كجماعات البدو الرحل، كتب على الافغانيين مواصلة الرحيل المتواصل,, مع اختلاف مأسوي، وهو ان جماعات البدو ترحل باختيار طوعي طلباً للكلأ والماء,, اما الافغانيون فقد كتب عليهم الرحيل القسري هرباً من قتال الاشقاء وخوفاً من قذائف الصواريخ وشظايا المدافع والوقوع رهائن في ايدي جماعات الاقتتال الافغاني فأهل المدن الافغانية التي يتبادل أباطرة الحرب الاستيلاء عليها يصبحون سلعة مقايضة في يد تلك الجماعة لاسترداد اسراهم الذين اعتقلوا من قبل الجماعة الأخرى ولأن افغانستان تتكون من جماعات لاتينية متعددة فقد اصبح الانتماء الى احدى القوميات هوية للانسان في ذلك البلد المنكوب بقادته فالطاجيك يعدون رهائن سلعة جاهزة لاستبدال الاسري حينما يستولي مقاتلو طالبان على احدى المدن في شمال افغانستان كما حصل في مدينة شاريكار وجارتها سنجار وهكذا اصبح مائة الف افغاني مدني احدى ادوات الحرب عند جماعة طالبان.
وعندما استرد جيش احمد مسعود وعبد الرسول سياف المدينتين احتجز الباشتون من المدنيين الذين استجلتهم طالبان من الجنوب واصبحوا اسرى وكسلعة مقايضة بيد المعارضة المنتمين للطاجيك.
دراما مأسوية تتكرر بين الحين والآخر، وفي فترات متقاربة، ففي هذا الصيف يتكرر مشهد تشريد وترحيل المدنيين الافغان في مدن الشمال والشرق عدة مرات، مما دفع الهيئات والمنظمات الدولية الى تصعيد مناشداتها لاباطرة الحرب الافغانية بالكف عن استغلال المدنيين في اعمالهم الحربية والتي تجاوزت كل الاعمال المعهودة في الحروب الاهلية هذا بالاضافة الى مشاركة العديد من الفارين والهاربين من العدالة في بلدانهم الذين وجدوا مأوى لهم في افغانستان ليصبحوا مقاتلين مرتزقة في هذا الفصيل أوذاك لتتحول افغانستان الى مستنقع للارهاب ومستودع للمجرمين من كل صوب وحدب يبتلى الشعب الافغاني بشرورهم واثامهم واعمالهم التي تسيء لكل المسلمين.
الجزيرة