Friday 6th August, 1999 G No. 9808جريدة الجزيرة الجمعة 24 ,ربيع الثاني 1420 العدد 9808


أبيات وأماكن
بلغة

يقول شاعر من البدارين من حرب:
السيل يسقي دار ]بلغة[ وفرقين
يسقي ديار مدهل للعشاير,.
مدهال اشيوخ للحرايب فزيعين
تذكر فعايلهم بكل الدواير
بلغة بئر ماؤه عذب في عالية نجد في آخر الحدود الادارية للقصيم مع المدينة المنورة تقع الى الجنوب من النقرة بحوالي 40 كلم بقربها جبال مشهورة مثل عاج - وماوان وأريك, وهي تقع في وادٍ يقال له وادي ]رغوه[,, وينتهي سيله الى وادي ساحوق, نزلها قوم من البدارين من حرب عام 1375ه وقد أصبحت الآن هجرة تضم عدداً من الدوائر الحكومية قريبة منها آثار عمارة واضحة مثل الأرحية الكبير وبقايا الزجاج الملون - والفخار - وأثار التعدين - خاصة قرب جبل يقع شمالها يسمى ]أم زرايب[ وبلغة هذه كانت في الزمن القديم موحشة تكثر فيها السباع والوحوش.
اقول بلغة هذه ايضاً هي التي جلس فيها الشاعر محمد بن منصور بن ريس مع ]خويه[ عندما مرض, فضرب ابن ريس اروع امثلة الوفاء واللزمة وذلك حسب القصة التالية في عام 1280ه - اتجه جماعة من اهالي المذنب بالقصيم يرأسهم صالح بن رخيص لأداء فريضة الحج، ثم مروا ببلدة الرس، فرافقهم شاب يدعى (محمد منصور بن ريس) من بني تميم رافقهم للحج فلما قضوا مناسكهم وقفلوا عائدين الى أهلهم بالسلامة ودخلوا حدود القصيم اصيب احد رجال هذه الحملة بمرض الجدري وكان هذا المرض في ذلك الزمن خطيراً جداً لا يرجى برء من يصاب به وكان هذا المصاب يدعى (جارد بن ذياب) من اهالي الرس, فلما اشتد عليه المرض اصبح جسمه لا يتحمل الركوب على الراحلة ولا يتحمل الحركة لان مرض الجدري يذيب الجسم ويمزق اللحم, فتشاور الجميع في حل هذا الوضع فقال بعضهم نضع نعشاً من القطن وهو كالسلم ونحمله عليه وقال البعض: نضعه في عدلٍ ونحمله والعدل هو وعاء كالكيس صنع من الصوف الخشن, عندها قام الشاب (محمد بن ريس) وقال: الحل عندي! وهو البقاء عنده حتى يحكم الله له بموت او حياة, قال صالح بن رخيص, لا نستطيع البقاء فالمرض سوف يطول الى اكثر من شهرين وهذا شيء معروف والحملة لا تستطيع المكث هذه المدة في هذه الصحراء الموحشة قليلة الماء والكلأ اي في ]بلغة[.
فقال ابن ريس اذن اذهبوا وأنا سوف امكث مع خويي جارد بن ذياب فإن مات دفنته وان شفي أتيت معه, لاننا لا يمكن ان نحمله فحمله بما تقولون يودي بحياته فاخذ كبير الحملة صالح بن رخيص يشير على ابن ريس بعدم البقاء في هذه الجبال الموحشة والصحاري لكن ابن ريس يقول هذا خوينا يا ابن رخيص.
ولما تجهزت الحملة للمسير اذا بالشاب ابن ريس التميمي قد نظم القصيدة التالية ليحملها صالح بن رخيص الى والدة الشاب محمد بن منصور بن ريس لعلمه بحب امه له وانها سوف تستقبل الحجاج لترى ابنها, وانها سوف تسأل ابن رخيص لانه هو المسؤول عن ابنها بصفته رئيس الحملة,.
يقول ابن ريس:
قل هيه هلا ياشايبات المحاقيب
أقفن من عندي اجداد الأثاري
أقفن بالرخصة كما يقفي الذيب
لا طالع الشاوي إبليل الغداري
إليا كن لسب أذيالهن بالعراقيب
رقاصة تبغي بزينه إتماري
يا بن رخيص كب عنك الزواريب
عمارنا يا بن رخيص عواري
خوينا ما نصلبه بالمصاليب
ولا يشتكي منا ادروب العزاري
لازم تجيك أمي بكبده لواهيب
تبكي ومن كثر البكاء ما تداري
تنشدك باللي يعلم السر والغيب
وين ابني اللي لك خويّ إمباري
قل له قعد في عاليات المراقيب
في قنه ما حوله الا الحباري
يتنا خويه لين يبدي به الطيب
ولا يجيه من الصواديف جاري
وان كان ما قمنا بحق المواجيب
تحرم علينا لابسات الخزاري
انطلق الركب وبقي ابن ريس وخويه جارد 3 أشهر بين الجبال الموحشة والسباع وقلة الماء وكثرةقطاع الطرق وابن ريس يصطاد من الحباري والوعول ويشوي ويطبخ لصاحبه ويعالجه بالاعشاب وبعد 3 أشهر منّ الله على جارد بن ذياب بالشفاء, ثم عاد هو وخويه البار محمد بن منصور بن ريس التميمي واستقبلهما اهالي الرس بالفرح والسرور فرحاً بقدومهما سالمين - وفرحاً وفخراً بهذا الشاب الذي سجل اروع مثل في الوفاء فخراً للرس عامه ولآل الريس خاصة وقد سمي محمد بن ريس بعد هذا (ابا الضلعان) نسبة الى الجبال التي جلس فيها مع خويه,, وأهل نجد يسمون الجبال أو الجبل (ضلعاً) ومن عام 1280ه وحتى الآن وآل الضلعان عائلة معروفة بالرس ولا تزال بسبب هذه القصة, وقد عاش محمد بن منصور وخويه جارد بن دياب بالرس أعز اصدقاء حتى فرقهما هادم اللذات.
والى مكان آخر في اسبوع آخر.
ناصر المسيميري
الرس

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved