Friday 6th August, 1999 G No. 9808جريدة الجزيرة الجمعة 24 ,ربيع الثاني 1420 العدد 9808


الزواج العائلي يوفر 80% من التكاليف
نصف مليون ريال تكاليف زواج الشاب السعودي
نصف مليار ريال للزيجات بمنطقة حائل لوحدها خلال 3 أشهر وعليها يمكن قياس التكاليف في بقية المناطق
توفير المال عائق أمام الشاب لإكمال نصف دينه وهذا من أسباب زيادة العوانس,.

تحقيق: طلال بن خالد الطريفي
الطريقة الكلاسيكية لطرح بعض المواضيع التي تهم المجتمع تصيب البعض بشيء من الفتور حتى إن الموضوع الذي يراد طرحه يفقد أهميته إلا اذا كان الطرح يركز بشكل او بآخر على الجوانب السلبية التي لا بد من ان يتفاداها المجتمع، وذلك لا يتم الا من خلال دراسة لحال ما يراد تقويمه بشرط ان تكون هناك احصائيات تجعل من اصيبوا بالفتور وتبلدت جميع احاسيسهم يفيقون ويتنبهون لما يفعلوه من اشياء لا يرضى بها الواقع والتي تمثل عوائق في طريق سير عجلة التقدم المأمول ولكن للأسف ان البعض لا يفيق إلا عندما يأتيه ضغط عال يزلزل كيانه كي يتنبه للوضع الحاصل.
ولعل أهم ما نحن بصدد الحديث عنه هو قضية الزواج ومعوقاته خاصة المادية والتي يترتب عليها امور لا تحمد عقباها,, وكما قلنا بأننا نحاول التخلص من - الطريقة الكلاسيكية - لذلك سوف نرمل على طريقة السيناريو الذي يجسد الواقع لتكاليف الشاب عندما يتزوج من اول يوم الخطبة حتى تتضح الرؤية، وللمعلومية فإن هناك تكاليف معلنة وتعتبر من الثوابت التي لا يمكن ان يتم زواج بدونها وتشكل جزءا من التكاليف العامة وهذا يعني وجود تكاليف غير مرئية او معلنة وعندما نقول بأن زواجا بمنطقة حائل يكلف ما يزيد على النصف مليون ريال يصاب البعض بالذهول ويتبادر الى ذهنه بأن ما يقال رغبة في الإثارة ولكن الحقيقة بأن هذا المبلغ يمثل المعدل الطبيعي اي بمعنى ان هناك ما هو أعلى من هذا المبلغ وهناك ما هو أقل.
الخطوات الأولى
عندما يفكر الشاب في الزواج تجده يبحث عن (بنت الحلال) التي تتصف بالطيبة والدين والخلق والجمال,,! ولو فرضنا انه وجدها على ما يرغب فإنه سيتقدم لخطبتها فإذا كان الرد بالايجاب بدأ الالتزام المادي (على فكرة كل ما سنذكر هو للناس المتوسطين او الطبيعيين) اول التزام على الطريقة الحائلية هو الكسوة التي تقدر بمبلغ 25 ألف ريال ومن ثم يأتي الذهب فإذا لم يأت موال الدفعة الثانية وهي في الغالب 40 ألف ريال وفي بعض الاحيان تطلب الام 10 آلاف ريال هذا اذا لم يطلب اخوتها سيارات أما بالنسبة لحق الأم من المهر فلا أدري ما الحكمة من طلب هذا المبلغ؟! هل هو ثمن للولادة والرعاية ام ماذا؟!! (ما علينا),, بذلك يكون الراغب بالزواج دفع 115 ألف ريال وهذا كما نذكر دائما معدل متوسط وبعده تبدأ الالتزامات الاخرى من تأثيث منزل جديد تكون تكلفته على الاقل 50 ألف ريال وايجاره لا يقل عن 10 آلاف ريال، ويكون المبلغ المدفوع من الشاب الى الآن 170 ألف ريال اضف اليها شهر العسل اذا لم يكن بصلا في أحد دول الخارج أو داخل مدن المملكة التي لا تختلف عن الدول الاخرى اذا لم تزد من حيث التكلفة ونفرض انه على الاقل سيصرف فيه 20 ألف ريال اذا لم يكن 30 الف ريال، وبذلك يكون وصل 190 ألف ريال، ولا ننسى المستلزمات التي يحتاجها العريس لزواجه توصلنا 200 الف ريال,, يتبادر الينا سؤال من اين لشاب بمقتبل العمر بمثل هذا المبلغ؟ بالطبع ستكون الاجابة من شركات تقسيط السيارات فلو فرضنا انه اخذ سيارتين من نوع داتسون غمارتين فسوف تزيد عليه التكلفة بسبب الفوائد التي تصل الى 50 الف ريال وبذلك يصل ما يدفعه الى ربع مليون ريال لكي يتزوج زواجا على الطريقة الحائلية.
