الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للناس أجمعين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وبعد:-
لقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى الناس هادياً ومعلماً ومؤدباً، فما من خير إلاّ ودلنا عليه وما من شر إلاّ وحذرنا منه، روي عن عمرو بن سعيد الثقفي: أن رجلاً استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أألج ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لأمَة يقال لها روضة، قومي إلى هذا فعلميه فإنه لايحسن يستأذن، فقولي له: يقول السلام عليكم أأدخل؟ فسمعها الرجل فقال أ أدخل؟
كما روي عن ريحانة قالت: جئت عمر فقلت أألج؟ فقال لي: إذا جئت فقولي: السلام عليكم، فإن قال: وعليكم والسلام ، فقولي: أأدخل؟
هكذا يعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم أدب الاستئذان قبل الدخول لا كما يفعله بعض الجهلاء من الدخول بدون استئذان ، أو يأتي ببعض الألفاظ المبهمة عندما يطرق الباب كمن يقول (أنا أنا) فقد ورد عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دينٍ كان على أبي فدققت الباب فقال: من ذا؟ فقلت: أنا، قال: أنا أنا , كأنه كرهه .
ولذا ينبغي للمسلم أن يتأدب بآداب الاستئذان ومنها ماتقدم ذكره، وللكلام بقية - إن شاء الله تعالى - وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أحمد بن مونس العنزي
الباحث بالإدارة العامة للقضايا والتحقيق