Friday 6th August, 1999 G No. 9808جريدة الجزيرة الجمعة 24 ,ربيع الثاني 1420 العدد 9808


سفور,, تعرٍ في الملابس ,, زفة,, غناء وطرب باسم النكاح والفرح
ليلة بكت من أجلها الغيرة
والدتا العريس والعروس تطردان شابة أفسدت جو الزواج
د, الجوهرة المبارك: تزايد مظاهر التعري من نتائج الصمت وقلة الإنكار

* تحقيق : يوسف بن ناصر البواردي
ليلة الزفاف ليلة فرح وليلة العمر - كما يقولون -، ولأنها ليلة العمر وليلة في العمر فكأنه يباح لهم تجاوز الشرع فيها!!
فبعضهم - والعياذ بالله - يعصي الله ويفعل المنكرات محتجاً بأن تلك الليلة ليلة فرح وسرور قد لا تتكرر فلا بأس بارتكاب بعض المنهيات، وهذا باطل من القول وزور,,وإن شئت ان ترى بلادة بعض أفراد المجتمع وتفكيرهم الضيق فتعال إلى هذه الأسئلة الحائرة التي تلعب برؤوسهم: أليست هي ليلة واحدة في العمر؟! لماذا لانفرح فيها؟! لماذا نضيق على الناس في هذه الليلة؟!
وكأن معنى ذلك أن يسقط قلم التكليف عن العريس والعروس في هذه الليلة!! فلهما أن يتركا الحبل على الغارب في فعل المنكرات!!
لقد ظهرت المنكرات في الآونة الأخيرة بأشكال غريبة ومخيفة في مناسبات الافراح، واستفتح بها بعض الناس حياتهم الزوجية،تبرج وسفور، تعر في الملابس، تقليد للغرب، بذخ وإسراف في اللباس والزينة، غناء وطرب بكلمات مثيرة تدعو إلى الفسق والفجور، رقصات غريبة مستهجنة ومذمومة.
ولأن الموضوع مهم للغاية فهو يتعلق بتلك المنكرات والتصرفات الطائشة التي انتشرت وتفشت فهي تشكل خطراً كبيراً بسبب السكوت عنها وعدم إنكارها وتوضيح مخاطرها,, ولأن تلك المناسبات ما زالت قائمة وحامٍ وطيسها فيبرز معها استفهامات كثيرة ومحاور مهمة: هل يجوز الذهاب الى تلك المناسبات التي تحوي الكثير من المنكرات؟ وكيف يمكننا التعرف على هذه المنكرات وكيفية إنكارها؟ وماهي حدود الشرع في السماح بالغناء المباح؟ وهل لهذه المنكرات آثار خطيرة على المجتمع؟
مؤشرات خطيرة
وقبل الخوض في الموضوع والإجابة على هذه التساؤلات؛ ولأن الموضوع يخص بالدرجة الاولى نصف المجتمع الآخر ألا وهن شقائق الرجال بحثنا عن نخبة جديرة بالإشادة والتقدير لتبين لنا سبب رفضها حضور تلك المناسبات التي تحوي الكثير من المنكرات فكان هذا التجاوب وهذه الإجابات الصريحة على النحو التالي:
في البداية تشير الاستاذة رقية العتيق المحاضرة بكلية الآداب للبنات بأن من المؤسف له انتشار تلك الملابس العارية بشكل كبير حيث تعددت أشكالها واصنافها والتي منها مايكون مفتوحاً في الأسفل الى الركبة أو ما فوقها فإن لم يكن كذلك فهو شفاف ومنها مايكون مفتوحاً من الأعلى من الأمام أو من الظهر بعضه إن لم يكن كله.
وتضيف :إن بعض النساء يلبسن ملابس ضيقة حتى ان منهن من لاتستطيع الحركة بسببها فهي لأجل ذلك تمشي كالمقيدة، وقد أبدت هذه الملابس تفاصيل جسمها فكأنها عارية!
