Friday 6th August, 1999 G No. 9808جريدة الجزيرة الجمعة 24 ,ربيع الثاني 1420 العدد 9808


في الهدف
الشيخ/ عبدالله بن صالح القصيّر
الحق وحسن العاقبة (1 - 2)

الحمد لله الملك الحق المبين، احمده سبحانه على نعمه الغزيرة السابغة في الدنيا والدين واشهد ان لا اله إلا الله امر ألا تعبدوا إلا اياه ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون واشهد ان محمدا - صلى الله عليه وسلم - عبدالله ورسوله ومصطفاه المبعوث بالحق بشيرا ونذيرا لقوم يعلمون صلى الله وسلم عليه وعلى آله واصحابه الذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون.
اما بعد: فيا ايها الناس اتقوا الله واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله، ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون واشكروا نعمة الله عليكم ان كنتم اياه تعبدون واحذروا كفران النعم فانه اعظم جالب للنقم، فما اهلك الله امة إلا بنوع كفر كفروه، وجرم اقترفوه، وما ظلمهم الله ولكن كانوا انفسهم يظلمون (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون, ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون).
عباد الله: اعلموا ان الله تعالى هو الحق، وقوله الحق، ودينه الحق، ووعده حق، ولقاؤه حق، وان الحق واهله منصورون الى قيام الساعة، وان الباطل الى اضمحلال وزوال، واهله الى خذلان وهلكة وخسار، (وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن اكثر الناس لا يعلمون) (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون)، (قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب)، (وقل جاء الحق وما يبديء الباطل وما يعيد)، (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا, وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا) الى قوله سبحانه: (قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا).
ايها المسلمون: واما نصر الله تعالى للحق واهله فان ذلك مما تكرر الوعد به في القرآن وتحقق وقوعه على مر الزمان، يقول سبحانه: (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد) ويقول تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).
ويقول سبحانه: (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصرون وإن جندنا لهم الغالبون)، ويقول تعالى: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون, إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين).
معشر المسلمين: واما في دنيا الناس وواقع الحياة فأمثلة نصر الله تعالى لعباده الصالحين الذين اعتقدوا الحق وآمنوا به وعملوا بمقتضاه واخلصوا دينهم لله فنصرهم الله تعالى بقوته، واعزهم بعزته على اعدائه المبطلين وملئهم المستكبرين وجعل الله تعالى ذلك عبرة للمعتبرين في نصرة الله تعالى لاوليائه وانتقامه من المبطلين اعدائه في هذه الدار واعظم من ذلك ما يكون في دار القرار والامثلة على ذلك كثيرة وهي في تاريخ الامم والشعوب شهيرة افصحت عنها آيات القرآن وبلغها النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما جاء عنه من بيان واشتملت عليها تواريخ الامم واستفاض العلم والاقرار بها بين العرب والعجم.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved