السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
تعقيباً على ما نشر في هذه الصفحة تحت عنوان نريد نظرة هادفة لمهمته في العدد رقم 9763 فكما ذكر الكاتب ان عمل المشرف هو الاشراف على عدد معين من المدرسين في تخصص معين ويزودهم بالخبرات التعليمية.
وازيد على ذلك تزويد المدرسين بالخبرات المتجددة والمتطورة من على الساحة التربوية سواء كانت محلية أو عالمية، ونقل الخبرات من شخص متمكن في العملية التعليمية والتربوية وله باع طويل بها الى مدرس ذي خبرات محدودة اما لانه حديث الالتحاق بالعملية التدريسية ويحتاج الى من يثري فكره بالخبرات السابقة ليكمل المسيرة ويطورها، او المدرس قليل الاطلاع في المجالات التي تهتم بتطوير التربية والتعليم فهو بأمس الحاجة الى من ينقل له هذه الخبرات طوعاً او إلزاماً لتتطور العملية التعليمية وتزدهر.
فالمفترض في المشرف التربوي ان يكون متفرغاً للاطلاع على البحوث والدراسات في مجال التربية والتعليم ليقوم بتنقيحها ودراستها ونقلها الى المعلمين واثراء فكرهم بها ليحققوا الرقي المتوقع منهم في مجال التعليم، وبحث المشكلات التربوية مع المعلمين ومحاولة القضاء عليها بالتعاون والمناقشة وتبادل الآراء حولها.
فالملاحظ ان دور المشرف التربوي في الآونة الاخيرة اصبح هامشيا لا يتعدى ان يقوم المشرف التربوي بالزيارات الروتينية وتبادل اطراف الحديث كما ذكر صاحب المقال ويدخل ويخرج من المدرس بدون آثار له بالمدرس حتى ان المدرس لا يلقي بالاً لحضور المشرف التربوي ولا اهتمام لاقتناع المدرس بأن المشرف يعمل عمل المفتش المؤثر في جميع المجالات, لا انكر ان هناك مشرفين محتسبين ويقومون بعملهم على اكمل وجه ولكنها اجتهادات شخصية منهم يشكرون عليها ولكن الغالب غير ذلك، فالمدرس لا يعيره اهتماماً ولا يكون مستعداً له بالمناقشة وعرض بعض المشكلات على المشرف والتباحث في حلها والاستنارة بمشورته لخبرته وسعة افقه كما هو المفترض منهم.
ولكن وجوده في المدرسة يعتبر تحصيل حاصل سواء من قبل المشرف او من قبل طاقم المدرسة من مدير ومدرسين لذا اعرض اقتراحاتي علها تجد الدراسة المستفيضة وهي مشاركة مني لمحاولة تطوير عملية التعليم في وطننا المعطاء لذا ارجع سبب تهميش دور المشرف التربوي في المدارس الى:
أ- البدل الذي كان يتقاضاه المشرف نتيجة قيامه بالزيارة يجب ان يعاد النظر فيه وارجاعه بعد قطعه لان الغاءه تسبب في زيادة كسلهم والى عدم حفزهم على زيادة الزيارات المثمرة والاشراف على سير العملية التربوية والتعليمية والاطلاع على المشكلات وحلهاحلاً علمياً تربوياً، فتجد نتيجة ذلك ان بعضاً من المدرسين يذكر ان له ثلاث سنوات ولم يأته مشرف تربوي علماً بأن المدرس دائماً في حاجة الى من يزيده فكراً وعلماً ويقيم تطوره وارشاده الى الافضل.
ب- سحب دور المشرف في عملية تقييم المعلم وجعله بيد مدير المدرسة كاملاً، وهذا من اهم اسباب تهميش دور المشرف فيجب ان يكون له دور التقييم لاننا لو سلمنا بتقييم المدير فقط فان المدير سوف يقع في احراج وربما قد يجحف ويبخس من حق المعلم او يعطيه اكثر مما يستحق، السبب في ذلك ان المدير يقيّم المعلم من الناحية العلمية تقييماً عشوائياً لان التخصص له دور في عملية التقييم فكيف لمدير متخصص في اللغة العربية او التربية الاسلامية ان يقيم معلما متخصصا في الفيزياء او الكيمياء او اللغة الانجليزية؟ أليس هذا يعتبر من دور المشرف؟ لان المشرف من نفس التخصص قادر على تقييم المعلم في هذا المجال لذا اقترح ان يكون تقييم المعلم في السلوك والاداء الوظيفي في يد مدير المدرسة نتيجة التصاقه بالمدرسين واطلاعه على سلوكهم ونشاطاتهم، أما فيما يختص بالناحية العلمية البحتة فتكون بيد المشرف التربوي حتى يستطيع ان يطور المعلم في هذه الناحية ويشرف على أدائه بحكم توحد التخصص ولتكن 60% من الدرجة للمدير، 40% للمشرف، بحيث تجمع وتكون هي معدل المدرس في تقييمه وحكم شخصة على المعلم افضل من حكم شخص واحد.
ايضاً تعطى المشرف قيمة ومكانة تجاه المدرس من خلالها يستطيع ان يؤثر على المدرس ويطوره ويرفع من مستواه العلمي والتربوي.
ج- ان يكلف المشرفون بعمل بحوث تطويرية حول المشكلات التربوية التي يتلقونها من المدارس والعمل على الدراسة المستفيضه بالاطلاع على الدراسات المحلية او العالمية والمناقشات مع المعلمين والاكاديميين واولياء الامور والطلاب ووضع الحلول المناسبة ومحاولة تطبيقها والاشراف على مدى العمل بها والا تكون بحوثا محلها الارفف والسجلات,, وأن تكون هذه البحوث محددة لمكانة المشرف الادارية والتربوية في الوزارة حتى تحفزه لعمل البحوث الجادة التي تكون محل التطبيق والتطوير.
د- وضع سلم للمشرفين على حسب مكانتهم واهميتهم وخبراتهم، فعلى سبيل المثال عند اختيار مدرس ليكون مشرفاً يوضع مشرف اول ثم مساعد مشرف ثم مشرفا ثم رئيس المشرفين في تخصص معين ثم الى خبير في الاشراف حتى يتم حفز المشرفين معنوياً مما يزيد من كفاءتهم ونشاطهم ولا ننسى ايضاً اهمية الحافز المادي لكل سلم يرشح له من قبل رؤسائه في العمل.
ارجو ان تلقى هذه الاقتراحات البحث والدراسة وان تكون دعوة الى زيادة اهمية دور المشرف حتى تزيد من عطائه ويكون سبباً في تطور التعليم في بلادنا مع شكري للجزيرة على نشر هذا المقال.