Monday 19th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 6 ربيع الثاني


جماهيرية الشعر الشعبي

,, تلك هي دولة الشعر الشعي النبطي,.
فمن يقود هذه الجماهيرية الشعبية؟!
أهو العبث ام المهل ام الابداع؟!
أم انه العبث الذي ركبه الشيطان باسم الابداع؟!
فهذه الجماهيرية في الوقت الحاضر,, ليس لها حدود,, ولا خفر سواحل,, ولا قيادة موحدة تلتزم خطا عريضا وتتحرك ضمن اطار محدد يضم في داخله انواعا متعددة من الابداعات المتميزة.
فمدقق النظر وفاحصه,, لا يجد شيئا من ذلك,, اللهم مصلحة (الجمارك) فهي الجهة الوحيدة التي تؤدي عملها بكل انتظام.
فقد تعددت (الاشعار) والصوت واحد,, وتعددت المقاطع والشعر واحد,, وتعددت الافواه والنبرة واحدة.
وفي هذا المحيط لابد ان تكون هناك صعوبة في تمييز الصوت الاصيل من الصوت الدخيل,, والحالة تلك ايضا لابد ان يكون الداخل في هذا الجو الغائم جزئيا: (غريب الوجه واليد واللسان),, الا ان يكون متميزا حقا.
والملاحظ ان الشاعر - في هذه الجماهيرية - يغلب جانب الكم على جانب الكيف بالنسبة لانتاجه الشعري,, مما يضر به وبمستواه الفني,, لانه لم يكتب ما يمليه عليه الموقف والشعر,, بل كتب - في الغالب - ارضاء لغروره في التواجد الا من ندر ممن رحم ربك.
فهل تكون الحالة صحية عندما يرتدي الف شاعر عباءة شاعر واحد متميز فيصبحون له ظلالا متعددة في كل الاتجاهات ويخاطبون بنبرته الاذواق,, ويترسمون خطاه,, ويلغون حقهم في الحياة الادبية والابداع مع ان الكثير منهم يستطيع ان يختط لنفسه خطاً متميزا,, وان يدوي بصوت لايشبه الا نفسه.
وهل يمكن ان يكون غياب الناقد الواعي والنقد الهادف قد اثر تأثيرا سلبيا,, فتشابهت الاصوات لعدم وجود من يستطيع تمييزها,, وظلت اصوات اخرى لعدم وجود من يستطيع توجيهها مع ان اكثرها قد يحمل بذرة الابداع,, وتخبطت اصوات اخرى مغرر بها لعدم وجود من يستطيع ايقافها او ايقاظها من غفوتها اللذيذة الضارة المضلة و على اقل تقدير اعادة تأهيلها.
وقبل ان ننجرف مع التيار,, فتأخذنا شهوة النقد (في يومه النحس) لابد ان نذكر للانصاف,, ان هناك رموزا انقياء قد دخلوا على اراض واقع هذه الجماهيرية,, ولكنهم متميزون,, وهم السبب الحقيقي في وجود الضوء في هذه الجماهيرية,, وهم ايضا عمادها,, وسبب استمراريتها,, وروح مزاحمتها لبعض الساحات الاخرى على الاضواء والشهرة والنجومية.
** واخيرا: لقد وجدت خارج حدود هذه الجماهيرية في احدى رحلاتي للسياحة المعرفية وعلى ارض بعيدة,, حافر (نبطي) قد وقع على حافر (فصيح) فوجدتها فرصة للرد على من ينكر وقوع الحافر (النبطي) على الحافر) (الفصيح).
يقول الشاعر الفصيح:
النار آخر دينار نطقت به
والهم آخر هذا الدرهم الجاري
والمرء بينهما ما لم يكن ورعا
معذب الروح بين الهم والنار
ويقول الشاعر النبطي:
آخر الدينار نار
وآخر الدرهم هم
وفي الحقيقة لا ادري بالضبط هل هذا من توارد الخواطر,, أم من وقوع الحافر على الحافر,, ام سرقة شاعر شاطر يغامر الى قمم الفصيح,, ام انه غير ذلك؟.
نيف الذكري

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved