عزيزتي الجزيرة
اطلعت من خلال الانترنت على عدد الجزيرة يوم الجمعة 4 ربيع الأول على الجزء الأول من التحقيق الذي تولى اعداده الاستاذ/ سلمان العمري والاستاذة/ عذراء الحسيني وذلك عن العنف المنزلي وضرب الزوجات وما اشتمل عليه هذا التحقيق من مقابلات مع بعض الزوجات اللواتي يتعرضن للضرب المبرح من قبل ازواجهن وكذلك تعليق بعض المشايخ وآخرين في تخصصات اخرى لها علاقة في هذه الظاهرة,, وقد اعجبت بهذه المصداقية في طرح القضايا الاجتماعية التي يجب ان يتطرق اليها حيث لا يمكن مقاومتها إلا بالكشف عنها وتناولها مع كل الأطراف المعنية بالمشكلة وأتمنى لو تم مناقشة المشاكل الأسرية الأخرى التي لا تقل أهمية عن الضرب وعلى سبيل المثال احقية الزوجة في مالها وملكيتها وكذلك اعطائها حقها الشرعي كاملا باختيار الزوج ومتى يكون هذا الزواج وكذا اعطائها المجال لتكون العنصر الثاني المكمل للرجل في التخطيط والتنفيذ لكل احتياجات الاسرة,, وكذا الاهتمام بالرفاهية لكل أفراد الأسرة فليس الرفاهية والسفر للزوج فقط بل لابد من اعطاء الزوجة والأبناء حقهم والاهتمام بالرحلات العائلية النزيهة وكذلك متابعة الزوجين لأبنائهم في تعليمهم وكل مناشط حياتهم فليست هذه المهام للمرأة فقط بل للزوجين وغيرها من الموضوعات الأسرية الهامة.
وهذا التحقيق المتميز اصابني بالتعجب والذهول في نفس الوقت من أن هناك من بني البشر من ما زال الى وقتنا الحاضر يعالج اموره والهفوات من الزوجة او الأبناء بالعنف فقط دون اللجوء الى استخدام الأساليب الأخرى وهذا الأمر اشبهه بمن يسافر على رجليه من مدينة الى اخرى رغم توفر المال لديه وبامكانه استخدام الطائرة او القطار او السيارة وعدم استخدامه لمثل هذه الوسائل ناتج عن ضيق افقه او لجهله بها او لشحه على نفسه وهذا على كل حال يدل على ضعف الوعي والثقافة والاطلاع حتى ان مثل هذا الانسان المستخدم للضرب بدون ان يستنفد البدائل الأخرى من الوعظ والهجر وغيرها من الأساليب يعتبر جاهلا في دينه وان كان عالما بها فهو ظالم للمرأة وتعدى عليها بدون وجه حق ويجب ان يعاقب بعقوبة الضرب لأن من لا يستطيع ان يعالج اموره بأساليب العقلاء لن يعقل او يرتدع الا بالعقاب الجسدي ضده, لهذا أرى اهمية ان يخصص برامج توعية لمثل هذه النوعية من الرجال وان يوضع عقاب جسدي واضح وصريح لمن لا يلتزم بمنهجية الاسلام في معالجة أموره الأسرية ويتعدى على الزوجة بالضرب بأن تطبق عليه عقوبة استخدام القوة والضرب لأن مثل هذا العقاب يتناسب مع عقليته ووعيه وسوف يردعه عن الاساءة والظلم للزوجة.
فمن قرأ هذا التحقيق يلاحظ الجهل من قبل ازواج من تم الحديث معهن حيث اشار البعض منهن بانهن يضربن في مواقع خطرة كالرأس وغيره وامام اطفالهن,, سبحان الله أهذه قلوب من لحم ودم؟ لا انها من حجر وبكل تأكيد وأي علاج هذا الذي يتم بمعاقبة الزوجة بهذا الأسلوب وربما لسبب بسيط جدا وأمام أطفالها فهل هذه الوحشية غير الانسانية في المعالجة سوف تكون حلا لاي اشكالية اسرية؟, لقد وقف شعري وتألمت لما قرأته من حديث بعض الزوجات اللواتي تكلمن عن معاناتهن من أساليب العنف والضرب من قبل ازواجهن وقد وجدت نفسي بدون شعور اسطر هذه السطور المتواضعة والتي آمل ان تشكل مقالة جادة ومفيدة واختتمها بالاشارة الى أهمية مشاركة عدد من المتخصصين في العلوم الاجتماعية والنفسية وان يرتب لقاءات مع بعض الأزواج المثاليين وزوجاتهم حتى يتبين الفارق بين معيشة هذه الأسر المثالية وغيرهم وان يستمر الطرح لهذه الظاهرة غير السليمة حتى ولو ان البعض يرى انها لم تصل الى ان تصبح بمستوى ظاهرة إلا انني ارى أهمية التركيز عليها بكل وسائل اعلامنا بأسلوب مدروس حتى نواجهها بشكل فعال لانها تمثل حدثا كبيرا للأسرة بشكل عام وسوف يكون لها نتائج سلبية في المستقبل على الاسرة والمجتمع,, فهل يتوقف هذه النوعية من الرجال من استخدام العنف ويستخدموا العقل قبل ذلك؟ آمل ذلك لما فيه صالح الجميع وصالح أسرنا التي يتكون منها مجتمعنا.
والله من وراء القصد والهادي الى سواء السبيل.
عبدالله بن ابراهيم المطرودي
واشنطن