الأخت (و,ف) تؤكد بأن الامر استفحل وينبغي عدم السكوت عنه فلقد شوهد في الآونة الأخيرة من المصائب والفضائح مالم تر قبل سنوات مضت، وتوضح سبب رفضها لحضور بعض الزواجات وهو الرقص المخجل من قبل فتياتنا وكذلك كاميرات التصوير، فلقد كانت من أكبر الأسباب لما لها من مخاطر عظيمة لا يرضاها كل غيور على دينه.
أم إبراهيم بنت سعد تناشد رجال الهيئة التدخل في موضوع قصور الأفراح وتطالب بتنشيط دورها بفرض أنظمة على قصور الافراح تخفف الكثير من السلبيات والاخطار كالتأخر في الزواجات الى ساعات متأخرة، وبالنسبة للنساء عن طريق التوعية والتوجيه والتحذير.
(ه,د) إحدى المشرفات بأحد القصور الفخمة في مدينة الرياض تفكر في ترك عملها الذي تصرف من خلاله على أسرتها الفقيرة حيث توضح بأنها لاتتحمل العمل من كثرة ما تشاهده من منكرات أبرزها واشدها لباس العري الفاحش الذي اصبح موضة هذا العصر، كما توضح بأن بعض الفتيات المتزوجات يأتين الى قصر الأفراح بلباسهن العاري في شنطة معهن ويغيرن ملابسهن ويلبسن هذا اللباس والسبب في ذلك حتى تخفي ذلك عن الزوج الذي يرفض مثل هذه الملابس، وتطالب في ختام حديثها الأزواج بأن يتفقدوا ملابس زوجاتهم ولايكون دور الزوج هو للدفع فقط.
اما المعلمة لولوة الهديان فتشير الى ان افراحنا إلا من رحم الله اصبحت بدعية بدلاً من ان تكون زواجات اسلامية وسنية حيث يتخللها اغان ماجنة وتقليد للغرب في ملبسه وتسريحاته، فهي بذلك اصبحت تدعو الشياطين لانها تحض على المنكرات وعلى مايغضب الله، وعن سبب رفضها للحضور توضح المعلمة لولوة أن النصح قد لايجدي في ذلك لكثرة المنكرات فكما قيل الكثرة تغلب الشجاعة، فإبراء للذمة لا احضر هذه الزواجات.
حدث واقعي
وحتى لايختلج قلب القارئ ويتسرب إلىنفسه شيء من الشك حيال هذه المنكرات والتصرفات الطائشة اكتفينا بهذه الواقعة من بين الكثير من الأحداث الواقعية لدينا ترويها لنا د, الجوهرة المبارك الاستاذ بكلية التربية للبنات حيث تقول: دخلت ذات مرة شابة ممشوقة القوام تمشي في كبرياء وبرفقتها والدتها واختها وقد لبست لباساً شفافاً مبطناً ببطانة قصيرة فاضحة تصل الى الافخاذ، أظهرت عضديها بلا أكمام وقد نقشت عليها نقوشاً غريبة خضراء، تحدثت معها إحدى الحاضرات فقالت: يا أختي لايجوز لك ان تتعري بهذا الشكل فردت بوقاحة وكبرياء رافعة صوتها بكلمات بذيئة، ثم قالت الزواج زواجنا ومالك دخل، وبعد قليل اعتلت المنصة لتؤدي رقصات عجيبة وقحة, فطنت أم العريس للأمر فسألت أم العروس: هل هذه من مدعواتكم؟ قالت: لا، وقالت الاخرى ولا أنا, ذهبتا جميعاً للمنصة فاستوقفتاها ثم سألتاها: من أنت؟
تلعثمت قائلة: أنا جئت لأرى حفلكم، قالتا لها: نحن لم ندعك وزفافنا لانرغب ان تكون فيه هذه المناظر تفضلي خارج الصالة، أنزلت من المنصة رغماً عن أنفها واخرجت من المكان وهي تسب وتشتم حتى سقطت بين الحاضرات.
وتعلق د, الجوهرة على هذه الحادثة بقولها: تحية إكبار وإجلال لهاتين المرأتين زادهما الله توفيقاً فلم ترضيا بالذلة ولم تسلكا درب الصمت المطبق والمسالمة التي جعلت الشر ينتشر والمنكر يترعرع يوماً بعد يوم، ولنعلم أن الساكت على المنكر شيطان أخرس وأن الذي يدعي أنه مسالم ولايريد أن يجرح شعور الآخرين إنما يخالف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) الحديث.