ولأهل العروس معاناتهم
ننتقل بعد ذلك لأهل الفتاة فهم ايضا ملتزمون بأمور كمالية للمباهاة امام الناس فأول معاناة مع التكاليف تكون بمستلزمات بنتهم وهي ملابس جديدة واكسسوارات وعطور وكل ذلك لا بد من ان يكون من النوع الفاخر جدا,, ترى ما المتوقع من التكاليف اذا كان كل ذلك بمعدل متوسط,,؟ ربما تكون 40 الف ريال (إضافة لثوب الزفاف) وبعد ذلك يتحمل والد الفتاة مطالب زوجته ام العروس من قصر افراح يتقاضى على الاقل 10 آلاف ريال ولا بد من ان تكون الولائم ليلة الزفاف كفيلة بتغطية أعين المدعوين وتتكلف 14 الف ريال، كما انه يتطلب جلب العطور والدخون والحلويات والفواكه و,, و,, الخ,, وذلك يكلف ما يقارب 14 ألف ريال كما لا ننسى فرقة الطرب النسائية التي تتقاضى على الاقل 5 آلاف ريال وبطاقات الدعوة الفاخرة بمبلغ 3 آلاف ريال وفي النهاية يكون والد العروس اضاف من حسابه 26 ألف ريال اذا كان ما تكلفه 91 الف ريال.
كل ما ذكر سلفا هو من الثوابت والتكاليف المرئية فماذا عن التكاليف غير المرئية التي لا يراها البعض؟,, التكاليف غير المرئية تكون في الغالب اكثر مما دفعه الزوج واهل العروس,, كيف ذلك؟ لو فرضنا ان اقارب الزوج 100 منزل والزوجة كذلك فكم سيتكلف كل منزل على الاقل,,؟ ربما لو كان في المعقول 2000 ريال وبذلك يكون المجموع 400 الف ريال.
لنجمع ما دفع لزواج واحد سنجد ان الزوج تكلف 250 الف ريال وما دفعه والد العروس من حسابه 26 ألف ريال بالاضافة للتكاليف غير المرئية 400 الف ريال ويكون المجموع خياليا لزواج واحد ما يفوق النصف مليون ريال,,!!,, يا لها من نكتة لا تصدق حتى يتم تحليلها وربما يرى البعض انها مبالغة ولكنها الحقيقة التي تتكرر كل يوم من ايام الصيف في حائل ما يقارب العشر مرات,, الطامة الكبرى عندما نريد حسابها على ثلاثة شهور فقط فإنه سيكون هناك مبلغ خيالي ما يقارب او يفوق النصف مليار ريال.
ما زالوا يعانون من ديون الزواج
للأسف انه كلما التقينا مع شخص لكي يشرح لنا تكاليف زواجه يصاب بالاحراج، ولكنه سرعان ما ينفجر ما بداخله ويطلب عدم ذكر اسمه ومن تقابلنا معهم كثر ولكن اخترنا نماذج منهم بحيث نذكر التكاليف فقط ونتائجها واليكم هذه النماذج:
* المواطن : ح, م:
تزوج للمرة الاولى وكلفه زواجه من احدى قريباته ما يقارب الربع مليون ريال وفي النهاية وبعد فترة بسيطة من زواجه انتهى الامر بالطلاق,, واضطر للزواج مرة ثانية وهذه المرة وفق في الاختيار ولكنه ما زال يعاني من الديون المتراكمة عليه بسبب زواجه الاول,.
* ص , م - احد اولياء الامور الذين زوجوا بناتهم ويعاني ايضا من الديون الى الآن مع انه هو والد الفتاة ولكنه تحمل ما لا يطاق من زوجته عندما اجبرته ان يزوج ابنته على الطرق الفاخرة التي تتطلب مبالغ خيالية,, اما المواطن (ع,ع) يذكر انه تكلف هو واسرته ما يقارب 30 الف ريال لزواج احد اقاربهم والتكاليف بالطبع كانت بشراء الاشياء الكمالية.
والمواطن (ك,ح) ذكر قصة لأحد اصدقائه بأنه عند زواجه قام بتقسيط اربع سيارات وما زال يعاني من الهم الذي ركبه بسبب الديون حتى ان ذلك اثر على شخصيته ومعاملته مع الآخرين، وذكر بأن البعض يغتر براتبه الذي يصل الى 6000 ريال، ويعمل على تجزئته للتقسيط وعندما يقع في الفخ يتنبه لما فعله بأن حمل نفسه ما لا يحتمل فتجده ينجب وربما يدخل ابناءه المدارس وهو لم يسدد ديونه المتراكمة من زواجه ولعل المجتمع يلتفت لمثل هذه القضية التي ربما تسير بالشباب الى الهاوية وتجعل لديهم حساسية من موضوع الزواج لما يرونه بمن يحيطون بهم.
* ومواطن رفض حتى الرمز لاسمه واشار الى ان زواجه تكلف ما يقارب 400 ألف ريال وبالطبع هذا مبلغ خيالي لزواج واحد ولكن عندما ذكر ما تكلفه جعلنا نصدق ما قاله فهو يذكر بانه تزوج من اقاربه وعندما تمت الخطوبة أتت فاتورة لا بد من سدادها وتتضمن الفاتورة سيارتين واحدة لوالد العروس والاخرى لأخيها وبالطبع الحياء يجعل الانسان يلتزم بما لا يقدر عليه.
وبعد ذلك نجد ان النماذج كثيرة ولكن هل ستصدق انها بهذا الحجم الهائل؟!,, لكن هذه الحقيقة التي لا بد ان نتجرعها,, وهذا الحديث يقودنا الى ما سيترتب على هذه التكاليف، وهذا ايضا يحتاج لأخذ الآراء لأن اهم شيء هو المترتبات وعندما يعرض الموضوع على العامة يكثر الحديث وتتضارب الآراء حول قضية الزوج وما يجره هذا الموضوع من امور كثيرة يختلف عليها الناس ولعل هذا الاختلاف ناتج عن اختلاف البيئات واهم ما يترتب على التكاليف المبالغ فيها هو عزوف الشباب عن الزواج وهذا يجرنا للحديث عن العنوسة وويلاتها وكل إنسان له وجهة نظر، فمنهم من يرى ان الشاب هو من يتقاعس عن الزواج لكي يتهرب من الارتباط وتحمل المسئولية، ولكن هؤلاء قلة ومنهم من يرجع السبب لما ذكر من قبل من الغلاء في المهور والكماليات غير الضرورية,, والمهم من ذلك كله هو ايجاد الحلول المناسبة لتفادي ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج والعنوسة والتقليل من تكاليف الزواج، وغلاء المهور يعتبر ظاهرة لا بد من اجتثاثها ولا يمكن ذلك الا من خلال الوعي عند البعض,, كما انه لا بد من حماية شبابنا من بعض المخاطر التي ربما تسيء لسمعته وصحته ولعل الاجابة الوافية تأتي من الشباب انفسهم وغيرهم من المعنيين بمثل هذه القضية وكانت الآراء مختلفة حول عزوف الشباب عن الزواج وغلاء المهور.
ما هي السن المناسبة للزواج
* عندما التقينا بالشاب خالد بن حمود الشمري وطرحنا عليه الموضوع كان له اجابة مخالفة للتوقعات مع انه أعزب وقال:
- عندما نريد مناقشة موضوع كالزواج فلا يمكن ان نعطي الرأي مباشرة إلا بعد دراسة مستفيضة لكي تتضح لنا الرؤية وغالبا ما يركز الناس على غلاء المهور ويهملون جانبا مهما يتعلق بالشباب انفسهم، فالشباب بطبيعته لا يحبذ الارتباط فدائما ما يجنح الشاب الى الراحة فلا يشغل نفسه حتى في التخطيط للزواج ويؤجل مثل هذه المرحلة في حياته الى وقت بعيد عندما يبلغ سنه الثلاثين، وهذا هو الخلل فيجب ان يتزوج الشاب في سن مبكر، وفي لحظة يرى انه قادر على تحمل المسؤولية والشاب من سن العشرين قادر على ذلك واما الاسباب الاخرى تأتي في مرحلة بعد عزم الشباب على الزواج وربما يجابه الشاب بأمور مادية وهو المحك الرئيسي الذي يدور حوله البعض دائما,, (مداخلة):
- وان كانت النية موجودة ولكن المادة هي العائق هل تجعل المسئولية على الشاب؟
انا ذكرت بأن المادة من المعوقات ولكن بإمكان الشاب عندما يعزم على الزواج يجد له مخارج تؤدي الى تيسير الأمور المادية,,!!
المال سبب رئيسي
* فهد بن سعود المطيري اعزب كان له وجهة نظر مغايرة لسابقه وقال: تتمحور القضية على الجانب المادي بشكل كبير فهي العائق الوحيد امام الشاب وسبب في عزوفه عن الزواج فبإمكان اي شاب ان يتزوج دون تردد عندما تتوفر لديه المادة وللأسف ان الآباء والامهات يبالغون في المطالب للزواج دون ان يقدروا الظروف التي ستعيشها بنتهم فيما بعد، فسوف ينعكس كل ما بالغوا فيه سالبا على حياة الزوجين لأنهم سيجابهون بالتزامات مادية بعد الزواج كان القصد منها المفاخرة والبهرجة الفارغة حتى ان هذا الموضوع ربما يسبب لدى الزوج تشنجات ضد زوجته كلما تذكر ديونه المتراكمة لأجل لا شيء سوى التقليد الاعمى ونحن نطمح ان نرتقي ونفهم الجوهر الحقيقي للزواج وكل ذلك في تكاليف ليلة الزواج ناهيك عما يطلب من مهر عال والمجوهرات المبالغ في طلبها واذا انتهينا من ذلك يخرج لنا قضية السكن وتكاليف التأثيث صداع رهيب كفيل بالشباب ان يجتث قضية الزواج من باله حتى تتوفر لديه المادة الكافية.
دور الوعي الأسري و الاجتماعي
* ناصر بن مرزوق المطيري (متزوج) قال: لا يمكن ان نحكم باي حال من الأحوال على مسألة الزواج بأن هناك عوائق مادية او ان الآباء والامهات هم السبب فالموضوع يختلف من اناس الى آخرين فالذي يتحكم بهذه القضية اهل الفتاة فإن كانوا اناسا واعين فإن المهم لديهم ان يختاروا الرجل المناسب لتشريفهم فالامور الاخرى تكون ثانوية من وجهة نظرهم وهذه هي النظرة السليمة التي لا بد لأي إنسان ان يتمسك بها ولا بد ان يتمسك بها المجتمع بأسره أما العوائق فتحدث عندما يكون العكس في حين يجابه الشاب بأناس يحبون المظاهر الكاذبة التي تنعدم فائدتها بمجرد حلول اليوم الثاني من الزواج ولكن هناك بوادر طيبة تعطي مؤشرا واضحا بأن البعض بدأ بالوعي المطلوب.
