لقد وفق كل التوفيق وأحسن كل الإحسان الشيخ عبدالمحسن القاسم إمام المسجد النبوي الشريف في خطبة الجمعة الموافقة 3/4/1420ه عندما خصص الخطبة لبيان فضائل المدينة المنورة التي يجهلها كثير من الناس وقد يقلل من اهميتها آخرون جهلا بالنصوص الصريحة التي أوردها الشيخ الفاضل وهي موضع اجماع المسلمين، ففي صحيح البخاري (4/97) ومسلم (1885) قوله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما بمكة من البركة وفي مسلم (1374) اللهم اجعل مع البركة بركتين وقد حرَّمها رسول الله صلى الله عليه وسلم في احاديث منها ما ورد في مسلم (1362) اللهم إن إبراهيم حرَّم مكة، وإني حرّمت ما بين لابتيها وفي حديث آخر صحيح مسند أحمد 8/384 اللهم إن إبراهيم خليلك وعبدك ونبيك دعاك لأهل مكة وأنا محمد عبدك ونبيك ورسولك أدعوك لاهل المدينة بمثل ما دعاك به إبراهيم لأهل مكة، ندعوك ان تبارك لهم في صاعهم ومدهم وثمارهم، اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت الينا مكة واجعل ما بها من وباء بخُمّ .
والاحاديث في فضل المدينة تزيد عن (1146) حديثاً، وقد عني بذلك العلماء قديما وحديثا، وزاد ما ألف عن فضائل المدينة عن (45) كتابا شملت مختلف فضائلها بل هناك من صنع كتبا فيما ألف عن المدينة المنورة، ومن آخرهم د, عبدالرزاق الصاعدي ود, عبدالله عسيلان وقد يسّر الله لكاتب هذه السطور ان يحقق وينشر كتاب الجواهر الثمينة في محاسن المدينة لمحمد كبريت المدني في مجلدين، والمدينة جديرة بهذه العناية وأكثر، ألم يقل فيها من شرّفها الله به إنما المدينة كالكير تنفي خبثها، وتنصع طيِّبها ألم تشتمل على شيء من أرض الجنة كما ورد في الحديث ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة البخاري 3/70 وفي آخر منبري على حوضي البخاري 3/70 وفي ثالث منبري على ترعة من ترع الجنة أحمد 3/283 وصححه الألباني .
وورد في تمرها أحاديث صحيحة منها ما رواه مسلم (2047) والبخاري 9/569 من تصبح كل يوم سبع تمرات عجوة لم يضرّه في ذلك اليوم سم ولا سحر وفي رواية لمسلم 22047 من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح لم يضره سم حتى يمسي واللّابة: الحرَّة السوداء.
وقد أفتى الامام مالك فيما نقله القاضي عياض في الشفا بحقوق المصطفى 2/620 بتعزير من قال تربة المدينة رديَّة وقال بضرب ثلاثين درة وأمر بحبسه وقال القاضي في الكتاب نفسه وجدير بمواطن عمِّرت بالوحي والتنزيل، وتردد فيها الامين جبريل، واشتملت تربتها على جسد سيد البشر، وانتشر عنها من دين الله ما انتشر,, ان تعظم عرصاتها، وتستنشق نفحاتها وتقبل ربوعها وساحاتها .
وما أحسن ما قال الفيروز آبادي في المغانم المطابة فإن العناية بالمدينة الشريفة متعيِّنة، والرعاية لعظيم حرمتها لكل خير متضمنة، والوسيلة بنشر شرفها شائعة,,
ولذا قد احسن الشيخ القاسم عندما خصص خطبته لهذه الفضائل التي قال فيها الشاعر:
أرض مشى جبريل في عرصاتها والله شرَّف أرضها وسماها |
د, عائض الردادي