Friday 6th August, 1999 G No. 9808جريدة الجزيرة الجمعة 24 ,ربيع الثاني 1420 العدد 9808


نماذج من الجاسوسية 1-2
د, محمد بن سعد الشويعر

منذ أكثر من عام عرضت على صفحات الجزيرة كتاباً، تحدث فيه مؤلفه عن الجاسوسية، وحكم التجسس في الإسلام، حيث استعرض المؤلف الحكم الشرعي في العين والجاسوس، وبيّن الفرق بين ما فيه مصلحة للإسلام وما فيه مضرة على الإسلام والمسلمين.
وفي هذا الحديث، سوف يكون الحديث عن نماذج مما تعمله الأمم، ابقاء لمكانتها، وتلمساً للمعلومات عن الطرف الآخر، الذي يناصبها العداء، أو ممن تتوقع منه ضرراً عليها، أو لكي تتفوق عليه في القدرة والقوة.
فقد كانت بعض الأمم تحرص على تجنيد رجال من أبنائها وتعلمهم الصبر مع فنون التنكر، وذوبان الشخصية حتى يلتقط المعلومات لأمته، بل بلغ الأمر إلى إيجاد مدارس للجاسوسية لتدريب الرجال والنساء، وخصوصا الفتيات اللواتي يتدربن على نماذج عديدة لصيد الرجال، وإغوائهم، بأي أسلوب من أساليب الإغراء، حتى يقع في الشباك، وتؤخذ منه المعلومات، تحت أي مؤثر من المؤثرات.
والدارس للحربين الكبيرتين - العالمية الأولى، والعالمية الثانية - يجد قصصاً عجيبة للتجسس، يبلغ قسم منها حد الاستغراب، أو الاستحالة لأول وهلة, وقد دخلت القوتان المتصارعتان في الحرب الباردة: بين الشرق والغرب في النصف الأخير من هذا القرن الميلادي، صراعاً عنيفاً في فنون الجاسوسية، وقد قرأنا نماذج من ذلك: الجواسيس المزدوجون، تستغلهم فئتان متصارعتان، وقد يُدرى عنه أو لا يدرى عنه، ونماذج من المبتكرات الحديثة للتنصت، وسرقة المعلومات,, وغير ذلك من أمور عديدة يتفنن فيها كل طرف.
ومن النماذج الكثيرة التي برزت على الساحة وأعلن عنها:
- ما تخرجه المخابرات الأمريكية من كتب بواسطة بعض الضباط المسرحين من جهاز المخابرات، كمذكرات وهذا كثير، يراد منه إبراز المكانة والدور الذي تسيطر به المخابرات على خصومها.
- وفضيحة وترجيت المشهورة,, التي أحدثت ضجة في وقتها.
- وقضية سرقة المعلومات والمبتكرات وتهريبها من دولة لدولة، ومن كان وراء ذلك في خيوط سرية ورشاوى حتى يمكن السيطرة على العقول,, وتسهيل المهمة المقصودة.
- وما ذكرته إحدى الدول، بأنها تمكنت من سرقة معلومات سرية دقيقة الحساسية، من داخل مبنى سفارة دولة أخرى في داخل الدولة، بتثبيت أجهزة دقيقة للالتقاط صوتا وصورة، في مبنى تلك السفارة تلتقط ثم تبث لصالح الدولة المستفيدة.
- وتدبير الخطط لسرقة الحقائب الدبلوماسية البريدية، أو تجنيد من يصور الوثائق السرية من داخل السفارة أو الدوائر الحكومية، مقابل وعود وأموال، أو بواسطة النساء المجندات لهذا الغرض ويعملن كسكرتيرات.
- وقصة الطائرة الروسية التي اخترقت حاجز الصوت، ومرت بأجواء أمريكا قبل سنوات نموذج من ذلك.
- ونموذج آخر قرأنا عنه، بأنه تم اختراع جهاز التقاط وإرسال شديد الحساسية قوي الارسال متناهي الصغر، حتى أنه يركب في أقدام الذبابة، وتوجه هذه الذبابة لجهات أو أشخاص لتلتقط المعلومات وترسلها ومثلها آلات تصوير ذات إحساس مرهف للتصوير والبث عن بعض المواقع.
- وبعد تطور الأقمار الصناعية، ومركبات الفضاء دخل التجسس عالماً جديداً بغرائبه وعجائبه.
- ولقد كان التجسس معروفا منذ الأزمان الخالية، عند الأمم القديمة، فإنه تتغير مبتكراته وفنونه مع كل عصر، وفي كل مصر امعانا في الخفاء، ولجلب المعلومات المعينة على الانتصار، والفوز.
وفي الحربين كتب عن التجسس الشيء الكثير، بمذكرات وإفادات وتحقيقات، والأمم غالبا لا تنشر من هذا شيئاً إلا بعد مضي فترة زمنية، قد تحدد بربع قرن، أو نصف قرن، وقد تكون بعض المعلومات يسمح لها بالخروج بمدد أطول أو أنقص، وبعضها ينشر سريعا لهدف، وبعضها لا ينشر إلا مع مسببه.
وفي الحرب العالمية الثانية تنافست الدول المتصارعة في أنواع التجسس وكان التنافس شديدا في هذا بين الألمان، الذين برزوا في التضحية من أجل التجسس لتعصبهم لوطنهم، وإقدامهم على قتل أنفسهم عند الاضطرار، إلى حفظ الأسرار والأخبار، وبين الإنجليز لكثرة استعانتهم بالأساليب اليهودية في التجسس.
ولكن هذه الأساليب لم تبق موقوفة على هاتين الدولتين، بل بلغتها الولايات المتحدة الأمريكية، والدولة الروسية بحكم سيطرة اليهود أيضا فيهما، وللنساء في التجسس حظ كبير.
وقد بلغ من بعض الدول في تسخير النساء للتجسس تعريضهن للمخاطر، وتدريبهن حتى قيل: إن منهن نوعاً، تلقح أجسادهن بأمراض خطيرة، كالايدز والهربز، والسل والفيروسات الضارة بالكبد أو المخ، أو غيرها من المواطن الخطرة في جسم الإنسان، لينقلن ذلك لمن يتصل بهن، والحرص على أن يكون هذا النوع من الفتيات الجميلات، علاوة على التدريبات الأخرى، لأن من هدفهن في التجسس الإغراء والسيطرة الذهنية.
وعند قيام الملك عبدالعزيز، رحمه الله، بتوحيد المملكة، بدءاً من عام 1319ه سلطت بريطانيا جواسيسها في هيئة الدراويش، وجندتهم بعد تدريبهم لهذه الغاية، وبثتهم في البلاد باسم الدين، والحج من باب التمويه، وكانوا يتبعون مرجعين لهم، ومركز هذين المرجعين، العراق، كما ذكر خيري حماد، في كتابه، فيلبي في الميزان: المركز الأول يتبع برسي كوكس في بغداد يمده بالمعلومات، والثاني يتبع جون فيلبي في البصرة، وكل من برسي كوكس، وفيلبي، ومثلهم جلوب باشا، ولورانس وغيرهم متخرج في الكلية الملكية البريطانية التي مهمتها خدمة التاج البريطاني.
يقول خيري حماد: وكان فيلبي معجباً بالملك عبدالعزيز حتى أنه أسلم فيما بعد، وصار يعظم من أمره لدى وزارة المستعمرات وبعكس جواسيس برسي كوكس، الذين يهونون من أمره، ويعظمون من أمر خصومه، حتى أن وزارة المستعمرات انقسمت قسمين، وتبلبلت الأفكار لدى المحللين للمعلومات التي تصلهم.
ويروي الآباء والأجداد، الذين عاصروا تلك الأحداث، قصصا فيها بعض الغرابة عن أولئك الدراويش وطريقتهم في جمع المعلومات,, فصار منهم من كان مؤذنا بأحد المساجد، ومنهم من يتصيد مجالس كبار السن ليلتقط الأخبار، ومنهم من يمتهن التسول، ويطوف على الأبواب.
وفي السنوات الماضية خرج في الصحف روايات عن بعض الجواسيس المصريين، الذين استطاعوا النفاذ إلى داخل إسرائيل، والاتصال بشخصيات مهمة في مراكز ذات أهمية في إسرائيل، بطرق بها براعة وطريقة الاختفاء فترة من الزمن,, بل في كل بلد نقرأ نماذج وروايات تحب بها أن تبرز قدرتها على التجسس على أعدائها.
ومهما ابتكرت أجهزة المخابرات من طريقة في أي دولة، تعينها على جمع المعلومات، والنفاذ إلى أسرار الدولة العدو، فإن تلك الدولة هي الأخرى لها أساليب أخرى، تعينها على كشف من يتجسس عليها، ومعرفة مواطن الضعف لتسيطر عليها,, فهو سباق وتفنن بين الدول، شبيه بسباق التسلح والقوة، حتى لا يخسر أحد الطرفين الموقف مع الآخر، وهي غريزة في البشر حب الاستعلاء والسيطرة.
وفي العالم الغربي، كما في العالم العربي، برز رجال يكتبون قصصا خيالية، أو واقعية في معالجة قصص الجاسوسية والمغامرات، وامتلأت الساحة العربية، فضلا عن المكتبات الغربية، بذلك الزخم، وسوف أورد هنا نموذجا من تلك القصص الواقعية، مما كتبه: برنارد نيو مان، وهو من اشهر الكتاب الإنجليز في معالجة قصص الجاسوسية، والمغامرات، ولأنه اشترك بالفعل في مكافحتهم، وألف كتابا من أجود ما كتب في هذا المجال عن: أسرار الجاسوسية الألمانية، ولذا يعتبر من أعرف الناس بأساليب الجواسيس، نقتطف منه قوله:
لمكافحة الجاسوسية البريطانية ميزة: هي أن لديهم فكرة واضحة كافية عن الطريقة التي تتبع في تربية الجواسيس الألمان، وتدريبهم، ولقد قضيت - شخصياً - بعض الوقت في إحدى مدارس الجاسوسية الألمانية، وأضرب نموذجا بقضية كارل فيرفل ، أحد الخريجين النموذجيين الذين تلقوا العلم في مدارس الجاسوسية الألمانية, لقد كان الألمان يختارون المجرمين لتجنيدهم، أي من رجال مستعدين لأن يقتحموا جميع أنواع المخاطر، ما دامت الجائزة المرصودة لهم تغري بالمخاطرة، وهكذا كان لفيرفل , سجل في إدارة البوليس، انه قد اتهم في بعض القضايا، وكان يجيد الحديث بالإنجليزية، وأجود منها الفرنسية، ولذا قرر المسؤول عن تجنيد الجواسيس، أن يلحقه بالمدرسة دون ابطاء وقال له: ستذهب إلى إنكلترا، فإن معلوماتنا عن القوافل البحرية ضئيلة ونحن نعتمد على قوارب ل ، لنكسب الحرب، وستذهب كبحار بلجيكي - من الفلمنك -، وهذا كفيل بأن يفسر ما قد يعتور لهجتك الفرنسية من اضطراب، وربما تعين عليك في المستقبل أن تبحر مع القوافل البحرية.
وقد قبلناك، وعليك أن تتوجه إلى مدرسة الجاسوسية، وهاك العنوان، وعندما تصل أنس اسمك، أنت منذ الآن رقم 34 .
انتظم فيرفل في الدراسة، وكان استاذه في فن اللاسلكي يدعى انجلمان، وتحدث إليه عن طريقة إرسال الأخبار، التي يحصل عليها، فقال: إن الأمر في غاية البساطة، فعندما تصل إلى إنجلترا عليك أن تشتري جهاز راديو يسمى: برونكو وهذا الجهاز مصنوع في الولايات المتحدة الأمريكية، وقامت بصنعه شركة ألمانية في أمريكا، وقد صمم خصيصا ليسهل تحويله إلى جهاز إرسال، وعليك أن تشتري الأجزاء اللازمة، لتحويله من محلات مختلفة، وهاك قائمة بأسماء الأجزاء، وعليك أن تحفظها عن ظهر قلب,
وقام انجلمان باجراء تجربة عملية عن طريق تحويل راديو رونكو إلى جهاز إرسال، ورأى التلميذ فيرفل أن الجهاز صالح كل الصلاحية لهذا الغرض ولما انتهت دراسته في فن اللاسلكي، حان الوقت لكي يتلقى فيرفل دروسه في الجاسوسية، وكان أستاذه في هذا الفرع يدعى الهر فوجيل ، وهو ألماني ألحق منذ زمن قريب بسلك التدريس بالمدرسة، بعد أن أظهر تفوقا وبراعة نادرين، في مهام الجاسوسية، التي أنيطت به وكان للأستاذ فوجيل طريقته الخاصة في تعليم طلابه، طريقة تعتمد على الوضوح والحزم.