العنوسة نتيجة حتمية لعدم الوعي
* أحد الآباء اعتذر عن ذكر اسمه قال: المشكلة ليست في عزوف الشباب عن الزواج فقط فهناك امر أهم من ذلك وهو كثرة الفتيات العوانس فمن المسئول عن ذلك؟,, هل هم الشباب ام اهالي الفتيات فمن المفروض ان تراعى هذه الامور فالفتاة عندما تخطب اكثر من مرة يتولد لديها شيء من العقد وربما يفارقها الحظ بسبب اعمال هوجاء لا اصل لها وفي النهاية عندما ينقطع الامل ربما تتزوج رجلا طاعنا في السن فتفقد الفتاة بريقها ايام الشباب,, المشكلة ان الامر اصبح متاجرة هذه الايام فكأن الفتاة سلعة تعرض للبيع ومن يدفع اكثر هو الفائز بزواجها وكأنها في مزاد ولعلي كنت قاسيا بعض الشيء ولكن هذه هي الحقيقة عند البعض وليس بالعموم ولكن مجرد وجود مثل هذه القضية او الفئة من الناس يسبب تقهقرا في سير الحياة الاجتماعية.
حددوا أسعار قصور الأفراح
* خميس بن مشل الشمري (اعزب) تساءل بقوله: لماذا نتجاهل ونتناسى دائما من يساهم في مثل هذه القضايا؟! فهناك من يساهم بطريقة او بأخرى في عوائق الزواج أمثال قصور الافراح وما تأخذه من مبالغ خيالية ومساهمتها بشكل غير مباشر ولكنها تبالغ في تقاضي الاجر واصحاب القصور والفنادق يعرفون بأن من يرفع سعره يتجه اليه الناس لأجل المفاخرة فمن المفروض ان تحدد الأسعار لكي يتلاعب البعض من هؤلاء بعقول الناس وللأسف انهم يجدون الارض خصبة امامهم.
عوائق الزواج تجر لأمور أخرى
* سعود الحييان (أعزب) أشار الى ان اكثر الامور طرحت بالنسبة للزواج من غلاء المهور وغيره,, ولكن هناك قضية لا بد من ان ينتبه اليها البعض وهو ما يمكن ان يحدث للشاب عندما تقفل امامه الأبواب هل سيبقى ويكبت شهوته فلا نريد ان يبحث عن طرق اخرى وهي على سبيل المثال:
- السفر الى الخارج واقامة علاقات غير شرعية,, في هذه اللحظة هل سيفكر الشباب بالمخاطر بادئ الامر؟!,, بالطبع ان ما يدفعه رغبة جامحة خصوصا وان السفر الى الخارج وان السفر الى الخارج من السهولة بمكان وهو توفير مبلغ بسيط لا يذكر,, ولعل المجتمع ينتبه لمثل هذا فربما يصاب هذا الشاب بمرض من الامراض الوبائية تدمر حياته بأكملها ومن السبب في ذلك؟, من المؤكد أنها العوائق التي توضع امامه وربما لا يفكر البعض بها في بادئ الامر ولكن لن ينتبه الا عندما يقع الفأس في الرأس.
- اما القضية الاخرى وهو ان الشاب ربما يتجه الى الزواج من غير بنات بلده، وكل ذلك في سبيل ان يحصن نفسه بطريقة شرعية وهذا امر مسموح شرعا ولكن الخوف من ان يستشري الامر الى ان تجد الشباب بأكمله يتجه للزواج من الخارج بسبب ان التكاليف اقل مما يتقاضاه اهل بلده,, في هذه الحالة سوف تنتشر العنوسة ومن الممكن ان يجد الشاب نفسه امام زوجة تختلف عنه في العادات والتقاليد وربما ايضا تجر له الكثير من المتاعب من تغير اللهجة وتربية الابناء امور كثيرة بما ان العقل لا يقدر على احصائها ولكن الحل في ايادي الآباء الذين لا بد من ان يسهلوا زواج بناتهم,, ولا يمكن ان ننسى حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين التي تسعى لتحصين الشباب وتسهيل الزواج - كذلك - الجمعيات الخيرية التي تعطي القروض دون فائدة.
وداعا لغلاء المهور عام 2004م
* سلطان الهذيل (متزوج) أدلى بدلوه في هذه المسألة وقال: يبدو لي - وهذا راي شخصي - ان الاسباب تتوزع بصورة متساوية بين أولياء امور البنات والشباب أنفسهم,!
بمعنى ان الشباب ليس لديهم الحرص الكافي على الدخول في (معمعة) الزواج بصورة جدية,, وربما ذلك يعود الى التهيب والخوف من التكاليف الباهظة للزواج,, ومصائب الديون مرورا بمشاكل (الاقساط وما ادراك ما الاقساط),!! وانتهاء بالعثرات الزوجية التي ربما تؤدي الى الطلاق لا سمح الله,,! هذه واحدة.
التهرب الذي يمارسه كثير من الشباب من تحمل مسؤوليات الزواج، واحساسهم بشكل خاطئ ان عش الزوجية ما هو الا طوق يحد من حرية الشباب وانطلاقته واثره النفسي المسبق واللاحق جعل امر اكمال نصف الدين ياتي ربما عاشرا ضمن اتمامات واولويات الشباب,, وهذه اخرى واظنها مؤثر مهم في قضية عزوف الشباب عن الزواج,.
بعض اولياء امور البنات وزوجات المستقبل جعلوا من بناتهم وللأسف الشديد (شيكات) مؤجلة الدفع يحل سدادها بمجرد ان يتقدم الشاب طالبا الزواج,, وهنا تحل المصيبة والصدمة في آن واحد,,!!
نتناسى وبكل اسى ان شرط الإسلام في الزواج قول الرسول صلى الله عليه وسلم او بما معناه (من أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه), الحديث,.
وربما ان الكثير منا يتصور ان البنت سلعة نعمل على المتاجرة بمستقبلها واستقرار حياتها وسعادتها، ولو تخلصنا من هذه الامر الذي يبدو انه في غاية الصعوبة - ولكنه على اية حال ليس مستحيلا - فيما لو وجد التنظيم الامثل الذي يبنى على أسس ثابتة وسليمة تراعي كل الظروف وتضع الحلول التي تطبق تدريجيا وبشكل نستطيع من خلاله النفاذ الى قلب المجتمع لنجتث هذا الداء,, أقول لو استطعنا التخلص من المغالات في المهور ووضعنا ايدينا بكل قوة سواء سلطوية او غيرها للقضاء على حب المظاهر والمباهاة لوصلنا الى نتيجة ننشدها جميعا وبالصورة المثالية.
واعتقد جازما ان مناقشة هذا لامر وطرحه على كافة الاصعدة وبشتى الوسائل وعلى طريقة منظمة الصحة العالمية حينما وضعت لها شعارا يتمثل بالقضاء على شلل الاطفال عام 2000م ولنقولها نحن وبكل قوة (وداعا لغلاء المهور عام 2004م) ونعمل بنفس القوة على تحقيقه.
نشجع الزواج وندعمه ماديا ومعنويا
وبعدما اطلعنا على الآراء حول تكاليف الزواج والامور المترتبة على عزوف الشباب عن الزواج,, يهمنا ان نذكر آراء جهات سعت لتسهيل امور الزواج امام الشباب وشاركت بدور فاعل على إعانة الشباب ماديا ومن هذه الجهات جمعية الملك عبدالعزيز الخيرية بحائل، وقد تحدثنا مع الاستاذ حسين بن غنام الفريدي - مقرر لجنة تيسير الزواج بالجمعية فأشار الى ان جمعية الملك عبدالعزيز الخيرية للخدمات الاجتماعية ممثلة بلجنة تيسير الزواج تهدف الى بحث عوائق الزواج واسباب الطلاق والعمل على الحد منها وتسعى الى التشجيع على الزواج، وتدعم ذلك ماديا ومعنويا من خلال عقد الندوات والمحاضرات وخطب الجمعة، وتسعى الى توجيه الرأي العام للحد من المبالغة في المهور والنفقات وتبذل النصح والارشاد لتحقيق حياة اسرية سعيدة وتخاطب المحسنين واصحاب الايادي البيضاء لدعم مشروعها هذا محققة بذلك سنة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي حث على الزواج ورغّب فيه,, واللجنة تبحث في اسباب عزوف الشباب عن الزواج وتفشي ظاهرة العنوسة والعمل على الحد منها,.