وتستفهم متعجبة بقولها: هؤلاء المتبذلات ألم يجرحن شعور الغيورات بلباسهن الفاضح؟ وتضيف مؤكدة أن بركة وأمر التوفيق يحصل كلما حرص العبد على إرضاء الله وابتعد عن المزالق والمنكرات.
البداية ,, بطاقة دعوة
نعم لقد كانت البداية بطاقة الدعوة التي وجهت للمدعوين وهي لإعلان النكاح، ولكن أن تصل إلى هذا الحد المبالغ فيه من التكلف والمباهاة, أشكال متعددة وفاخرة ، الزوج له بطاقة والزوجة كذلك لها بطاقة، ولكل منهما بطاقتا دخول، تقليد أعمى ومسايرة للموضة، أسعار خيالية، حتى تطور الأمر فظهر ماهو أغرب من ذلك كروت فاخرة توزع على الحضور بعد الجلوس في القاعة كتب فيها شعر غرامي عن العريس وعروسته.
مخالفات ومنكرات
وحول بعض تلك المخالفات والمنكرات والتي تفنن اصحابها في عرضها فخرجت بأشكال كثيرة وخطيرة، يتحدث الشيخ محمد بن سعد السعيد مدير مكتب وكيل الرئيس العام وإمام وخطيب جامع سلطانة الشرقي بشيء من التفصيل حيث يقول: من المخالفات في أمر الزواج مايسمى بالتشريعة والزفة من الغرفة الى المنصة، ومن المنصة الى السيارة، وجلوس العريس مع عروسته على المنصة يتبادلان الابتسامات أمام النساء المتبرجات بدون حياء ولا حشمة، لاخوف من الله، ولامن خلقه، والأسوأ من ذلك عندما تصور تلك المشاهد إما تصويراً عادياً يحفظ في البوم للذكرى، وإما تصويراً بكاميرات الفيديو، ليتبادل الناس تلك الأشرطة والصور لتكون مصدراً للفتنة والتسلية والانتقاد والسخرية بأعراض المسلمين ومحارمهم، وماعلموا ان هذا محرم لايجوز، وله آثاره السيئة الوخيمة.
ومن المحاذير أيضاً في ليالي أفراح الزواج دخول بعض الشباب إلى صالة النساء للرقص معهن ومايحصل في ذلك من الاختلاط والفتن التي لاحصر لها، فأين الغيرة على المحارم والأعراض، هل ماتت من قلوب الرجال أم دفنت مع الآباء والأجداد!!
ومن المحاذير السهر والتأخر في إحياء حفلة الزواج الىالهزيع الأخير من الليل وقد يستمر الحفل الى الصباح مع استضافة المغنين والمغنيات والفرق الموسيقية، واستعمال آلات اللهو والطرب عبر مكبرات الصوت بأغان ماجنة ينادى فيها بالرذيلة والعشق والمجون، وقد خرجوا بذلك عن المألوف والمشروع والمسنون، وهو الضرب بالدف ليلة الزفاف للنساء فقط بكلمات يسيرة لاتبعث على الفسق والغرام، وإنما تبعث على الستر والحشمة ومكارم الأخلاق، وشرع ذلك للإعلام والتفريق بين النكاح والسفاح، ولكن الناس توسعوا في ذلك إلى أن وصلت بهم الحال إلى مانحن عليه في هذا الزمن.
الكوافيرة
ويستطرد الشيخ السعيد في ذكر المخالفات فيقول: وإن من المخالفات في الزواج ماتسمى بالكوافيرة وهي التي تقوم بتحسين المرأة وتزيينها، وتسرح شعرها، ولكن النساء اليوم توسعن في ذلك إلى عمل الأصباغ والمساحيق والمكياج، ونتف الحواجب، وقص الشعر، ووصله وتجعيده، وتخشينه، وجعله على شكل لفات وعقد مشوهة وصبغه بألوان غريبة منوعة، وجعل الشعر قبيحاً مشوهاً بعدما كان جميلاً ناعماً وبأسعار خيالية كل ذلك تقليداً واتباعاً لنساء الغرب وعارضات الأزياء مشيراً الى أن من مظاهر البذخ والإسراف في الزواج جعله في الفنادق والقصور الباهظة الأثمان مباهاة ومفاخرة حيث التبذير والبذخ في إعداد الوليمة، وتقديم الأطعمة الزائدة والتي مصيرها الإتلاف والرمي، وياليت ان يعطى الزائد منها الفقراء والمساكين أو بالتنسيق مع المبرات الخيرية لتتولى ذلك، ناهيك عن وليمة الزيارة بعد الزواج بأيام والتي قد تكلف اضعاف اضعاف وليمة الزواج, قال تعالى (وكلوا واشربوا ولاتسرفوا إنه لايحب المسرفين) (الاعراف31) فوليمة الزواج مسنونة، ولكن ليست بهذه الصفة من الإسراف والتبذير، قال عليه الصلاة والسلام: (أولم ولو بشأة) متفق عليه.
ويختتم الشيخ السعيد كلامه بإحدى المخالفات الشائعة، وهي بدعة شهر العسل وقضاؤه خارج البلاد في احد البلدان الكافرة المعروفة بالإباحة والخلاعة والمجون، لينالا قسطاً كبيراً من الذنوب والخطايا، وليعرضا انفسهما للفتن والأخطاء.
الإنكار واجب الجميع
وعندما توجهنا بالسؤال لفضيلة الشيخ د, صالح بن فوزان الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء عن حكم حضور هذه المناسبات التي تحوي بعض المنكرات كانت الإجابة: لابد أن تكون حفلات الزواج خالية من المنكرات والمحرمات كالأغاني والمزامير وآلات اللهو المحرمة، وتبرج النساء بالزينة وإخلالها بالستر والحجاب, وكذا يجب على المسئولين عن إقامة هذه الحفلات من أولياء المرأة وأقارب الزوج منع هذه المنكرات وعدم مطاوعة السفهاء من الرجال والنساء وعدم مجاراة الآخرين ممن لايقيمون للآداب والمروءة وزناً, وعلى من علم بوجود هذه المنكرات أن لايحضر هذا الحفل إلا إن كان سيمنع حضوره من وجود هذه المنكرات، فإن إنكار المنكر واجب على الجميع, ويجب على ولاة الأمور - وفقهم الله - ان يضعوا حداً لهذه التصرفات السيئة ويخففوا مايتنافى مع الدين والخلق في هذه الحفلات، ولايترك للناس الحبل على الغارب في هذه السهرات المشبوهة، فعلى أوليائهن الأخذ على أيديهن وضبط تصرفاتهن قال الله تعالى:
(الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض ) والرجل راع على أهل بيته ومسئول عن رعيته , ولايجوز للمسلمين ان يتركوا هذه المناسبة الكريمة - مناسبة الزواج - تتحول على أيدي السفهاء الى وباءات فساد وإفساد وفرصة لأعداء الأمة لأن يفعلوا ماشاءوا,.
الآثار السيئة
أما عن الآثار السيئة والخطيرة والتي قد تنتج في الغالب من حضور هذه الزواجات يحدثنا الشيخ صلاح السعيد رئيس مركز هيئة حي الملك فهد فيذكر منها إشاعة المنكرات التي طلب من الأمة اجمع إنكارها فضلاً عن البعد عنها وعدم اقترافها وكذلك استحسان كثير من الناس لهذه المنكرات وظن بعضهم أنها من المعروف وإظهار الفرح، حيث تقام دون أن تبين حرمتها، كما يشير السعيد إلى تقديم سفلة الناس من المغنين والمغنيات على أنهم أبطال ونجوم يقتدى بهم وتأثر الناشئة وضعاف النفوس بمثل هؤلاء حتى إنك لتعجب كل العجب حينما تسمع طفلاً او طفلة يتمنى ان يكون مغنياً او راقصاً وماذاك إلا بسبب تقديم هؤلاء في مكانة لايستحقونها وكذلك من الآثار انتشار الملابس السافرة التي حرمها الشرع المطهر وتعدي كون هذه الملابس تلبس في المناسبات الىجانب لبسها في الاماكن العامة، ويضيف السعيد: ومن الآثار إضاعة الأموال الباهظة التي قد يكون جمعها الزوج من كدح سنين أو ديون مطالب بسدادها من مرتبه الشهري حيث تفنى هذه الأموال في ساعات تقضى في معصية الله، وكذلك من القضايا المهمة توقع فشل الزواج وعدم استمراره وحصول الطلاق حيث لايذكر الله ويكون مبنياً على المنكرات، وقد تصيب الزوجين دعوة من إحدى الغيورات بسبب الزامها برؤية هذه المنكرات، مؤكدا كذلك على تضييع صلاة الفجر حيث تستمر بعض هذه الافراح الى مابعد طلوع الشمس بل بعض الأفراح يقدم فيها الإفطار في الساعة السادسة صباحاً، ولاتجرؤ المرأة على الوضوء فيفسد ماطلت به وجهها من أصباغ ومساحيق التجميل وكذلك من الآثار تضييع الأطفال في أيدي الخدم حيث يشترط في هذه الأفراح منع دخول الأطفال والخدم.
مقترحات عاجلة
إذاً لا بد ان تتضافر جهود المخلصين لإيجاد حلول كثيرة لإيقاف تفشي هذه الظاهرة المنكرة خشية ان يقع العذاب كما حذر من ذلك الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام؛ لذا فالمقترحات التي تراها د, الجوهرة المبارك منها:
أولاً: أن يبين للنساء حدود العورة الحقيقية وأن ينصحن بالستر والعفاف، فما هن عليه اليوم أعظم من تبرج الجاهلية الأولى، وهذه التحذيرات والتوجيهات تجعل في مطويات توزع في الأفراح والمدارس على نطاق واسع.
ثانياً: أن تكثف المحاضرات في المدارس للتنبيه على ذلك والتحذير من الانحلال.
ثالثاً: توعية أولياء الأمور والأمهات لرعاية أبنائهم وبناتهم وزوجاتهم.
رابعاً: وضع لوحات إرشادية وتذكيرية في الحرص على لباس العفاف والحياء وتكون في مداخل قصور الأفراح والفنادق.
خامساً: التحذير من لباس العري في بطاقة الدعوة, وبالمناسبة أسأل الله التوفيق لمن سن هذه السنة فقد وصلتني في هذا الصيف بطاقتان وقد نبه فيهما على ذلك بقولهم (يمنع منعاً باتا اللباس العاري والبنطلون) ثم يكون هناك من يتابع هذا الأمر عند بوابة الصالة، فهنيئاً لمن سن سنةحسنة (فله أجرها وأجر من عمل بها الى يوم القيامة)، وتعساً لمن سن سنة سيئة (فعلية وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة).
سادساً: أرى أن لوزارة التجارة الحد من هذه السلع خاصة الملابس الجاهزة التي انتشرت في السوق بشكل عجيب - البنطلونات النسائية الضيقة، الفساتين العارية، وعندما نعاتب الباعة بقولنا: ساعدتم النساء على التعري، يقولون: من قال؟ النساء تلبس هذا !! إنهن يقفلن الفتحات، والملابس الشفافة يبطننها! عجبي كأننا لانعيش وسط النساء كما تنادي د, الجوهرة بمنع دخول مجلات الأزياء الخليعة لهذه البلاد المباركة التي ساعدت كثيراً على انتشار لباس العري.
وتشير د, المبارك في ختام مقترحاتها إلى أنه في السابق لم يكن يلبس هذه الألبسة إلا المتوغلات في البذاءة وقلة الحياء نراهن معدودات على الأصابع ومن نتائج الصمت وقلة إنكار المنكر بدأت تتضاعف الأعداد وتزيد بشكل ملحوظ والمقلدات اليوم بلا عقل ولاتمييز فهن كثرة كاثرة لذا لابد من علاج عاجل وسريع.
