بعد تحقيقه لأهم اختراق سياسي إيجابي على الساحة السياسية تمثل في بدء تحقيق المصالحة الوطنية بين الشعب الجزائري من خلال التنفيذ المتتابع لقانون واجراءات الوئام الوطني تتواصل نجاحات الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة وتحقيق اختراقات على الساحة الخارجية لكسر طوق العزلة التي أنكفأت اليها الجزائر طوال السنين الماضية ففي توافق وتوازن اتسم بالجرأة والشجاعة السياسية أقدم الرئيس بوتفليقة على معالجة الخلل الأمني والسياسي والاجتماعي في الداخل، وضعف الاتصال والتفاهم مع الخارج وعن طريق مبادرات لا يمكن لأحد ان ينكر بأنها كانت ولا تزال جريئة، طرح قانون الوئام الوطني الذي حقق حتى الآن بدايات طيبة ستعيد الوفاق والالفة الوطنية بين الجزائريين أنفسهم، وبالنسبة لتفعيل الاتصال والتفاهم مع الخارج في عصر لا يقبل العزلة استغل بوتفليقة المناسبات الدولية والمؤتمرات العالمية للتبشير بجزائر جديدة، وهكذا شارك في منتدى كرانس مونتانا الذي عقد في شهر حزيران يونيو في سويسرا، وكان واضحا وجريئا وهو يتحدث عن اوضاع بلاده الداخلية التي كان الساسة الجزائريون حذرين من الخوض بها عندما يخرجون من بلادهم ثم جاءت مناسبة القمة الأفريقية التي اعاد بوتفليقة من خلالها الجزائر الى مكانتها الدولية والاقليمية الرائدة التي كانت تتميز بها ايام عهد بومدين,
كما ان عقد القمة وما حققته من نجاح أعطى مؤشرا على نجاح مسبق لبرنامج بوتفليقة للوفاق الوطني.
ثم تأتي مناسبة تشييع جنازة الملك الراحل الحسن الثاني فيبادر الى المشاركة في المناسبة ليس كباقي المشاركين، بل حرص على ان تكون مشاركة مميزة من خلال صدق مواساته وحرصه على الا يبتعد سوى خطوات عن نعش الفقيد مرافقا لخليفته طوال مدة التشييع.
هذه المبادرات المتتابعة المتسمة بالجرأة والتحدي لتغير واقع سلبي فرض على الجزائر طوال سنين ماضية الى واقع إيجابي يرى فيه المتابعون والمحللون السياسيون نهجا جديدا في الجزائر ويؤكد ان هذا النهج وحده القادر على تخليص الجزائر من جراحها الماضية.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com