Saturday 7th August, 1999 G No. 9809جريدة الجزيرة السبت 25 ,ربيع الثاني 1420 العدد 9809


أكدت أن الظاهرة خليجية وأبعادها مقلقة
اعترافات جريئة حول العروس وتقليدها الاعمى

* تحقيق: سمية العمري
تكاليف الزواج موضوع يتجدد بتجدد مآسيه ومعاناة المقدمين على الزواج والعوائق التي أوصدت الأبواب أمامهم بسبب ارتفاع هذه التكاليف وصعوبة تأمينها في ظل عادات وتقاليد ومفاهيم اجتماعية خاطئة أرقت وأرهقت الشباب وحبست الشابات في بيوتهن دون زواج فزادت نسبة العوانس وزادت نسبة راغبي الزواج من الشباب الذين اتخذ بعضهم (هداهم الله) من هذا الأمرذريعة للسفر الى بلاد المتعة المحرمة ويجدون فيها مناخات للهو والعبث المنحرف الذي يجر عليهم في النهاية الاوبئة الفتاكة والسمعة السيئة وخسارة دينية ودنيوية، لذلك فلابد من نظرة اجتماعية واقعية تقلص ولوتدريجيا من آثار ورتابة العادات والتقاليد غير الحميدة التى مازالت تعيق رغبات الشباب والشابات في الزواج على أنه يتوجب على المتزوجين أنفسهم ذكورا وإناثا عدم اللهاث وراء التقليد والبهرجة والمبالغة في أمور الزواج وكذلك ذووهم وهنا في هذا التحقيق الموجز نحاول أن نقدم رؤى وأفكارا لعلها تفيد في تقليص حجم الظاهرة.
الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالله العبدان مدير عام جمعية البر بالرياض قدم جملة من الأفكار لمعالجة هذه الظاهرة وبدأ حديثه لنا مؤكدا على ان ظاهرة تكاليف الزواج التي انتشرت في مجتمعنا خاصة ومجتمع دول الخليج عامة تعتبر ظاهرة غير حضارية وعادة غير صحية لما لها من السلبيات المتعددة على مجتمعنا وعلى ما يترتب عليها من معوقات للشباب من الجنسين لاكمال نصف دينهم والعمل على استقرارهم الاجتماعي ونمو المجتمع وقد نتج عن ذلك تأخر كثير من الشباب في تحقيق رغبتهم في الزواجُ وتسبب في عنوسة كثير من الفتيات وعجزهن عن تحقيق أحلامهن والفوز بشريك الحياة وتكوين الأسرة وليس هناك ما يبرر ذلك سوى التقليد الأعمى والمفاخرة في المظاهر والمبالغة في المستلزمات المتنوعة وباهظة الثمن, هذا من جهة ومن جهة أخرى تعنت بعض الأهالي وأولياء الأمور في طلب مهور غالية وطلبات كثيرة وشروط متعددة, وهذا مخالف لتعليمات شريعتنا السمحة وما يوصي به ديننا الحنيف وتوجيهات رسولنا الكريم في تيسير أمور الزواج بقوله صلى الله عليه وسلم: اذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه,او كما قال صلى الله عليه وسلم, فالرسول الكريم اشترط توفر الدين والأمانة فقط, كما أمر صلى الله عليه وسلم بتقديم مهر ولو خاتما من حديد وقال للآخر ولو بتعليمها آيات من القرآن الكريم وقال لآخر:أولم بشاة فهذه التوجيهات القيمة من رسولنا الكريم تدل على تيسير أمور الزواج إذا توفر شرطا الدين والأمانة, كما أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: (يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج,,) الى آخر الحديث.
فعدم التمشي بهذه التوجيهات الكريمة والجري وراء المظاهر والتقليد والمفاخرة نتج عنها هذه السلبيات وكانت سببا في اضطرار الشباب الى البحث عن مصادر للتمويل لتغطية تكاليف مشروع الزواج عن طريق طلب مساعدات من الجمعيات الخيرية او طلب سلف من الجهات المختصة او الحصول على ديون بفوائد مرتفعة, كما يؤدي ذلك أحيانا الى ان يختار الشاب الزوجة ولكن يمضي عليه عدة سنوات وهو غير قادر على اتمام الزواج لعدم استطاعته توفير متطلباته وهذا مما تسبب عنه اتجاه كثير من المواطنين الى البحث عن الزواج من خارج المملكة رغم ما يحصل من ذلك من مشاكل عائلية واجتماعية وتعطيل لكثير من بنات الوطن.
وفيما اعتقد انه لابد من توفير عدة أمور لمعالجة هذه الظاهرة ومنها:-
- تسليط الأضواء على هذه الظاهرة من العلماء وخطباء المساجد والدعاة والمرشدين بالنصح والارشاد لأولياء الأمور وايضاح ما قد يترتب على ذلك من المضار والمفاسد الاجتماعية
-عقد الندوات من قبل كثير من المختصين من الادباء والمفكرين لمناقشة هذه الظاهرة واقتراح الحلول المناسبة.
- توجيه وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة في المساهمة والتوجيه في معالجة هذه الظاهرة.
- ان يحاول الشباب من الأبناء والبنات اقناع ابائهم واولياء أمورهم بتسهيل أمور الزواج وان الهدف من الزواج هو المشاركة في الحياة والاستقرار العائلي وتكوين الأسرة وتربية الأولاد والتمشي مع سنة الحياة.
الاختصاصي الاجتماعي بمركز الأمير سلمان الاجتماعي سليمان بن عبدالله البطاح كان له رأي في هذه المسألة وعدد جوانب سلبية تؤجج الظاهرة أوردها كالتالي:-
بعض العادات والتقاليد التي أصبحت جاثمة على صدورنا في بعض المجالات ومن أهمها ارتفاع المهور حيث إن ولي أمر الفتاة يعطي التصرف المطلق لمن ليس لديهم مسئولية نحو أبنائهم هذا من جانب والجانب الآخر هناك أقارب الفتاة كل يريد نصيبه من هذا وربما لاتأخذ المعنية بالأمر شيئا من مهرها فيجب على المتقدم أن يأخذ بعين الاعتبار هؤلاء الأقارب ليعطيهم هدايا وأموالا خلاف أقاربه هو وهذه المبالغ طبعا من حساب المتقدم المسكين كما أن بعض الآباء سامحهم الله يغالي بالمهر لكي يبعد المتقدم لابنته ليستحوذ على راتبها إذا كانت موظفة، يضاف الى ذلك التباهي بين الناس حيث يريد فلان أن يكون زواجهما في الفندق أو في صالة معينة كذلك النظرة القصيرة (الوقتية) من قبل المجتمع للحياة الأسرية للابن أو الابنة بحيث يكون همهم الوحيد ما يحدث في ليلة الزفاف من لباس للزوجة ودعوات وما يقدم للمدعوين وتلك الأواني المذهبة والمزركشة وأن يقال حفل فلان على فلانة راق.
أما ماسيحدث بعد الزواج فلايعطى الاهتمام المطلوب من البحث والتحقق وهنا لاأعمم ذلك ولكن هناك فئة تتأثر بآخرين ممن يطالبون بمهور عالية.
كما أن الفتاة لها دور في ارتفاع المهور بسبب اعطاء الفتاة حرية التصرف بليلة الزفاف فالمقياس عند هؤلاء هو مستوى الحفل وبالتالي تكون الأعباء على الزوج فلا يستطيع تحملها.
والتباهي من قبل الزوج لأن هناك في مجتمعنا أناسا لايطلبون قليلا أو كثيرا ولكن حب المظاهر لدى الزوج وأهل الزوج لمكانتهم الاجتماعية أمام أقارب الزوج تفرض عليهم دفع مبالغ مساوية للمكانة الراسخة في أعينهم على حد زعمهم وحسب تقديرهم هم ,, واشار الى أن غلاء المهور يكون سببا غير مباشر في عدم استمرارية العلاقة بين الزوجين بسبب الديون المتراكمة على الزوج لقاء دفعه المهر ومستلزمات ليلة الزفاف وبذلك لايستطيع الزوج استمرارية العلاقة بينه وبين زوجته لعدم قدرته على دفع مصاريف الزوجة وما يترتب عليها من سكن ومتطلبات اجتماعية أخرى فيضطر الزوج أسفا الى بتر العلاقة الزوجية ليتفرغ لسداد ديونه.
رأي من قطر: الظاهرة خليجية
منصور المنصوري 38 عاما من دولة قطر قال: كانت تكاليف الزواج في الماضي لاتتعدى جهازا بسيطا للعروسة كما يحكي لنا أجدادنا كانت عبارة عن 3 ثياب أو 4 تخيط للعروسة ومسافع (شيال) جديدة وليلة حناء قبل زواجها كذلك بعض الحلي التي كانت في الغالب من الفضة أما عن المهرفقد كان مهر العروسةفي السابق بسيطا يدفع على شكل جنيهات من الذهب او الفضة او قطيع من الغنم كمقابل أو كم رأس من الابل او على شكل نقود لاتتعدى ربع أوثلث المبالغ التي تطلب الآن, تغير الزمن وزادت مطالب المرأة واختلف الوضع ولانستطيع ان نطبق ما كان في الماضي على الوقت الحاضر خاصة في بعض الامور التي تعد من ابرز مطالب المرأة يوم زفافها مثل الحلية التي كانت ومازالت احد مظاهر الفرح الرئيسية للعروسة وقد اعتدنا أن تلبس العروسة حلية جديدة يوم زفافها وفستانا جديدا وكما ذكرت كانت الحلية في الماضي من الفضة واليوم لامكان للفضة بل الذهب الذي يحتل الصدارة في المقام الاول وعلى مستوى ارقى واعلى الالماس ولكن ماهو الحل إذا كانت ظروف الزوج او العريس من الناحية المالية لاتسمح له بشراء الشبكة من الالماس او الذهب ماذا تفعل وقتها الفتاة الخليجية؟,, بالطبع الواقع يقول انها سترفض وسترفض بشدة لانها لاتقبل بعريس صفر اليدين والظاهرة التي نعيشها اليوم ان فتيات اليوم يوقفن نصيبهن بل يربطونه بحلية يشترينها من محل معين وبسعر معين او فستان فرح او مهر ثمنه مرتفع أو شريط الزفة الذي يصل سعره إلى أسعار غير معقولة في كثير من الاحيان ونجد الكثيرات يرفضن بسبب انه لايستطيع السفر بها الى الخارج واذا قال العريس المسكين ان هذه هي امكانياتي يقولون استلف, وتبدأ حياته بالديون وتنتهي الرحلة بالفشل المؤكد,للأسف ان تتغير النظرة، فقد كان الرجل الكفؤ هو الذي يشترى مهما كانت حالته المادية كان يضمن الوالد سعادة ابنته مع رجل صالح مستقيم الآن الويل والرفض لكل من يقترب وهو صفر اليدين لامكانة له إلا عن طريق الزواج بواسطة الجمعيات الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج وظهور جمعيات خيرية لمساعدة الشباب على الزواج خطوة ايجابية يجب دعمها ومساعدتها مادياً ومعنوياً ويجب ان تتخذ هذه الجمعيات مجالا آخر في وظائفها.
وهو محاولة دعوة المجتمع وتنبيههم إلى الأمور الخطيرة التي تترتب عليها تكاليف الزواج الباهضة والتأكيد على ما حثنا عليه صلى الله عليه وسلم من التيسير لا التعسير قال صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار لكلا الطرفين ومازلنا بخير إذا اقتدينا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كذلك لابد من توعية المجتمع الخليجي الذي اصبحت المظاهر والتقاليد -في هذا الشأن- تتحكم فيه اكثر من العادات والتقاليد خاصة بالنسبة لفئات الشباب والشابات.
قبول مثل هذه الظاهرة كما نشاهدها على نطاق ضيق يدل على وعي المجتمع وادراكه لاهمية هذه الخطوة التي تجسد في المقام الأول معنى التعاون الذي حث الله عليه ويجب ان لا ننسى ان يد الله مع الجماعة.