ومن أهم نشاطات الجمعية لمعالجة بعض هذه الاسباب:
- خدمة الراغبين في الزواج من مدينة حائل في المساعدات المادية والقروض لإتمام الزواج عند توفر بعض الشروط.
- الخدمات المعنوية والخدمات الاخرى:
(أ) الخدمة المعنوية:
1- بالتوفيق بين الزوجين من خلال عرض طلبات الراغبين في الزواج من الجنسين وذلك بسرية تامة.
2- شرح حقوق الزوجين تجاه بعضهما.
3- معرفة كيفية تأسيس بيت الزوجية.
(ب) الخدمات الاخرى:
1- الاستفادة من قصور الافراح المتعاونة مع اللجنة.
2- الاستفادة من مجهودات الطهي المجانية او المخفضة.
3- الاستفادة في الحصول على بطاقات الدعوات.
4- الاستفادة من التخفيضات الممنوحة للجنة من أصحاب المتاجر المختلفة مجوهرات، أدوات منزلية، أثاث .
- تنمية الموارد من خلال وضع الخطط والأساليب لجمع التبرعات والزكوات والمساعدات المختلفة.
- وضع برامج خاصة بالحاسب الآلي لتنظيم بيانات المقترضين.
- بحث حالات المقترضين للاقراض او المساعدة.
- تنفيذ البرامج الدعوية تثقيف المجتمع لتيسير الزواج وكذلك لنشر اهداف هذا المشروع الخيري من خلال المنابر ووسائل الاعلام والنشرات.
مشروع الجمعية الخيرية
كذلك فإن الجمعية الخيرية بمنطقة حائل والتي شكلت لجنة لاعانة المتزوجين برئاسة مدير الجمعية ابراهيم بن فهد السلامة لها دورها البارز والخيِّر في هذا المجال حيث اوضح مديرها انها وللحد من ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج والقضاء على تفشي العنوسة في المجتمع ومن ايمان الجمعية الخيرية بأن هذه ظاهرة خطيرة يجب التصدي لها فقد قامت الجمعية الخيرية ممثلة برئيس مجلس إدارتها صاحب السمو الملكي الامير مقرن بن عبدالعزيز,, واعضاء مجلس الادارة بإنشاء صندوق إعانة وإقراض المتزوجين من الشباب وجرى تشكيل لجنة المشروع برئاسة مدير الجمعية وعضوية كل من: علي العريفي، رشيد الرديعان، حمود السرهيد، صالح الحجيلي.
وبفضل الله لاقى المشروع استحسانا من الجميع ونجاحا باهرا فقد تم إعانة وإقراض 164 متزوجا بمبالغ اجمالية 2,177,000 مليونين ومائة وسبعة وسبعون ألف ريال، ولا يزال المشروع بفضل الله ومنته يؤدي دوره حسبما رسم له داعيا المولى عز وجل ان يحفظ حكومتنا الرشيدة وأن يجزي خير الجزاء كل من قام بإمداد هذا المشروع ودعمه وان يجعل ذلك في ميزان أعماله.
الزواج العائلي وبعض الحلول
وبعد ما توصلنا الى ان التكاليف هي العائق امام الشباب للزواج فلا بد من ايجاد حل لمثل هذه المشكلة التي تواجه شبابنا,, في النهاية يتم الاجماع بأن (الزواج العائلي) هو الحل لأنه يقلل من التكاليف ما يقارب 80% وهذا بحد ذاته يجعلنا نفكر جليا بالموضوع,, وفي النهاية نتمنى من المولى العلي القدير بأن يوفق امتنا وشبابنا ويجنبه سبل الحرام لكي نسير قدما في عمل الخير والارتقاء بمجتمعنا الى المراتب العليا.

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved