قال عنها ياقوت الحموي ,, قال ابو منصور
ومن أسماء النساء رُضَيّاء وتكبيرها رضوى:
وهو جبل بالمدينة، وقال ابو زيد: وقرب ينبع جبل رضوى وهو جبل منيف ذو شعاب وأودية، ومن رضوى يقطع حجر المسن ويحمل الى الدنيا كلها,,.
هذه رضوى, ولقد استمعت قبل سنوات الى مقابلة بالإذاعة السعودية مع الشيخ العلامة حمد الجاسر -امد الله في عمره- حين قال في جواب علىاحد الاسئلة: عينت مدرساً اول ماعينت في ينبع فحضرت الىالمدرسة في اليوم الاول, وجلست عند المدير فمن الصدف كان مدرس الجغرافيا غائباً، فذهبت الى فصله وجلست مع التلاميذ, فسألني احدهم اين تقع رضوى يا أستاذ ؟ فكنت جديداً على المادة، ولم احضّر الدرس, فقلت : لاأعلم ولكن سوف ابحث عن الجواب ثم اخبرك,.
وكانت شبابيك الفصل مفتوحة وامامنا جبل شاهق الارتفاع فقال احد الطلبة: يا استاذ , لا تبحث فهذه رضوى امامك وهو يشير الى الجبل عندها , قلت لاخير في مدرس يرشده طالبه, فتوجهت من ذلك اليوم الىدراسة الجغرافيا والمعالم التاريخية,, انتهى كلام علامة الجزيرة أطال الله عمره واظن في هذه القصة شيئا من الطرافة ورضوى هذه هي التي يقول الشاعر عنها:

بعذر الو ليعي لو تدرباء ولو طاح,. من راس (رضوى) والخلف به عباته مير إذ هنوني عند هبات الارياح,. لصير مثله ثم اسوي إسواته

وقصة ذلك: ان شاباً يسمى الوليعي ذهب من اهله وهو لايتجاوز الثانية عشرة ثم انتهى به المطاف عند احد رجالات البادية الذي استأجره راعياً لاغنامه بعد ان ترك هذا الرجل ابنته البالغة من العمر عشر سنوات تقريباً,, ترعى الغنم مع هذا الشاب,,, وبعد فترة من الزمن جعلهما يرعيان الإبل بعد ان بلغ هذا الشاب الخامسة والعشرين والبنت اقل من ذلك بقليل , وكانا يمكثان في البر ليلتين وثلاث ليالٍ, وكان الشاب ينوي ان يخطب الفتاة من والدها ويتزوجها على سنة الله ورسوله,.
وقصدهما شريف ونيتهما سليمة وفي هذه الأثناء دخل الوشاة وقالوا لوالد الفتاة كيف تترك ابنتك في هذه السن مع الراعي فلان، يمكثان في البر وهكذا,, وفي يوم من الايام وعندما توجهت الابل من الماء للرعي قال والد الفتاة: يافلان ويافلانة هذا اليوم والليلة اتركا إبلكما في المكان الفلاني لاني اعرفه مكاناً مربعاً يصلح للابل, وفعلاً ذهبا بإبلهما الى ذلك المكان, وفي الليل وعند النوم وكالعادة وضعا الشداد حاجزاً بينهما وناما في طرف الابل, اما الوالد فقد جاء على فرسه ونزل بعيداً عن الابل وجاء ماشياً ثم وقف عليهما ورآهما على تلك الصورة ثم قال: اعوذ بالله من الشيطان فقطع الشك باليقين ثم عاد, ولما استيقظا وجدا الاثر ثم قصاه فوجداه وعرفا ان الوالد قد جاء اليهما وان الوشاة قد وشوهما ثم قال: ماالعمل؟ فقالت: إذا قربنا من النزل اركب هذا الجمل واسمه (سباح) ثم اهرب وانا اتركني وفعلاً ركب الجمل وذهب وسأل حتى وصل الى اهله وبعد فترة أصابه الغرام ثم اخذ يمرض ويمرض ويتعالج بالكي والاعشاب لكنه من سيىء الى اسوأ وكان يسكن هو واهله قرب (رضوى), فذهب به أخوه وصعد به الىمنتصف الجبل وفرش له فراشاً ثم أجضعه على الفراش وقال: سوف اذهب الى هذا الوادي لعلي اصطاد لك صيداً ثم نزل من امامه ثم جاء من خلف الجبل وصعد حتى جاء خلفه وهو أي (الوليعي) المريض لايعلم ان اخاه يستمع إليه حين قام فجلس ثم قال

ياراكب من عندنا فوق سباح يشدي غزال جافلٍ مع صحاصيح لانيب لاراعي ولانيب مصلاح لاشك ابا ادوّر عليه المصاليح

ولقد دهش وفرح أخوه لانه عرف ان أخاه عاشق فخرج اخوه من خلف الحجر وهو يقول: كيف ما اخبرتني انك عاشق؟ فغضب الوليعي ثم القى بنفسه من الجبل فأمسك به أخوه لكنه لم يمسك سوى عباءته, اما الوليعي فأخذ يتدحرج من الجبل حتى وصل الى الارض وعندها مات رحمة الله عليه, ويعد من ضحايا الغرام والله اعلم ثم قال الشاعر الدليل

بعذر الوليعي لو تدرباء ولوطاح,. من راس (رضوى) والخلف به عباته

والى مكان آخر في اسبوع آخر إن شاءالله,