ماذا تفعلين إذا رأيت منكراً؟
ماذا تفعلين إذا رأيت منكراً بالأفراح؟ سؤال استهلالي ألح على أبجديات التحقيق حتىنحقق الهدف المرجو من طرح هذا الموضوع؛ إذ كيف نقضي على مظاهر المنكرات بالأفراح؟ وماهو الأسلوب الأمثل للتعامل مع هذه المنكرات؟ وحتى لايكون صوت وحديث تلك التي تقبع في قصر الأفراح وتشاهد المنكرات مثل هذا السؤال الذي ورد إلينا والذي يقول : لقد تألمت كثيراً بسبب تقصيري وخجلي وسكوني على ما شاهدته من منكرات ولم أحرك ساكناً، فتلك الفتاة الرائعة الجمال ترتدي فستانا شبه عار بدأت ترقص بشكل جنوبي وتردد بعض الأغاني، ولم ينكر عليها أحد فماذا أفعل إذا رأيت منكراً؟ يجيب الشيخ عبدالله العيادة رئيس مركز السوق ببريدة على هذا التساؤل بعدد من النقاط يجملها فيما يلي:
أولاً: من الأمور الرائعة وجود الهم والضيق إذا شوهد المنكر لأنه هو المحرك لإزالته.
ثانياً: المسلم يتحرك على قدر استطاعته ومعرفته : قال تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم) وقال سبحانه (لايكلف الله نفساً إلا وسعها).
ثالثاً لكل منكر مايناسبه من الإنكار والتغيير ولكل مرتكبة منكر مايناسبها من طريقة الإنكار عليها فالذي يناسب تلك الفتاة قد لايناسب الأخرى.
رابعاً: معرفة درجة المنكر لتحديد الأسلوب المناسب له فالحالات التي في مناسبات الأفراح يختلف أسلوب إنكارها علىحسب درجتها.
ويعلق الشيخ العيادة على ذلك التساؤل وذلك المثال المتكرر بقوله: الفتاة المرتدية للفستان العاري والتي بدأت ترقص، الذي يناسبها إذا انتهت تأخذها التي تريد نصحها في زاوية لوحدها بعدما يثنى علىجمالها وعقلها وانها من اسرة طيبة وانها مسلمة, ثم تذكر بما فعلت بشكل لاتحس منه ان التي تحادثها وصية عليها او تأمرها، اشعريها انك حريصة عليها وان من شكر الله سبحانه وتعالى الذي اعطاها هذه النعم أن لا تعمل ما يغضبه وهو المنعم علينا؟
ثم يستطرد العيادة فيقول: المهم ان لاننسى ان القلب يجب ان يتحرك ويغضب إذا رأى أي منكر، ثم لاننسى ان الشيطان يحاول ان يثنيك عن هذا العمل الرائع ويلقي في طريقك العراقيل لانه يهمه ان يبقى المنكر؛ لأنه يحاول ان يحبط عزيمة الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر.
أيضاً تيقني ان حاجز الخجل دائماً يكون في المرة الأولى فإذا أقدمت انفتح الطريق والله سبحانه يعينك فجربي ثم تأملي لو أن الله سيحانه وتعالى منّ على إحداهن بالهداية ماهو الأجر والثواب الذي سيكتب لك.
ثم لاتترددي في السؤال عما أشكل عليك فقد ترين أمراً وتظنين أنه منكر وهو ليس كذلك ولا تخجلي من السؤال، فالله سبحانه وتعالى قال (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون) ثم إن أ مر رسول الله صلى الله عليه وسلم يشمل الجميع وعلى قدر الاستطاعة حيث يقول (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) وفي رواية وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل
بارك الله لك وبارك عليك
- أخي القارئ - وبعد ماتقدم ، هل يمكننا القول بأنه من المستحيل أن تكون زواجاتنا إسلامية؟ كلا، فالزواج الإسلامي هو الأصل، فهذه رسالة عاجلة نوجهها لكل عروسين ولأولياء الأمور بالعودة إلى ما كان عليه سلفنا الصالح من بساطة وقلة مؤونة غنيهم وفقيرهم؛ فلقد كانت حفلاتهم إسلامية، فالخير كل الخير في الزواج الذي يستفتح بطاعة الله ويقتدى فيه بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم خالياً من كل المنكرات وحتى تتحقق البركة التي ينشدها كل مسلم حينما يقال له بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير .
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved