Friday 6th August, 1999 G No. 9808جريدة الجزيرة الجمعة 24 ,ربيع الثاني 1420 العدد 9808


11أغسطس
علي الشرقاوي

الحادي عشر من أغسطس
اعني يوم الاربعاء القادم سيكون يوما غير عادي.
يوما سيجعل اغلبنا مرابطا في بيته او مختبئا في مكتبه او على اقل التقدير مبعدا عينه بأية صورة من الصور عن النظر الى زرقة السماء والتي من الطبيعي ان تفقد زرقتها لفترة من الزمن هي فترة الكسوف.
يوم الاربعاء القادم كما نرى ونسمع ونقرأ هو يوم الكسوف الكلي لشمسنا التي تعودنا ان ننظر اليها بحب جارف ولكن في هذا اليوم سوف نهرب من رؤيتها الى ابعد مايمكن.
ربما سيكون يوما تاريخيا بالنسبة لنا نحن الذين لم نصادف في حياتنا الممتدة على مسافة تزيد عن الأربعين سنة يوما في مثل رعبه الشبيه برعب ترقب عواصم العالم لحالة من حالات الحرب النووية أو حين يشاهد الواحد منا فيلما روائيا عن كارثة من الممكن حدوثها فوق كوكبنا الأرضي.
كسوف الشمس هذا كما قال العارفون بمثل هذه الامور هو آخر كسوف كلي للشمس قبل دخولنا بوابة في الالفية الثالثة.
الفلكيون يقولون :إن النظر بالعين المجردة الى حركة الكسوف الغريب قد يؤدي الى العمى نتيجة لقدرة الاشعة فوق البنفسجية على اتلاف شبكية العين.
والعلماء في العالم واصلوا تحذيراتهم اليومية في الصحافة والاذاعة والتلفزيون مؤكدين على خطورة هذه الظاهرة في نفس الوقت الذي بدا فيه الاطباء بتقديم المجانية لكل الناس وحثهم على استخدام نظارات خاصة مصممة لمشاهدة مراحل الكسوف الكلي للشمس، نظارات لاتسمح للأشعة فوق البنفسجية ان تؤثر على شبكية عيون الناظرين الى السماء.
دول اخرى عديدة رأت ان التحذيرات وحدها لاتكفي لمنع الكسوف من احداث اضرار بشرية، لهذا استعدت لاعطاء اجازة عامة هي اجازة يوم الكسوف الكلي.
نحن كبشر لانتمنى ان يصبح يوم الاربعاء القادم يوم كارثة لأي انسان على كوكبنا الارضي من ادناه الى اقصاه، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هل سوف يحدث مايتوقعه الفلكيون من اضرار بشرية بالصورة التي تحدثوا عنها في الصحف والاذاعة والتلفزيون؟ وهل سيؤدي الى عمى بعض الناس؟ هل هذه التحذيرات قادرة على ردع الفضول البشري من النظر الى حالة غريبة من حالات الكسوف الكلي؟ وماذا عن الجماعات البعيدة عن متابعة الاخبار المرئية او المسموعة، اعني الذين يعيشون في الادغال او في المناطق القطبية البعيدة، هل سوف يصابون بالعمى وتلف الشبكية؟ هل باستطاعة الكاميرات المتقدمة تكنولوجيا ان تسجل هذه اللحظات الغاية في الغرابة والخطورة؟.
مرة أخرى اتمنى ان يمر يوم الاربعاء القادم بدون أضرار.

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved