* كتب سعد العجيبان:
يرعى صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل امير منطقة عسير صباح يوم الاثنين القادم 27/4/1420ه الموافق 9/8/1999م فعاليات حملة تنظيف البيئة الثانية التي تنظمها مؤسسة اغذية الصافي بمنتزه الأمير سلطان بن عبدالعزيز بالقرعاء بمدينة أبها وذلك بمشاركة أكثر من خمسمائة شخص متطوع ومستأجر.
ذكر ذلك العضو المنتدب لمؤسسة أغذية الصافي محمد بن عبدالعزيز السرحان.
وقال في حديث للجزيرة ان اطلاق مثل هذه الحملات الوطنية يعد توجها بمؤسسة اغذية الصافي للاقتراب من المستهلك وهمومه بطرق مختلفة وفيما يلي نص الحديث:
* هذه هي الحملة الثانية التي تتبناها المؤسسة لتنظيف البيئة,, كيف ترون تجربتكم في هذا المجال؟
- مبدأ اطلاق مثل هذه الحملات الوطنية هو توجه في مؤسسة أغذية الصافي للاقتراب من المستهلك وهمومه بطرق مختلفة، ومن هذه الطرق الاهتمام بالشأن الاجتماعي، وفي الحقيقة تولدت لدينا قناعة بان المستهلك الآن أصبح على درجة كبيرة من الوعي بحيث ان المنتجين الآخرين عندما يسوقون منتجاتهم بشكل مباشر، على ان هذا المنتج هو الافضل من بين المنتجات الاخرى,, وهذا منحى سأم منه المستهلك,, ومن هنا فإننا نهتم في الصافي بهموم وشؤون المستهلك الاجتماعية، ولا يخفى عليكم الاتفاقية مع جمعية الاطفال المعاقين، وكذلك التبرع لوحدة غسيل الكلى في مستشفى الامير سلطان في مدينة الخرج، وغيرها من المبادرات الانسانية والاجتماعية,, اما بخصوص تبني حملات تنظيف البيئة فنحن بدأنا في هذه المبادرة العام الماضي وكانت النتائج سارة جدا وفوجئنا بالتفهم الكبير ليس من قبل المشاركين والمتطوعين وانما ايضا من قبل الجهات الرسمية التي وجدنا منها تعاونا كبيرا وكذلك اجهزة الاعلام التي تفاعلت مشكورة مع الحدث, ومن هنا فقد رأينا هذا العام ان نعمم الفائدة وألا نقصر هذه الحملات على المنطقة الرئيسية التي يوجد بها مقر المؤسسة وهي الرياض وانما ننفذها ايضا في مصائفنا الجميلة التي يتواجد فيها الناس بكثرة واخترنا مدينة ابها لتنفيذ هذه الحملة بها هذا العام.
* وهل ترى ان توقيت اختيار هذه الحملة مناسب؟
- الحملة سيتم تنفيذها في النصف الاول من شهر اغسطس وهذا الوقت يرتبط بحدثين مهمين، الاول هو الموسم السياحي حيث ان اغسطس كما نعلم هو قمة الموسم السياحي، والحدث الثاني هو التزامن مع دورة رياضية كبيرة تقام في مدينة ابها وهي دورة الصداقة الدولية على كأس صاحب السمو الملكي الامير عبدالله الفيصل، وهذا يعني انه سيتواجد كثير من الشباب وهذه فرصة مواتية ووقت مناسب لغرس مفهوم التوعية البيئية في نفوسهم.
* ما الايجابيات التي افرزتها الحملة الماضية,, وما المكتسبات التي خرجتم بها؟
- اولا : ولله الحمد من نتائج الحملة الايجابيات اكثر من السلبيات حيث ربحنا أهم مكتسب عرفناه وهو ان المهتم بالشأن البيئي عنده الاستعداد بأن يقوم بالعمل التطوعي هذا ما لمسناه بشكل مباشر لا يقبل التأويل، ومن شواهد هذا الامر انه كان معنا في الحملة الاولى احتياطا عدد من العمال الى جانب المتطوعين وكنت انا مشرفا على الحملة وقد لاحظنا ان اداء المتطوعين يفوق من حيث الكم والاهتمام اداء العمال بشكل كبير جدا مع ان هؤلاء المتطوعين غير مدفوع لهم اي اجر وجاءوا على حسابهم الشخصي، وهذه حقيقة أهم مكسب خرجنا به، المكسب الثاني ايضا انه تبين لنا ان هناك فئات من المقيمين ليس فقط من المواطنين بإمكانهم ان ينخرطوا في العمل التطوعي إذا اتيحت لهم القناة المناسبة, كذلك من المكتسبات التي خرجنا بها اننا عرفنا تنوع شرائح المجتمع المهتمة بقضايا البيئة فهناك المسؤول والاداري والعسكري والطبيب والطالب.
* هذه الحملة تطوعية وترعاها مؤسسة أغذية الصافي,, هل تعتقدون ان القطاع الخاص قدّم ما يطلب منه في مجال حماية البيئة؟.
- أولا: الخطر البيئي محدق ولا شك، والمشكلة كبيرة جدا، ولا اعتقد شخصيا ان بإمكان الجهات الرسمية فقط حلها، ومن غير العدل ان تطلب من الجهات الرسمية تولي مهمة بهذا الحجم على حساب اولويات التنمية الاخرى، فلا بد من درجة كبيرة من وعي المواطن والمقيم، ولا بد ايضا من مبادرة الافراد والشركات والمؤسسات في القطاع الخاص للمساهمة في هذا الشأن, والذي نحتاجه في الحقيقة هو وضع تنظيم او اطار تنظيمي ينظم الجهود، واعتقد ان مبادرة مؤسسة اغذية الصافي تعد بداية حسنة اتمنى ان يتبعها مبادرات اخرى.
ونحن لاحظنا بعد نهاية الحملة التي قمنا بتنفيذها العام الماضي لم تقم أي مؤسسة خاصة بأي جهد بيئي، بل على العكس من ذلك لاحظنا بعض الجهات الرسمية تهتم بالشأن البيئي اكثر بعد مبادرتنا، مثل أمانة مدينة الرياض التي نظمت حملة تنظيف وادي حنيفة وايضا نفذت حملة تنظيف الاراضي الفضاء في الجنادرية والثمامة، وهذه مبادارت طيبة, والملفت للنظر في هذا الموضوع ان هذه الحملات التي نفذتها امانة مدينة الرياض حذت نفس الحذو وتم تنفيذها عن طريق مشاركين متطوعين، وهذا بحد ذاته مكسب لنا.
* ولكن السؤال لا يزال قائما، وهو لماذا لا تقوم المؤسسات والشركات بدورها في هذا المجال؟
- نحن في مؤسسة اغذية الصافي مستعدون بالمشاركة بخبرتنا ومساعدة من يريد تنظيم مثل هذه الحملات، ونحن نعمل على تدوين وتوثيق تجربتنا بحيث يستفاد منها بشكل اكبر.
* بانتهاء هذه الحملة البيئية في منتزه القرعاء,, هل هناك آلية للتعاون مع بلدية منطقة أبها في ان يحافظ على نظافة المكان حتى لا يعاد تلويث الموقع مرة اخرى؟
- نحن عندما نفذنا الحملة الاولى في الرياض حرصنا ان نترك في الموقع من الوسائل ومن الامكانيات ما يسمح باستمرارية نظافته وتعود المرتادين على المحافظة عليها، فتركنا هناك براميل للنفايات ولوحات ارشادية علقت على الاشجار، كما اقمنا معسكرا دائما لنظافة الموقع لكي يتم تنظيف الموقع مرتين في الاسبوع على الاقل, كما اقمنا مجمعا كبيرا لتجميع النفايات، وقمنا بالتنسيق مع شركة النظافة لرفع النفايات، ونحن نقوم ببعض الاحصائيات في الموقع كعدد المرتادين، وانماط التلوث، ونوعية القمامة هل هي بلاستيك أو ورق، وذلك بهدف ان يستفيد من هذه المعلومات احد الباحثين او الجامعات.
اما بالنسبة لمدينة أبها فسيتم التنسيق مع بلدية أبها إن شاء الله لأنه كما تعلمون الموقع المراد تنظيفه هو منتزه عام تحت ادارة البلدية التي تقوم بجهد طيب ولكن مع ضغط المصطافين هذه السنة نحن نساعدهم بجهد تكميلي، وسيتم التباحث معهم بشأن استمرارية تنظيف الموقع وترك مواقع للنفايات تكون ثابتة.
* متى سيتم الاعلان رسميا عن نادي الصافي لاصدقاء البيئة، واهدافه وخططه وبرامجه؟
- هذا النادي انبثقت فكرته من الحماس الذي لقيته الحملة الاول ومؤشرات النجاح التي خرجنا بها.
وقد اخترنا بعض النشطين في خدمة قضايا البيئة سواء من الاشخاص الذين شاركوا معنا في الحملة السابقة او بعض الاكاديميين وبعض الكتّاب وطلبنا منهم الانضمام لعضوية النادي وذلك بهدف ايجاد هيئة إشرافية على النادي، كما قمنا بوضع مسودة لنظام اساسي للنادي سوف يعرض ان شاء الله على الهيئة الاشرافية والتي نعد أول اجتماع لها، وقد كان بودنا ان يكون هذا الاجتماع لهيئة النادي الإشرافية قبل تنفيذ الحملة ولكن لضيق الوقت اعطينا الاولوية لتنفيذ هذه الحملة ولكن بمشيئة الله سيعقد اجتماع هذه الهيئة في غضون الشهر القادم.
ولا يخفى عليكم ان هذا النادي سيقوم بربط المهتمين بقضايا البيئة في إطار تنظيمي ترعاه وتموله الصافي بالكامل، الى جانب نشر الوعي البيئي والمساهمة في تعميقه بين افراد المجتمع والاتصال الفاعل مع الجهات ذات العلاقة لتحقيق تقدم واقعي في الحفاظ على البيئة,