Friday 6th August, 1999 G No. 9808جريدة الجزيرة الجمعة 24 ,ربيع الثاني 1420 العدد 9808


فاعتبروا ياأولي الأبصار
طاعون العصر
الشيخ/ عبدالرحمن بن سعد الزير*

تشير الدراسات والإحصاءات المتخصصة أن عدد المصابين في العالم بفيروس الإيدز وهو نقص المناعة في جسم الإنسان إلى أكثر من مائتي مليون شخص بين الرجال والنساء وأكبر نسبة منهم في أوروبا وأمريكا ودول جنوب شرق آسيا,, كما تشير تلك الدراسات المتخصصة إلى أنه يصاب شخص كل دقيقة بذلك الفيروس اللعين في إيطاليا وحدها.
وإزاء هذا الرعب الشديد فقد أصدر البابا بولس الثاني والزعيم الروحي للكنيسة الكاثوليكية بياناً يحذر فيه الشباب والشابات من الوقوع في المستنقعات الآسنة الملوثة مثل دور الرقص والملاهي الليلية والاتصال غير الشرعي من الجنسين وتجنب تعاطي المخدرات وغيرها من الوسائل التي تسبب الإصابة بذلك الفيروس.
ووعظهم البابا بالصبر عن الشهوات مقابل الإبتعاد عن شبح الموت الذي ينتظر ملايين البشر بسبب ذلك المرض الخطير الذي لم يكتشف علاجه بعد، وقد أشار البيان الصادر عن البابا أن الكيس المطاطي الذي ينصح به عند الإتصال الجنسي ليس مضموناً من التسبب في نقل الفيروس من إنسان مصاب إلى شخص سليم إلا بنسبة قليلة تتراوح من 10-15%.
هذا ما ورد في التقرير الصادر عن الكنيسة الكاثوليكية في روما والحق أنه مع إكتشاف هذا المرض الخطير -أو ما يسمى طاعون العصر- فإن كثيراً من الناس الذين أغواهم الشيطان وقعوا في حيرة من أمرهم بعد أن شاهدوا أكثر الناس صحة وشهرة يقعون فريسة لهذا المرض الخطير بسبب الشذوذ والإتصال الجنسي المحرم، فأحجم بعضهم,, وابتعد آخرون حتى عن المصافحة والتقبيل في تلك المجتمعات الإباحية فضلاً عن ممارسة الجنس، ويخرج في المقابل دعاة الشيطان عبر وسائل الإعلام المختلفة من الذين لهم برامج مباشرة مع الناس Show ليهدئوا من روع الناس وليقولوا لهم أن الأمر مبالغ فيه وأن المرض لا ينتقل إلا بواسطة نقل الدم أو الوسائل التي تستخدم في تعاطي المخدرات,, أما الإتصال الجنسي فربما أنه وارد غير أنه يمكن تلافي ذلك بوضع كيس من البلاستيك عند الإتصال المحرم.
وهكذا عاد كثير منهم وانهزموا أمام الإغراء وكثرت الضحايا وارتفعت نسبة المصابين بأخطر الأمراض وأسرعها فتكاً وقضاءً على الإنسان الذي انحرف عن فطرته.
ويمكن القول أيضاً أنه يوجد تخوف من كثير من الناس أثناء القيام بزيارة سياحية وغيرها إلى بعض البلاد التي تعرض الرذيلة علناً وذلك مثل المكسيك وتايلاند وإندونيسيا,,لاخ.
فانخفضت لذلك أجور البغايا وكسدت إلى حد كبير تلك الدور والأماكن المخصة للإغراء الشيطاني وعلى كل حال فما ورد في التقرير يعتبر شهادة من مجرب خاض أوسع تجربة في الإنحلال والإباحية ومع أنها جاءت متأخرة وبعد خراب البصرة كما يقول المثل فإنها تكفي لكي تكون عبرة وعظة للمسلمين الذين يعتبرون بلادهم مركزاً للرجعية والمراقبة والمنع كما يحلو لبعضهم ذلك,, لهذا يكثر سفرهم إلى هنا وهناك طالبين شهوة عارضة ربما عادت عليهم وعلى أهلهم وبيوتهم بالخراب والدمار وخزي الدنيا والآخرة, فاعتبروا يا أولي الأبصار.
* كوالالمبور- ماليزيا

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved