Monday 2nd August, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 20 ربيع الثاني


الثقافية
أنوار الثقافة السعودية

إن الخطوات الأولى لعبدالعزيز إلى أرض السعودية كانت خطوات ثقافية وعلى هذا يمكن اعتبار هذه المملكة عاصمة الثقافة الاسلامية والعربية خلال مائة عام من الثقافة وأيضا يمكن لي تسميتها: المملكة الثقافية فهي في الواقع ارض الثقافة والاختلاط والانفتاح الاستضافة,, والشعب السعودي هو شعب منفتح على كل ثقافات وشعوب العالم بحكم وجود الحج على ارضه وهو أكبر ملتقى بشري سنوي يحدث في العالم وكل سنة يتسع هذا الملتقى ويكبر ولولم يكن لاهل السعودية سوى هذا الملتقى السنوي مع كل هذا الحشد الهائل من ألوان الناس وأشكالهم لكفاه ثقافة واختلاطا ولقاءً وانفتاحاً على المجتمعات البشرية والواقع إن السعودية هي عاصمة للثقافة الاسلامية والعربية,.
هي عاصمة ابدية ولا يمكن لها ان تكون عاصمة ثقافية موسمية أو سنوية فتنتقل إلى بلد آخر ومع هذا يقال: الرياض عاصمة العرب الثقافية لعام 2000م ومعنى هذا أنها لن تكون بعد ذاك العام اظن مثل هذا يمكن لها ان ينطبق على عواصم أخرى,.
ولكن الاصل يبقى في المملكة,, ومنها تنتقل الى العواصم ثم تعود إلى اصلها لان اصل ومنبت ثقافة العرب والاسلام في تلك الارض والكتاب الاعز من تلك الارض والشخص الاعز والاكثر ثقافة من تلك الأرض.
ان رسالة الاسلام هي رسالة تثقيفية تعليمية تربوية تنويرية ولذلك فشعب السعودية هم اكثر الشعوب تقديراً وتكريماً للكلمة وأهلها وما يصدر في السعودية من صحف ومجلات وتلفزة وإذاعة اضافة إلى التجمعات والنوادي والمراكز الثقافية اكثر من اي بلد آخر في المنطقة, إن السعودية ليست عاصمة للثقافة ولكنها هي الثقافة وهذا كلام لا ينكره كائن من كان من المثقفين وأهل القلم, وبدأت الرعاية الكبرى للثقافة على يد عبدالعزيز منذ مائة سنة فأعاد إليها أمجادها وكانت وصاياه في معظمها تتجه إلى محو الامية وتعليم الناس ونشر الثقافة فيهم فكانت رسالته رسالة ثقافية اكثر منها رسالة سياسية وما تزال الثقافة تستهلك في الاقتصاد ما لا تستهلكه وسيلة اخرى من وسائل الحياة, إن أضواء الثقافة تلبث ساطعة في طرقات المملكة ولا تنطفئ ومتى ما مر مار فيها رأى سطوعها وتزود منها في اي وقت كان والواقع فإن ابناء عبدالعزيز يحرصون على هذه الوصايا فيقومون بالصروح والابنية الثقافية في مشارق الارض ومغاربها وحتى هداياهم تكون على الاغلب هدايا ثقافية وايضا من هؤلاء من هم ادباء وعلماء وشعراء وأصحاب شأن في الثقافة والفن والفكر والرسم والرياضة.
وما تنشره المملكة في عهدهم من ادب وفكر للادباء والكتاب العرب يبين حقائق واضحة فمعظم هؤلاء يلتفون حول وسائل الاعلام هذه التي باتت تلقى الانتشار ولا أظن انه يوجد اعتبار آخر غير الحرية بالنسبة للادباء فالكاتب شخص عنيد لا يرضخ إلا لاجواء الحرية والمملكة تستقبل معظم الافكار والاتجاهات وتفتح صفحاتها للجميع فالكاتب في النهاية يبحث عن مكان ينشر افكاره فيه وهذا يسره اكثر من كنوز العالم بالدرجة الاولى لان رسالة الكاتب لا تتحقق إلا بالنشر، ولي تجارب عديدة في طباعة بعض كتبي عندما خسرت في سبيل نشرها ولكن ثمة ما هو اسمى من كل اموال العالم وربما في سبيل هذا فأنا أتواصل منذ سنوات طويلة مع هذه الصحيفة الطيبة.
تبقى المملكة الثقافية السعودية هي ارض الثقافة الاصيلة وحتى لو غدت عاصمة فانها ستكون عاصمة ابدية وليست عاصمة عام 2000م فحسب.
عبدالباقي يوسف

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved