نويت السفر,,,, حجزت الوجهة,,,, لبست احسن الثياب,,,, اقلعت إلى الوجهة,,,, أثناء الرحلة,,,, قيل لي ان الوجهة تغيرت!! أنت ذاهب إلى عالم غريب,,, لا يعجبه لبسك! ولا يتكلم لغتك! ولا يفهم ماذا تريد فقط ما يُريد!! ارتبكت وتملكني الحزن,,,, نعم الأسى,, هل سأقابل بشراً؟! يا الله,,, عقدت العزم,,,, لمست الأمل وقابلت هؤلاء البشر,,, عالم التوحد,, وجدته عالماً رهيباً,,, نعم خفيف,, نعم يسمعك ولا يجيب,, نظرات بريئة,,, نظرات غريبة,,, نظرات حائرة,,, ترقب ماذا تفعل؟ هل تأمن لك؟ هل تطمئن منك؟ تخافك تارة،، ترتاح لك تارة،، تنظر إليك نظرة تطلب فيها الحنان,,, تطلب فيها العطف,,, تلتمس منك ان تفهم عالمها,,, ان تفك طلاسم تفكيرها,,, يا الله,,, عالمهم رهيب,,, وجدت طفلا يلمس يدي,, يضعها على وجنتيه,,, يعبر وهو لا يتكلم,,, يقول نعم,, انا العالم الغريب ,,, انا العالم الرهيب,,, انا طفل التوحد,,, عالمي خفيف,,, احاول فهم عالمكم الغريب,,, نعم أبي نعم أمي انتم في عقلي غرباء!!! آسف أبي آسف أمي,,, لا اقصد أن اجرحكما,,, أنالا أعرفكما,, أنتم معي,, تحاولون دخول عالمي,, هل اخذتم الزاد؟,, إن الرحلة طويلة,, أبي أمي أنا طفل التوحد,,, انتم معي,, تسهرون من اجلي,, أنتم معي,, تكافحون من اجلي,,, انتم معي روح داخل روحي,,, لا تأسوا على حالي,, لا يتملككم الحزن,,, أنني أشعر بكما,, أراكما,, ولكن اعمل ما يمليه عقلي الصغير لي,,, نعم أنا كذلك لأني طفل توحدي,,, هذه مقدرتي,,, هذه مخيلتي,,, هذه معرفتي,,, هذه حياتي,,, بلامعين,,, ساكون كذلك,,, نعم كذلك مدى حياتي,,, إلى ان يفك طلاسم تفكيري عالم البشر،،، إنها رحلة طويلة!!! في نظري جميلة!!! في نظري بديعة!!! في نظركم مريبة!!! في نظركم غريبة!!! نعم أنا طفل توحدي.
ياسر بن محمود الفهد
والد لطفل توحدي