وبعد أن أعطاه دروسا في فن الجاسوسية، قال له فوجيل: سأعلمك الآن كيف تدير المحادثة، إنك تبدأ الحديث مع الإنكليز مثلا عن كرة القدم، ثم تتدرج بدون كلفة لتطرق موضوعات مختلفة أخرى، ولكن لا تنس أن تعود إلى كرة القدم بحديثك، وبهذه الكيفية يتصرف المستمعون وهم يتوهمون أن الحديث كله دار في نطاق كرة القدم، ثم زوده بنصائحه، وكان مما قاله إن التجسس عبارة عن التقاط معلومات متناثرة، معلومات مجزأة ومختلطة، ثم جمعها لتؤلف شيئا معقولا، وأحيانا توفق وأحيانا يخونك التوفيق، ولكن اهم من ذلك أن يكون لك صبر أيوب، وأوصاه أن يتجنب الأخطاء الصغيرة التي تؤدي إلى اكتشاف أمر الجاسوس، وضرب له أمثلة,.
وختم نصائحه قائلا: لا تنس أن تفتح حسابا في صندوق التوفير حال وصولك، وسنزودك بكمية من النقود الإنجليزية المستعملة حتى لا ينكشف أمرك.
وجاء اليوم الموعود وحزم فيرفل أمتعته ليرحل إلى الساحل الإنجليزي، وكان عليه أن يمثل دور البحار البلجيكي اللاجىء، الذي سرق زورقا تجاريا وهرب به في اتجاه المياه الإنجليزية، وعندما وصل فحص البوليس أوراقه، بدقة واستمعت السلطات البريطانية، ومكتب الاستعلامات إلى قصة فراره، فلم يجدوا فيها ما يريب، وهكذا تطوع الجاسوس الألماني في البحرية التجارية، ورحل إلى أحد الموانىء ليباشر عمله، وقد أكسبه دور البحار البلجيكي المهاجر عطف زملائه الإنجليز، من بحارة البواخر التجارية، وهكذا اكتسب فيرفل ثقة المحيطين به دون عناء، وبقي عليه أن ينشط في جمع المعلومات من القوافل البحرية.
وبالمخالطة والتقاط المحادثات، تجمعت لديه معلومات فرح بها، وذهب لمسكنه ليزاول مهمة الإرسال، وفيما كان يستعد لارسال رقمه السري إلى إحدى الغواصات الألمانية القريبة، فتح عليه الباب، على حين غرة واندفع إليه رجلان مسلحان، واقتيد فيرفل إلى المحكمة، وبعد المحاكمة سأل فيرفل: لماذا قبضتم علي قبل أن أبدأ فعلا في استخدام الجهاز,, فقال له رجل المخابرات البريطاني: لقد كنا نراقبك منذ أيام، فقد كانت قصتك محبوكة بحيث لم نثر الشكوك نحوك,, ولكن عندما ذهبت لتفتح حسابا في مكتب التوفير بدأنا نضعك تحت المراقبة، قال فيرفل : ولكن لماذا؟ إني لا أفهم شيئا؟! إن الهر فوجل أستاذي أوصاني بأن أفتح حسابا في صندوق التوفير، قال له رجل المخابرات: نعم ولكن ليس هناك ما يمنعني من اخبارك بهذه الحقيقة، خصوصا بعد أن قدم الهر فوجل استقالته، من سلك التدريس بمدرسة الجاسوسية، هذه الحقيقة هي: أن فوجل نفسه هو أحد الأفراد الأذكياء الممتازين، الذين نعتمد عليهم، والذين حدثتك عنهم من قبل.
هذه القصة نموذج لنفاذ وقدرة جواسيس جهة، والتغلغل في عمق صفوف الجهة الثانية، والتأثير لكي يخونوا من ائتمنهم، ويخدموا من تعاونوا معه في الجهة الثانية.
وفي الحديث القادم نعطي نماذج عما وصلت إليه الجاسوسية عند العرب المسلمين، ودقتها في التخطيط والإمعان في الخفاء، وتقصي المعلومات، وسرعة إيصالها وتحليلها للحلفاء.
الرزق المفاجىء
جاء في كتاب روضة العقلاء، ونزهة الفضلاء لمحمد بن حبان البستي قال: حدثنا محمد بن المهاجر حدثنا محمد بن النضر، عن أحمد بن النضر قال: كان بالكوفة قوم من العرب فأصابت رجلا منهم حاجة، فكان عياله يغزلون ويبيعون وكان يشركهم فقالوا: لا تعود علينا بشيء، وما نكسب تشركنا فيه، فأنف من قولهم فخرج يؤم بغداد، ولم يدخلها قبل ذلك، وليس له حميم ولا قريب بها، فدخلها ومرّ على وجهه، فمرّ على باب يعقوب بن داود كاتب المهدي، فرأى قوماً جلوساً عليهم بزة، فقال: ما أخلق هؤلاء، دعوا إلى وليمة، لو دخلت معهم لعلي أصيب شِبعةً.
فاندس معهم، فخرج الآذن، فقال: ادخلوا فدخلوا إلى دار قوراء كبيرة، وإذا بهو في صدر الدار، فجلسوا في البهو، يمنة ويسرة، واخلوا الصدر، فجاء يعقوب فسلم عليهم وقعد، ثم قال: يا غلام هات فجاء بصوان عليها مناديل مغطى بها، وإذا فيها أكياس، فقال: اعطهم، فوضعوا في حجر كل رجل منهم كيسا، ووضعوا في حجري كيساً، حتى فرغ منهم, ثم قال: أعد عليهم، فوضع في حجر كل رجل منهما كيسا، ووضعوا في حجري كيسا، حتى والى بين خمسة أكياس,, ثم قال: قوموا مبارك لكم.
وقد تعيّنه الخادم وليس له عندهم اسم ولم يعرفوه، فلما بلغ الدهليز، ربطوه فصاح وصاحوا، وسمع يعقوب الصوت، فقال: ما هذا؟ فقالوا: رجل دخل مع هؤلاء القوم لا نعرفه، فقال: عليّ به, قال له: يا عبدالله، ما أدخلك هذه الدار؟ فقص عليه القصة، والسبب الذي دخل به الدار، فقال له: من أين أنت؟ قال: من أهل الكوفة، قال: من يعرفك بالكوفة؟ قال: يعرفني فلان وفلان، فسمى له قوماً يعرفهم، فقال: خلوا عن الرجل، إنا كاتبون إلى هؤلاء القوم: فإن كان على ما ذكرت، فتعال كل سنة في هذا الوقت، ولك عندنا مثل هذا، وكتب إلى القوم، فسألهم فكتبوا بمعرفته، فكان يجيء أيام حياته، فيأخذ خمسة آلاف وينصرف (ص 257).
وقال أبو عمرو المنذري: أتيت مسلم بن قتيبة في حاجة، وكان له صديق من أهل الشام، فكلمته أن يكلمه في حاجتي، فجعل يقول: اليوم غداً، فطال عليّ فتراءيت له، وقد كان يعرفني، فدعاني فقال: أبا عمرو إنك لههنا؟ قلت: نعم أطالبك بحاجة منذ كذا وكذا، وسيلتي فيها فلان، فضحك، وقال: قد كنت أراك قد أحكمت الآداب، لا تستعن بكذاب فإنه يقرب لك البعيد، ويبعد لك القريب، ولا تستعن بأحمق، فإن الأحمق يجهد لك نفسه، ولا يكون عنده شيء، ولا يبلغ لك ما تريد، فانصرفت، فقلت: يكفيني هذا, قال: لا ولكن نقضي لك حاجتك, فقضاها (ص 250).
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved