عرضت مؤخراً في مدينة الرياض المسرحية الكوميدية الإنسانية لعبة الحياة من تأليف الكاتب المسرحي فهد الحوشاني وهي مستوحاة من مسرحية للكاتب الكبير الفرد فرج اخرجها للمسرح المخرج الشاب ناصر الباز.
العرض أتى ضمن عروض فرقة مسرح الشباب التابعة لمكتب رعاية الشباب بمنطقة الرياض الذي ترعاه وتدعمه الرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة بصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز,,حيث يتلقى الشباب كل الدعم والتوجيه والرعاية في كافة المناشط الثقافية، والعرض يشرف عليه سعد المطرود رئيس قسم الشؤون الثقافية بالمكتب.
النص
جسد النص بشكل موجز الطيبة العاجزة أو الطيبة الساذجة التي تزج باصحابها في بحر من المشاكل التي كانوا بعيدين عنها ولكنهم بغفلتهم يقعون فيها ليكسب الاشرار بسبب تلك الطيبة وليخسر الطيبون كل شيء,, ورغم أن هذه التيمة ليست جديدة إلا أن المؤلف نجح في حشد الكثير من المواقف والأحداث داخل النص التي امتعت الحاضرين.
الشخصيات
جسد الشخصيات عدد من الممثلين الشباب وقد شاركهم عضو الفرقة نايف خلف ملأ المسرح بحيويته وحضوره المسرحي وقد ساعدته خبرته ودراسته الاكاديمية على أن يظل ممسكاً بشخصية الطيب طوال العرض رغم ما تحمله تلك الشخصية من سمات ادائية جسمية وحركية اختلفت باختلاف المواقف والأحداث التي مرت بها الشخصية ولكنه استطاع أن يقود العرض مع زملائه حتى نهايته ممتعاً الجمهور الذي ملأ الصالة بأداء جيد.
مشعل المطيري
وهو من الشباب الذين تقدمهم الفرقة لأول مرة بعد مشاركات متميزة في مسرح الجامعة أدى بكل تميز دور اللص وكان بامكانياته الادائية الجسمية أحد عناصر العرض الناجحة.
خالد العمير
ممثل جيد له مشاركات سابقة مع الفرقة وقد أدى شخصية هامة في العرض وكان اختيار المخرج له في هذه الشخصية موفقاً نظراً لما يملكه هذا الشاب من قدرات جيدة في تقمص الشخصية لولا ما لوحظ عليه من نسيان النص أحياناً.
خالد الباز
وهو أحد الشباب الذين يتطور مستواهم الفني بسرعة ولكنه مايزال بحاجة أكثر للعناية بالشخصية التي يمثلها.
خالد العيان
ممثل شاب لأول مرة يظهر على خشبة المسرح في مثل هذه العروض وكان في مستوى جيد ومايزال بحاجة إلى اكتساب المزيد من الأداء المسرحي.
عزيز عبدالرحمن
ممثل جيد تقدمه الفرقة لأول مرة على خشبتها وهو ممثل خفيف الظل ويستطيع أن يقدم أكثر مما قدم في هذه المسرحية ولكن مساحة الدور المعطاة له قد حدت من قدراته.
الفنان بدر سليمان
استعان المخرج بالمطرب الشاب بدر سليمان ليشارك في العرض، حيث قدم وصلات غنائية موظفة توظيفاً درامياً جميلاً وكانت اضافة موفقة من المخرج, خاصة وانه تلاحم مع العرض بملابسه التي صممت خصيصاً لتناسب العرض بالاضافة الى موقعه المتداخل مع ديكور المسرحية.
السينيوغرافيا
منذ دخول المشاهد صالة العرض تفاجأ بذلك التكوين المبهر الذي ملأ الصالة وقد عمد المخرج منفذ السنوغرافيا الى تلمس ملامح النص المكانية والزمانية واضاف الكثير من الموتفيات والشموع وقطع الديكور التي جعلت المشاهد يقترب من زمان ومكان هذه المسرحية.
الإخراج
استطاع المخرج ناصر الباز رغم عمره الفني القصير أن يقدم عرضاً مسرحياً ممتعاً طوال الساعة ونصف الساعة التي استغرقها العرض ولولا طول بعض الوصلات الغنائية لما شعر الجمهور بوقت المسرحية, وقد كانت الحركة معبرة بشكل كبير وإن شكل جزء منها الناحية الجمالية أكثر وذلك بهدف أن المخرج يحرص على أن الجمالية للتكوين على الخشبة.
لقطات
* نادي الشباب يثبت دائماً انه الأبرز بين الأندية في المجال الثقافي ويكفيه كل عام انه يستضيف وينتج الكثير من العروض المسرحية والمناسبات الثقافية.
* امتلأت الصالة بالجمهور الذي كان متعطشاً للعروض المسرحية وكان طوال العرض متفاعلاً مع الممثلين.
* الخروج عن النص من قبل بعض الممثلين كان واضحاً وهو إن كان يضيف أحياناً نوعاً من الكوميديا إلا أنه ربما شتت ذهن الحضور إذ كان يساهم في انفلات الشخصية من الممثل ولعلهم قد لجأوا إلى ذلك بسبب أن النص ربما لا يحمل مواقف كوميدية كافية, لكن يبقى الخروج عن النص سلاحا ذا حدين ولعبة خطرة!.
* قدم لنا العرض مصمم الديكور خالد العباسي وهو بحق أجاد في تنفيذ ديكور كان مناسباً وموحياً, وقام بتنفيذ المكياج الفنان الموهوب عماد المديفر.
* عرض واحد من الفرقة لهذه المسرحية لا يكفي فما تزال الساحة بحاجة إلى العروض المسرحية التي يطالب بها جمهور المسرح فهل يتم عرض المسرحية مرة أخرى ولعدة عروض وفي مناطق مختلفة؟ هذا سؤال إلى الشؤون الثقافية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب.