث جاريا عن سكن لها في مدينة نيويورك في حدود الايجار الذي حددته لتعيش فيه وحدها بدون زوجها كلينتون المضطر الآن للعيش في البيت الابيض بحكم منصبه الوظيفي واعلنت انها ترفض الحياة معه بعد انتها ءحقبة حكمه بعد سبعة عشر شهرا من الآن.
هذا الموقف الرافض للحياة مع زوجها بسبب فضيحته مع مونيكا ليونسكي التي تعاملت معها بأعصاب من حديد وبسبب معارضة زوجها لما اعلنته عن وحدة القدس واختيارها عاصمة ابدية لاسرائيل ومطالبتها بنقل السفارة الامريكية في اسرائيل اليها، الذي تعاملت معه باعصاب منهارة لاعتقادها بان زوجها بل كلينتون لا يبارك فوزها بعضوية مجلس الشيوخ الكونجرس حتى يمنع وصولها الى البيت الابيض في عام 2008م لانه يرفض ان يكون سيد امريكا الاول بحياته في كنف زوجته الرئيسة للولايات المتحدة الامريكية لأن هذا الوضع يخجله بتبديل موقعه الحالي من ادارة شؤون الولايات المتحدة الى الاشراف من موقعه الجديد على متطلبات البيت الابيض بصفته محرم رئيسة الولايات المتحدة الامريكية.
تعاطفها مع اليهود في نيويورك بموقفها الحالي من مدينة القدس لا يصل بها الى مصاف منافسها عمدة نيويورك رودلف جيليان اليهودي الاصل المنحدر من ابوين وجدين يهوديين ينحدران من اصول يهودية تدعي لجنته الانتخابية ان اصوله تمتد الى بداية الدعوة لليهودية منذ ايام موسى عليه السلام.
ولا تشفع لها ردتها عن الدين المسيحي مع زوجها بل كلينتون في سنة 1988م الى الديانة اليهودية التي اعلنا اعتناقهما لها تحت ما يعرف باسم اليهودية الاجتماعية لان النسب الى اليهودية يرتبط بالأم مما يجعلها هي وزوجها دخلاء على الديانة اليهودية وجاء اعتناقهما لها من خلال تخطيط يستهدف وصولهما الى البيت الابيض في انتخابات الرئاسة في عام 1992م الذي تحقق بالفعل بفوز بل كلينتون الديمقراطي على جورج بوش الجمهوري الذي اخرج من البيت الابيض ليدخله بل كلينتون وزوجته هيلاري تحت مظلة انهما من اليهود.
تدرك اللجنة الانتخابية للسيدة هيلاري كلينتون ان اعتناقها للديانة اليهودية لاسباب سياسية سنة 1988م لن تخدم ترشيحها لعضوية الكونجرس لان منافسها عمدة نيويورك رودلف جيليان اليهودي الأصيل سيجعلها عاجزة عن توظيف ديانتها الجديدة في حملتها الانتخابية.
اعلنت اللجنة الانتخابية للسيدة هيلاري كلينتون ان جدتها لابيها راشيل ناهوم هي امرأة يهودية اصيلة يمتد نسبها اليهودي الى بداية الرسالة اليهودية في ايام موسى عليه السلام مما يجعل ابيها وفقاً لتسلسل الانساب اليهودية يهودياً بحكم انتمائه بالدم لأمه اليهودية وبالتالي تصبح ابنته هيلاري هي الاخرى يهودية بانتسابها الى جدتها راشيل ناهوم.
شكرت السيدة هيلاري كلينتون لجنتها الانتخابية على اكتشاف نسبها الى اليهودية الذي كانت تجهله تماماً واعلنت انها فخورة بأصلها اليهودي الذي يرتبط بجدتها راشيل ناهوم وانها بحكم هذا الانتماء لليهود ستواصل جهودها في خدمة ابناء ديانتها في كل مكان على الارض خصوصا في ارض الميعاد التي خصصها الله لشعب الله المختار بعد ان اصبحت من هذا الشعب المختار الذي يتطلع الى تكامل ارض الميعاد من النيل في مصر الى الفرات شمالاً في سوريا ومشرقا في العراق لتكون تحت السيادة الاسرائيلية الوطن القومي الحقيقي لكل اليهود.
بعيداً عن دوافع الدعاية الانتخابية بتنسيب هيلاري كلينتون الى اليهود من خلال جدتها راشيل ناهوم يذكرنا قولها بجهلها لهذا النسب الذي تعتز به بما قالته مادلين اولبرايت عند تعيينها وزيرة الخارجية الامريكية انها كانت تجهل نسبها اليهودي الذي كشفت عنه صحيفة الواشنطن بوست بانتمائها لاسرة كورنيل اليهودية التي هاجرت من بولندا فراراً من جور الحكم النازي واكتسبت لقبها اولبرايت من زوجها الذي ارتبطت به الذي انساها لقبها السابق كورنيل.
هذا القول بجهل نسبها اليهودي دفع الشعب الامريكي الى ان يسميها هاف برايت وهو يعني في اللغة الانجليزية الجنون لان الذكاء لا يجزأ فان اصبح نصف ذكاء هاف برايت قصد به الجنون.
ربمايؤدي الادعاء بنسب هيلاري كلينتون الى اليهودية الى نتائج عكسية لان اليهود في نيويورك يتندرون بهذه الدعاية ويصفونها بالكذب الذي لا يصلح صاحبه لأي منصب وظيفي هام.