عانس بشروط والدها
هناء 45 عاماً لم تتزوج والسبب كما تقول بعبارات كلها أسى واسف اصرار والدي على شروطه التي بلغت من القسوة أكبر مما تتوقعوه هي التي أوصلتني إلى سن 45 دون زواج,, ذهبت أحلى وأجمل أيام عمري ذبلت زهرة شبابي فادركت ان العمر ذهب فكرست بقية حياتي في طلب العلم والحمدلله انامؤمنة بأن كل شيء قسمة ونصيب ولكن أتألم عندما أتذكر تلك الأعداد الكثيرة الكثيرة من الشباب الناضج الواعي المستقيم الذين تقدموا لي وكيف كان أبي يرفض بحجة أنهم لن يستطيعوا دفع تلك التكاليف الباهظة التي كانت في غاية القسوة على الرغم من انني غير دارية بكل ما كان والدي يشرطه على أي عريس يتقدم وبذلك كان يحرمني من فرصة الاختيار لان العريس كان ينسحب بظنون انها شروطي وهم لا يعلمون أنها شروط والدي ووالدتي التي تسهم مع والدي في القضية انني الآن نادمة أشد الندم لانني لم اتخذ موقفاً حاسماً حازماً أمام والدي والعجيب في الأمر انهم مازالوا مصرين على ان جلوسي في منزل والدي افضل بكثير من ان يأخذني انسان ابدأ معه من الصفر, عفواً والدي أليست هذه حياتي فلماذا كل تلك الشروط المكلفة أليس من حقي أن أختار؟ أليس الشرع سمح لي أن أقول نعم أو لا؟
وعند سؤالنا لها هل مازالت تفكر في الزواج قالت: بالطبع لا لأنني اندمجت اندماجاً كاملاً في حياتي العلمية وهذا انساني فكرة الزواج, ثانياً: لانني وصلت إلى سن متقدمة بقي من العمر 5 سنوات فقط واصل إلى سن اليأس فمتى سأخلف ومتى سيكبر اطفالي وكيف سأرعاهم؟!
س, العجمي 39 عاماً من الطائف قالت كل من تقدم لخطبتي يفضل الانسحاب حينما يسمع عن مبلغ قدره مائة ألف ريال يطلبها والدي فيقرر الخاطب الانسحاب ليس فقط لأن المبلغ كبير بل لأن عمر العروسة أيضاً كبير فيفضل ان يدفعه في عروسة في مقتبل العمر على عجوز مثلي في نظر مجتمعي العزيز,, فهم يلتمسون العذر للجاني وهو والدي ووالدتي التي كانت تشارك والدي في العناد والاصرار على الحاق العريس المتقدم بتكاليف الفرح كاملة حتى وصلت إلى هذه السن التي يعتبرها مجتمعي جريمة اعاقب عليها وللأسف الشديد ان تلك الشروط التعجيزية للعريس المتقدم لم تكن من أجل مصلحتي وسعادتي لو كنت أعلم ان ذلك من اجل سعادتي لم اكن ابالي ولكن السبب الحقيقي هو جشع وطمع والدي في راتبي الذي يصل إلى 10 آلاف ريال يأخذه مني كل شهر هو السبب الحقيقي وراء رفع والدي تكاليف المهر وبقية الأمور المتعلقة بالحلي وتكاليف يوم الفرح بل وشرطه على كل من يتقدم ان الراتب ليس لي بل له اي لوالدي يستلمه كل أول شهر.
سامحك الله ياوالدي لقد منعتني من أن امارس حقي الشرعي الذي اباحه الشرع لي متى اكون اما امارس في الحياة معنى الامومة حتى اصبح الكثير يظنون انني معقدة لانني لم اتزوج ويتجنبون التعامل معي حتى لا اصيبهم بالعين لانني محرومة من الزواج فليعلم انه كثيراً ما يكون للوالدين اليد الطولى في هذا الموضوع فليرأفوا بنا.
فستان الطلاق
هذه القصة واقعية حملتنا صاحبة القصة امانة ان نحكيها دون ان نذكر اسمها حتى تكون عبرة لمن يريد ان يعتبر تقول قمت بترتيب تجهيزات الفرح وكان اكثر شيء يهمني ان اتميز به في تلك الليلة هو الفستان فقد اخذت اجهز لهذا الفستان لمدة 6 شهور كاملة لم يبق مشغل على مستوى الرياض وجدة لم أدخله ولم يكن هناك شيء يعجبني كنت اريد فستاناً غريباً اتميز به اريد فستاناً تصل غرابته إلى حد الجنون وهو الجنون بعينه حينما اتذكر ما فعلته ولم اكن أعلم انني وقتها كنت انسانة تركض خلف الشهرة وحب التميز والسمعة أمام الناس وخاصة الصديقات ونسيت التوفيق والسعادة الحقيقية التي من المفروض ان اطلبها من الله سبحانه,, المهم انني أخيراً توصلت الى هذا المشغل الذي وجدت فيه ضالتي ولقد ساعدني الكثير من الصديقات للوصول إلى هذا المشغل ذي الأسعار الخرافية وللأسف انني لم اجد من بين الصديقات اي واحدة منهن تنصحني او تنبهني بخطر ما انا اركض اليه الكل كان يشجعني على الغلط ماعدا والدي ووالدتي ولكن للاسف لم أعي بما كانوا يقولونه إلا بعد ان وقع الفأس في الرأس كلفني فستان الفرح 80 ألف ريال وعند هذا المبلغ نقف وقفة طويلة 80 ألف ريال من أجل فستان يلبس لمدة لاتزيد عن 4 ساعات ثم يعلق في الدولاب بقية العمر كان والدي يكرر مراراً بأن المال لا نأتي به من الشارع,, وهناك المحتاجين الذين لا يجدون ربع ولا اقل بكثير من هذا المبلغ ولكن كنت اصر على عنادي وكنت احاجج أبي وأمي بأني ابنتهم الوحيدة الكل ينتظر ماذا سيفعل والداي لي يوم زفافي ويعلم الله ان كلام الصديقات له ابلغ الاثر في هذه الافكار ولو يعلمون كيف كانت فرحتي غامرة بالسعادة كدت اطير من الفرح حينما استلمت فاتورة من المشغل مكتوبا فيها قيمة فستان الفرح 70 الفا كنت اريد ان اغيظ بها زميلاتي في الجامعة التي اصبحت مجتمعا موبوءا بالركض والسير خلف الموضة والشهرة والمظاهر الكاذبة المخادعة المزيفة وكله راجع إلى عدم الثقة بالنفس.
وسرعان ما انتشر الخبر في الجامعة بل اجزم انه انتشر في كل حي من احياء الرياض وبالطبع الكل يحلف انه شاهد الفاتورة بعينيه حتى يكون الخبر حقيقة وليس اشاعة فالفاتورة دليل قاطع وباختصار فالفستان لم يكن كل شيء في زواجي ولم يكن المنقذ من الطلاق بل ربما كان بداية الفشل الذريع لزواجنا ولم يزل اضحوكة ومجال تندر لكل من عرف قصتي.
وأكدت مها السديري صاحبة مشغل فساتين نسائية ان الظاهرة غريبة وبدأت بشكل مزعج في مجتمعنا الخليجي وتشكل صورة خطيرة على مستقبل الفتيات والمجتمع، منادية للعمل على الحد منها بدءا بأولياء الامور الذين ساعدوا في مواقفهم السلبية تجاه البنات بشكل واضح في انشاء وانتشار الظاهرة إذ أنهم يقدمون لهن الاموال دون محاسبتهن عن كيفية الصرف فكثير من الفتيات المقبلات على الزواج يأتين الى المشغل حتى نجهز لهن جهازهن وحينما نسألهن عن فستان الفرح كثيرا ما تكون الاجابة انه من الخارج وأنها ستكتفي بتجهيز الباقي من الفساتين في مشاغل,, وفستان الفرح من الخارج يكلف 70 ألف أو 50 ألف وقد يصل المبلغ إلى 100,000 ريال تلبسه العروس سويعات ليلة زفافها وتفخر به ولكن ماذا بعد تلك الليلة؟ ربما عدم التوفيق وقصص الطلاق التي نسمعها بعد الانتهاء من ليالي زفاف باهظة التكاليف ثم بعدها يسألون ويبحثون عن عدم اسباب التوفيق وليتهم يدركون وقتها انها التكاليف الباهظة التي يواجهون الناس بها ويتنافرون فيما بينهم واستغرب اكثر من موقف الاباء والامهات الذين يتحججون بأنها ليلة الفرح الوحيدة والاولى والاخيرة لابنتهم او ابنهم والسؤال هنا هل التعبير عن الفرح يكون لفستان زفاف يصل ثمنه إلى حد هذا السعر الباهظ.
لماذا نبتعد عن الواقعية والمنطقية في التفكير؟ لماذا أصبحنا نعبر عن سعادتنا عن طريق الماديات؟ لماذا أصبحت الشهرة والموضة هي التي تتحكم فينا؟ أليس من الممكن عمل فستان فرح جميل وعلى ذوق العروسة وبسعر معقول فالمشاغل متوفرة وشركات الخياطة والملابس الجاهزة مناسبة واسعارها في متناول الجميع والخياطون متوفرون ولكن القناعة ليس لها وجود,, حتى الذوق اختفى فنجد العروسة تظهر بمظهر وبشكل غريب عجيب لايهمها ذلك المهم لديها القيمة والثمن وليس الشكل وفي النهاية يطلبون التوفيق.
الواقع يفرض ارتفاع تكاليف الزواج
الدكتور صالح المحمود - تبوك قال في مشاركته: لعل من ضمن اسباب ارتفاع تكاليف الزواج في وقتنا الحاضر هو حال بعض الشباب اليوم هداهم الله
يتزوج البعض من اجل راتب الزوجة فيضطر الاهل إلى أقصى الشروط لمعرفة هل هو متقدم من اجل راتبها أم من اجل ابنتهم نفسها؟ وكلما كانت الشروط قاسية ومكلفة وكان العريس موافقا عليها كلما كان هو المناسب في نظر الاهل, وإليكم ما حصل مع رفيق عمري مع ابنته الوحيدة يقول صديقي انه لم يكلف ابن الناس اي شيء عندما تقدم لخطبة ابنته الوحيدة فقد اخذ منه فقط 500 ريال عند عقد النكاح لانه ميسور الحال وكذلك العريس كان ميسور الحال فوافق والد العروسة ان تسكن مع اهل زوجها ولم يكلفه شيئا سوى ان يحليها بحلية بعد زواجهم وافق العريس على هذا الشرط الذي لم يدون بل اتفقوا عليه بطريقة ودية وظن والد العروس انه كسب رجلا عند كلمته المهم ما حصل بعد الزواج حينما ذكرته العروسة بذلك الشرط فكانت الصدمة حينما قال لزوجته لا يوجد احد يطعم السمكة بعد اصطيادها؟
اختلاف النظرة للزواج أفرز هذه الظواهر
ورأت المواطنة موضي المهيدب - ام بندر - 58 عاما من الدمام: ان ارتفاع تكاليف الزواج سببه اختلاف النظرة للزواج في الماضي عن الوقت الحاضر فقد كانت الفتاة تنظر إلى الزواج على انه استقرار وسعادة وخدمة للزوج والاولاد والمنزل الذي سوف تنتقل اليه كبيرا كان او صغيرا وكانت الفتاة تخرج من بيت والدها وهي مدركة تماما انها ستنقل الى مسؤولية اكبر كانت تشارك زوجها همومه من اول يوم تدخل فيه نزلها الذي هو في حقيقة الامر مملكتها التي تديرها بحسن تصرف وادراك اكثر لمعنى المسؤولية كان يكفيها القليل وتقنع به وترضى بذلك الوضع,, الان مع بنات جيل اليوم مختلف تماما تتزوج الفتاة لتغير من الروتين في بيت اهلها تمعنوا في هذه العبارة التي اسمعها كثيرا من احفادي تتزوج حتى تسافر إلى الخارج او حتى تلبس ملابس جديدة وجهاز جديد من اوله إلى آخره تتزوج من اجل الحلي او من اجل ظاهرة سخيفة ظهرت في الاونة الاخيرة وهو شريط الزفة الذي يكلف تكاليف اضافية ليس لها اي معنى,, وسرعان ما تنقضي ايام شهر العسل هذا المسمى الغريب الذي يحدد السعادة في شهر واحد حتى بعدها تفاجأ العروسة بعد الدلال والسعادة بالجدية والمسؤولية فتكثر بعدها حالات الطلاق والخلاف باختصار ارتفاع تكاليف الزواج سببها الاول والاخير هو اختلاف النظرة الى الزواج.
الظاهرة خليجية
ناصر بن فهد آل الشيخ من الرياض: أشار إلى انه لا تكاد تخلو جلسة من جلسات مجتمع الرجال دون الحديث عن موضوع ارتفاع تكاليف الزواج,, فهذه الندوات الدينية تحث اولياء الامور على النظرة السليمة للزواج واختيار الرجل الصالح وليس البحث عن الذي لديه امكانيات اكثر وهذه اجهزة الاعلام تحاول ان توصل هدف وفكرة ومضمون الزواج لاولياء الامور ولاشك ان هذا الموضوع يتطلب منا ان نضع له نقاطا عديدة ويعتبر من الامور التي يطول شرحها اولا دعونا نقول اننا يجب ان نكثف جهودنا ضد اولياء الامور الذين يطالبون ويصرون على تكاليف باهظة مقابل الموافقة على زواج ابنته فقد تظل هذه الابنة في المنزل سنوات طويلة من دون زواج ويكون والدها او والدتها وراء ما يحصل بسبب شروط قاسية لا يتحملها عريس متقدم في مقتبل العمر والحياة العملية وليس في جعبته مهر قدره 100,000 او ما يزيد او فلة ملك او امكانية السفر إلى الخارج لاكثر من دولة وهذه حقائق لا يستطيع احد ان ينكرها تحدث في وسط مجتمعنا الخليجي على نطاق دائرة اوسع من مجتمعنا السعودي,, هؤلاء الفئة ليس هدفهم سوى المصلحة وللاسف ان يكون هذا هو هدف الوالد او الوالدة لانهم لو يعلمون ان سعادة البنت الحقيقية هي التوفيق بعد الزواج وحسن اختيار الرجل الصالح ذي الدين والسيرة الحسنة والرضا بين الطرفين ولا يكون احدهما مجبورا على الآخر لما فكروا في هذه الماديات والكماليات الزائفة الزائلة.
فنيات بالتسعيرة
ومن جانب آخر لقد اثار هذا التحقيق غضب كثير من الفتيات فهن يؤكدن على ان الفتاة تستحق ان يدفع فيها مهر غال وحلي ثمين وفستان مميز وليلة فرح يذاع صيتها مادامت جميلة مادامت مثقفة متعلمة وأمور عديدة منها ما ذكرته,, مها المنديل تقول: في البداية اود ان اوجه رسالة قصيرة إلى شبابنا حينما توقع احدانا على عقد زواجها فإنها في لحظتها توقع على عمرها الذي سوف تعطيه لزوج غريب عنها هل يستحق هذا الرجل الغريب الذي سيصبح بعد التوقيع زوجها ان توقع على عمرها مقابل ريال او 500 ريال او حتى 40 ألف ريال.
اتوقع ان المسألة تستحق اكثر من هذا بكثير وتكمل الحديث نورة الحمراني هل يكون اثاث المنزل أغلى مني؟!
أعتقد في هذا الزمن ومع القاء نظرة بسيطة على حال شبابنا تحكم الظروف ان يكون المهر غالي الثمن او اي شرط مكلف يقوم به الزوج وهذا الحديث لم يأت من فراغ بل من قصة واقعية عشت احداثها أنا بنفسي مع زوجي الطرف الثاني للقصة فقد كان زوجي يوم زواجي مستعدا ان يدفع مهراً قدره 40 ألف ريال وعلى ما اعتقد بأنه مبلغ مناسب في متناول الكثير من الشباب في سن العمل,, ولكن احب والدي ان يعمل موقفا بطوليا امام رجال قبيلتنا فأرجع المهر الى زوجي واكتفى فقط ب500 ريال على الرغم من ان حالة والدي متوسطة الحال المهم ماذا حدث بعد ذلك بعد مرور تقريبا عام من زواجنا بدأت بعض الخلافات البسيطة التي تحدث بين اي طرفين وهذا ليس بغريب ولكن الغريب هو ان زوجي في كل خلاف يقع بيننا يذكرني دائما بأنه اخذني ب500 ريال فقط وان اثاث المنزل اغلى مني بكثير لانه دفع في الجماد اكثر مما دفعه في انسانة,!!
