* بلجراد - أ,ش,أ
بدأت المعارضة ضد نظام الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش تنظم صفوفها بشكل متواز مع تدفق مظاهرات الاحتجاج الداعية الى اقصائه من كبريات المدن الصربية والتي بلغت حتى الآن حوالي خمسين مدينة,وينتظر ان تبلغ المعارضة ذروتها بالمظاهرة الحاشدة التي دعا التحالف من اجل التغيير (تحالف بعض الاحزاب المعارضة) إلى تنظيمها في الاول من سبتمبر القادم.
ورأى راديو فرنسا الدولي امس ان المعارضة الصربية برزت على ثلاث جبهات,, الجبهة الاولى من خلال مظاهرات المدن الصربية الكبرى مثل بلجراد ونيش ونوفي سادا إلى جانب العرائض التي تطالب ميلوسيفيتش بالاستقالة التي تقدمت بها العديد من البلديات الصربية حيث يشغل العديد من اعضاء الاحزاب المعارضة مناصب عليا بها منذ الانتخابات البلدية التي اجريت في عام 1996م.
أما الجبهة الثانية فهي من داخل النظام نفسه فقد ادلى احد كبار المسؤولين الصرب بتصريح يعد خروجا عن الخط الرسمي للنظام حين اكد راتكوماركوفيتش نائب رئيس الوزراء الصربي وأحد اهم الشخصيات داخل الحزب الاشتراكي والذي يعتبر احد مهندسي صياغة الدستور الصربي ان صربيا خسرت كوسوفا نهائيا مشيرا إلى ان اتفاق السلام في كوسوفا حرم صربيا من الاقليم التابع لها.
وتعد تصريحات ماركوفيتش التي اثارت الدهشة ومشاعر الصدمة على المستوى الرسمي في بلجراد مخالفة للرأي الرسمي الصربي القائل بأن صربيا لم تتنازل عن كوسوفا لحلف الاطلنطي.
وتجدر الاشارة في هذا الصدد إلى ان خروجاً مماثلا عن الخط الرسمي لبلجراد سبق ان كلف فوك دراسكوفيتش احد اقطاب المعارضة في صربيا منصبه كنائب لرئيس الوزراء حين اعرب عن اعتقاده بضرورة الموافقة على تواجد قوات دولية في كوسوفا في خضم الغارات التي شنها الناتو على صربيا وكوسوفا.
وفيما يتعلق بالجبهة الثالثة للمعارضة ضد نظام ميلوسيفيتش فقد تشكلت في كوسوفا للمرة الاولى حركة مناهضة لميلوسيفيتش من بين الصرب انفسهم يتزعمها مومتشيلو تاتشكوفيتش الذي وصف قرار انشاء برلمان قومي صربي في كوسوفا بأنه مناورة من الرئيس اليوغوسلافي وهي المرة الاولى التي يجرؤ فيها صرب الاقليم على التمرد على رجل بلجراد القوي على حد قول الراديو.
على صعيد صربي آخر أعلن قائد الجيش اليوغوسلافي الثالث الذي كان منتشرا في كوسوفو الجنرال نيبوسا بافكوفيتش ان الجيش لن يرسل دبابات لقمع المتظاهرين الذين يطالبون في الشارع باجراء انتخازات.
وفي مقابلة مع صحيفة بليتش المستقلة في عددها امس الاحد ردا على سؤال عما إذا كان الجيش سيرسل دبابات لقمع المتظاهرين الذي يطالبون باجراء انتخابات قال الجنرال بافكوفيتش: أعوذ بالله من ذلك ارسال دبابات لقمع اناس يطالبون بانتخابات,, في الشارع لا.
واضاف انني اردد باستمرار ان ما احرص عليه هو حماية الشعب, الشعب هو الاهم, مشددا على حرص الجيش على احترام الدستور.