بين حريق القديح المأساوي والانتصار الكبير على المنتخب المصري الشقيق اختلطت نبرات الحزن وايماءات الفوز,, وبموجبها ازداد الترابط وتصاعد الحب وتناغم الوفاء للوطن الكبير,.
المصاب الجلل رغم قسوته وألمه الشديد علينا جميعاً يبقى تمسكاً وايماناً بقضاء الله وقدره,, ومنطلقاً جديداً لتوطيد الوحدة السعودية المتماسكة والمتأصلة في كل شبر من ارض الوطن العظيم.
لا نملك الا الدعاء للمولى القدير بان يتغمد الشهداء بواسع رحمته وغفرانه,, ونشير في ذات الوقت الى المبادرة الجميلة من صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية بتقديمه مبلغ 50 الف ريال لكل متوفى وبعلاج من لم تستوعبهم المستشفيات الحكومية للعلاج في غيرها على نفقة سموه الخاصة كخطوة انسانية رائعة نأمل ان تحظى بالمزيد من التفاعل والوقوف معها على المستويين الرسمي والشعبي.
* * *
اعود لأقول ان الفوز على المنتخب المصري بخمسة اهداف وسط ظروف مأساة القديح لم يتح لنا الانسجام النفسي المباشر بحجم الانتصار بقدر مااثبت لنا الحقائق الكروية التي تمليها وتؤكدها طبيعة المرحلة الانتقالية الراهنة للكرة السعودية.
الفوز بحد ذاته على منتخب عربي كبير يحمل لقب بطولة امم افريقيا وفي اول مواجهة دولية مرموقة غير اقليمية معه وبخمسة اهداف ملعوبة ومدروسة يعد انتصارا تاريخيا لافتاً,, وتعبيرا عمليا صادقا لسلامة التوجهات والقناعات الفنية والاكتشافات العناصرية المثمرة للمدرب ماتشالا بهيئة تفرض علينا احترام الرجل ودعمه بدلاً من التشويش عليه وزرع الاشواك والاهواء في طريقه,,!!
ليس لانه قاد المنتخب لهذا الانتصار وانما لانه كان واثقا من نفسه وجريئا في تصرفاته بعد خمسة المكسيك وقبل ذلك كان مقنعاً في اختياراته الاولية لقائمة الاخضر وناجحاً اساساً مع الأزرق الكويتي الشقيق,, وبالتالي علينا الا ندع عواطف الفوز وانفعالات الخسارة تسيطر على نوعية نظراتنا واحيانا قراراتنا باتجاه المدرب واللاعبين.
احتكار بما يشبه الاحتقار!!
منتخب بلدي يشارك في واحدة من اقوى واهم بطولات كرة القدم العالمية ومع ذلك لا استطيع مشاهدته !!
للأسف الشديد,, هذا هو لسان حال الملايين من ابناء الوطن ممن يمثلون النسبة العظمى والشريحة الأكثر والأكبر للمجتمع السعودي وقد اجبرتهم ظروف الاحتكار إلى العودة الى ايام العزلة والانقطاع كما لو كانوا في بداية القرن العشرين ليسوا في نهايته,!!
في مسألة احتكار النقل التلفزيوني لبطولة القارات لسنا بصدد الحديث عن صفقة تجارية او تداول سلعة استهلاكية تندرج تحت بند العرض والطلب اوتخضع لمقاييس الخسائر والارباح او تحسب في ميزان الحقوق الشخصية,, القضية أكبر واشمل وابعد واهم من ان يتحكم بها ويفرضها كائن من يكون وبعيدة كل البعد عن مبدأ الاحتكارات الخاصة بالحفلات الغنائية واختيار ملكات الجمال,, بل انها لاتقتصر على ناد معين بجماهيره المحدودة, ولاتنحصر في اي مفهوم من المفاهيم المادية المألوفة في اهدافها وانعكاساتها لتبلغ حداً حساسا وخطيرا يتعلق بالوطن ومواطنيه,,!!
ماحدث يتعارض تماما مع المبادىء الوطنية والانسانية التي استغرقت الوقت واستنزفت جزءاً مهما من بناء التنمية السعودية الرائدة في مجال الرياضة والشباب والتي حرص على تحقيقها وتجسيدها وتطويرها بذلا وعطاءً على مدى سنوات طويلة صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد بن عبد العزيز الذي نقل الرياضة السعودية بمنشآتها العملاقة وتحركاتها الواعية واهدافها السامية الى العالمية,, لذلك يظل هذا الاحتكار وحجب النقل التلفزيوني عن الاكثرية وفي مناسبة كهذه امراً يتنافى مع هذه المبادىء ومع تكريس العاطفة الوطنية ويصادر على الناس الهاجس الانتمائي المشروع نحو منتخب الوطن,, كما انه لايتفق مع استثمار المكاسب الاعلامية للكرة السعودية اثناء تواجدها في المحافل الدولية,,!!
كرة القدم بوصفها اللعبة الشعبية بكل ما تحمله وتعنيه هذه الكلمة لايجوز التعامل مع انصارها الكثر من مختلف الشرائح والفئات والاجناس باسلوب تجاري بحت يقتضي فرض رسوم مرتفعة وضرائب قاسية يعود نفعها لمؤسسة او شركة ما,, وبالذات عندما يأتي هذا التسويق عن طريق وعلى حساب منتخب الوطن,, اي على النقيض تماما مما قام به اتحاد الكرة وايضا ساهم البعض من رجال الاعمال بمبادرة الدعم الوطني والدخول المجاني ورصد الجوائز المغرية للجماهير لحضور مباريات المنتخب,, وكذلك على العكس من المطالبة الواسعة بشأن تخفيض قيمة تذاكر مباريات كرة القدم,,!!
ثم ان صفة الاحتكار لبطولة القارات تختلف كلية عما هو معمول به في البطولات الكروية,, فهي لم تكن مجرد صفقة تجارية لقناة تلفزيونية او جهة اعلامية تشتري حقوق النقل ومن ثم تقوم بتسويقها وبيعها على المحطات التلفزيونية الراغبة في نقل المباريات لمشاهديها,, وانما تعمدت استخدام النقل الحصري لفائدتها وحدها فقط وعدم بيع النقل لاي تلفزيون آخر بما في ذلك التلفزيون السعودي مهما بلغت القيمة لالزام الناس بشراء جهاز الاشتراك,, وهذه طريقة مخالفة للاعراف الدولية التي ترفض استغلال شعبية كرة القدم بهذا الاسلوب الانتهازي المزعج للبسطاء وايضا لاولئك الذين لايرغبون اساساً ادخال هذا الجهاز لمنازلهم لقناعات ومبررات دينية واجتماعية وتربوية لابد من احترامها,,!!
حالياً وبعدما تأكد للجميع حجم الازعاج الهائل والآثار السلبية الفادحة بسبب عملية الاحتكار والتي لانستطيع حصرها بسهولة وايضاحها باختصار,, اقول بعد هذا كله ولمصلحة الوطن ومواطنيه نأمل ايقاف مثل هذا الاجراء مستقبلاً والتصدي له حفاظاً على مكتسباتنا المتنامية وتقديراً لعواطفنا وانتماءاتنا الوطنية المشروعة.
المتاجرة باسم الوطن!!
في الشأن ذاته ومادامت محطة ART الفضائية قد اختارت لنفسها التعامل مع الجماهير العربية عامة والسعودية والمصرية بصفة خاصة على الطريقة التجارية الاحتكارية في نقلها لبطولة القارات الرابعة,, فلماذا يصر المحللون في استوديو القناة هناك في العاصمة الايطالية روما على اقناعنا بأنهم يتحدثون باسم الوطن ولايترددون بالقول انهم يناقشون كافة امور المنتخب السعودي من باب الدفاع عنه والغيرة عليه والانتماء اليه,,؟!
بغض النظر عن ايضاح تفاصيل وتهاويل مايدور في الاستديو الا انهم غير مجبرين على اقناعنا بما يفضح حقيقة التناقض بين مايفسره احتكار نقل المباريات من امور لاتتفق مع المواطنة الحقيقية ومايصدر من المحللين من شعارات وعبارات عاطفية غير مقنعة للمشاهد,, اي اننا لاعتبارات الصفة التجارية للقناة لانلغي عليهم حرية الادلاء بآرائهم ووجهات نظرهم اياً كانت مضامينها واهدافها ولكن بعيداً عن استغلال الموقف لترويج بضاعة رديئة عن طريق المزايدة المشبوهة باسم الوطن لغرض تقريع المدرب وبعض النجوم المصنفين ضمن فئة الضد حسب تصنيفات الاندية وربما الأمزجة,,!!
غرغرة
* نأمل ان نخرج من لقاء البارحة امام البرازيل بما يكفل لنا استمرار التوازن وترويض الانفعالات,,!!
* فوز بطل اسيا على بطل افريقيا بنتيجة كبيرة وتأهله لدور الاربعة رسالة احتجاج اقوى من غيرها موجهة للاتحاد الدولي على عدم انصافه لقارة آسيا في مونديال 20002,,!!
* اعتماد المدرب ماتشالا على مبدأ العطاء وليس الاسماء أتاح فرصة اكتشاف المزيد من حيوية النجوم السعوديين البعيدين عن الاضواء الاعلامية,, والدليل بروز مرزوق العتيبي وفهد السبيعي مقابل خلو القائمة المثالية في لقاء مصر من لاعبي بطل الرباعية الاتحاد,,!!
* احد المندوبين الصحافيين المتواجدين في المكسيك قال عبر اذاعة mbc بصفاقة وازدراء ان هبوط مستوى محمد الدعيع سببه انه يعيش في مدينة نائية ويلعب لفريق صغير,, ياهذا وقاحتك لم تساعدك على معرفة ان الدعيع حقق انجازاته وألقابه واسهاماته لمنتخبات الوطن وهو في هذه الاثناء لم يغادر ويفتخر بحائل المدينة والطائي النادي,,!!
|