هذه الانسانة هي زوجته للاسف لم يحفظ زوجي جميل والدي في عدم تكليفه بأي شيء ثمين فقد جهزني والدي من كل شيء على الرغم من حالة والدي المتوسطة ولكن ما حدث كان ان جازاني زوجي انا ووالدي بأنه تزوج علي بأخرى وقد دفع فيها مهر قدره 70 ألف ريال هذا اضافة إلى انه تحمل تكاليف الزواج كاملة وحينما علم والدي بذلك رفض ان اعود إليه حتى دفع لي مثل ما دفع للثانية 70 ألف ريال حتى لا يردد تلك الجملة السخيفة الناكرة للجميل والمعروف انت فقط ب500 ريال وفعلا لقد محيت هذه الجملة من ذاكرته تمام حينما دفع لي 70 ألف ريال رضاوة لي حتى اعود مرة اخرى له,, إذا كيف يدعي رجالنا بأنهم غير قادرين على دفع مهر قدره 20 ألف أو 40 ألف عند الزواج ولكن نجد ان هذه الاموال تظهر حينما يريد شراء سيارة جديدة او يريد زوجة اخرى وقتها يظهر كل ما لديهم من مال,, كيف يدعون بانهم لا يستطيعون جمع هذا المبلغ وهم يدفعون اضعافه خارج البلاد.
ماذا يريد الرجل هل تريدون ان تخرج المرأة في هذا الزمن من بيت والدها الى بيت زوجها دون اي تكاليف من الزوج لزوجته هل سيقدرها ويحفظ كرامتها إذا اخذها بمبلغ زهيد ام سيحصل مثل ما فعله زوجي معي وأشياء اخرى انتم تعرفونها وقصص من الواقع تحكي ما هي النهاية المعتادة.
رأي مؤيد من البحرين
أم سعود من البحرين تؤيد رأي الاختين السابقتين وترى انه لابد ان يكلف الرجل بعمل الفرح اودفع مهر غال حتى يعرف قيمة عروسته والسمة الغالبة على مجتمعنا الخليجي انهم يبحثون عن الغالي الثمين انه يبهرهم يجذبهم فيقدرونه اكثر وللاسف ان نطبق الماديات على المرأة فتكون الاغلى مهراً هي المرغوبة اليكم ما حصل بين افراد قبيلتنا اتفقوا على الا يزيد المهر عن 15 ألف ريال حتى ييسروا الزواج على شباب القبيلة دون تكاليف فكانت المفاجأة بأن تزوج جميع ابناء القبيلة من خارج بنات قبيلتنا وقد دفعوا مهوراً أغلى مما حدده شيوخ قبيلتنا فالواقع يقول ان شبابنا لا يرضيهم قليل ولا كثير.
وللاسف ان تكون الماديات هي محور اهتمام ومتناول حديث العروسين والمجتمع والاسر قبل حفلة الزفاف ويترك مضمون الزواج والهدف منه.
الزواج الجماعي هو الحل الأمثل
خالد حسن القحطاني - 45 عاما من جدة قال: هنالك ظاهرة اسراف زادت عن الحد المعقول في بعض قرى المملكة فمن المعروف ان اجازة الصيف تشهد العديد من مناسبات الافراح وحفلات الزفاف على مستوى القرى والمدن,, فنجد على مستوى القرى كما هو الحال في قرى منطقة عسير والباحة في كل قرية فيها مالا يقل عن 10 منازل تحدث فيها مناسبات زفاف على سبيل المثال وبما ان افراد القبيلة في الغالب اقارب وجيران وتربطهم صلات وثيقة نجد ان العروسة تخرج من منزل والدها الى المنزل المجاور بطبيعة تجاور المساكن في القرى وموضع الحديث هنا لماذا لاتعمم فكرة الزواج الحماعي الايسر مجهودا والاقل تكلفة بدلا من مظاهر الاسراف والذبائح والولائم التي ترمى وتلقى في القمامة.
والظاهرة المملة التي تحدث في كل عام عند الذهاب الى قريتنا اننا نرتبط كل يوم بعزيمة عشاء او غداء في كل منزل على حدة بسبب مناسبات الافراح فيحدث هناك نوع من التكرار والملل وعدم وجود فرصة للتنزه والخروج لارتباطنا بمثل هذه المناسبات ولكن اقبال بعض مشائخ القرى على الحث على ظاهرة الزواج الجماعي خطوة ايجابية بدأت تأخذ وتعمل بها بعض القرى بالتنسيق بين العوائل.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved